ليبيا: إدانة دولية لغارة قوات حفتر على تاجوراء ومطالب بالتحقيق

بقع دماء في مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة الذين أصيبوا بضربة جوية في ضاحية تاجوراء بطرابلس

تزايدت الدعوات لإجراء تحقيق مستقل في مقتل عشرات المهاجرين في غارة جوية استهدفت مركزاً لاحتجازهم في تاجوراء الضاحية الشرقية لمدينة طرابلس الليبية.

ووصفت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، القصف الجوي، على مركز إيواء اللاجئين في تاجوراء بالغادر.

وسقط أكثر من 40 قتيلا وعشرات الجرحى، فجر الأربعاء، جراء قصف شنه طيران حربي تابع للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، استهدف مقرا لإيواء مهاجرين غير نظاميين بمنطقة تاجوراء شرقي العاصمة، طرابلس.

وهذا أعلى عدد معلن من القتلى في ضربة جوية أو قصف منذ بدأت قوات اللواء المتقاعد حفتر هجوما قبل ثلاثة أشهر، بقوات برية وسلاح الجو، للسيطرة على العاصمة مقر الحكومة المعترف بها دوليا.

في غضون ذلك أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التابعة لحكومة الوفاق محمد القبلاوي أن الحكومة وجهت رسالة إلى مجلس الأمن طالبت فيها بعقد جلسة طارئة للتحقيق في الهجوم الأخير على طرابلس الذي نفذته طائرات أجنبية، ومناقشة الملف الليبي بشكل عام.

وقال القبلاوي في مؤتمر صحفي إن الإدارة الأمريكية طلبت من سفارة ليبيا في واشنطن معلومات وبيانات عن الأسلحة الأمريكية المتطورة التي عُـثر عليها لدى قوات حفتر في غريان، لتحديد الدولة أو الدول التي ورّدت تلك الأسلحة إلى ليبيا رغم وجود قرار دولي بهذا الشأن.

جريمة حرب:
  • الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دان الغارة الجوية، التي وصفها “بالفظيعة”، مطالبا بإجراء “تحقيق مستقل” في الهجوم.
  • غوتيريش: الأمم المتحدة قدمت معلومات عن إحداثيات مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين شرق طرابلس إلى الأطراف المتحاربة لضمان سلامة المدنيين الموجودين فيه.
  • المتحدث باسم المسؤول الأممي قال في بيان إن غوتيريش “يدين هذا الحادث الفظيع بأقسى العبارات ويدعو إلى تحقيق مستقل في ملابسات الحادث لضمان محاسبة مرتكبيه”.
  • البيان: الأمم المتحدة قدمت للأطراف (المتحاربة) الإحداثيات المحددة لمركز الاحتجاز.

  • المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت قالت إن الغارة ترقى إلى “جريمة حرب”، ودعت جميع الأطراف المتصارعة في ليبيا إلى الامتثال للقانون الدولي وحماية مرافق البنية التحتية المدنية بما فيها المدارس والمستشفيات ومراكز الايواء.
  • فيليبو غراندي رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة كتب على تويتر “المهاجرون واللاجئون يجب أن لا يحتجزوا. المدنيون يجب أن لا يكونوا هدفا. ليبيا ليست مكاناً آمناً  للمهاجرين واللاجئين”.

  • المتحدث باسم المفوضية في جنيف ذكر أن المفوضية طلبت إخلاء المركز قبل أسابيع “بعد أن كاد يصاب بضربة جوية مماثلة”.

  • حسب تقديرات البعثة الأممية في ليبيا هناك نحو 3500 مهاجر ولاجئ في مراكز احتجاز بالقرب من منطقة القتال مما يعرضهم للخطر.

  • نقلت صفحة بعثة الأمم المتحدة على “فيسبوك” عن رئيسها غسان سلامة قوله، إن هذا القصف يرقى بوضوح إلى مستوى جريمة حرب، إذ طال على حين غرة أبرياء آمنين شاءت ظروفهم القاسية أن يوجدوا في ذلك المأوى.
  • دعا سلامة المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الجريمة وإلى تطبيق العقوبات الملائمة على من أمر ونفذ وسلّح هذه العملية بما يناقض، وبشكل صارخ، القانون الدولي الإنساني وأبسط الأعراف والقيم الإنسانية.
  • أوضحت البعثة أن القصف أودى بحياة أكثر من 44 شخصا وإصابة ما يزيد عن 130 آخرين بجروح بالغة.
المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة
لا يمكن تأكيد هوية من شن الغارة؟
  • قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنه لا يمكن تأكيد هوية الجهة التي شنت الغارة على المركز الذي كان يضم نحو 600 مهاجر من جنسيات أفريقية.
  • رجحت المفوضية ارتفاع عدد الضحايا حيث لا تزال عمليات الإنقاذ جارية لانتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض.
  • دعت المفوضية لوقف إعادة اللاجئين الذين يحاولون عبور “المتوسط” إلى ليبيا.
  • قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رولا أمين إن ما حدث من قصف على مركز لاحتجاز اللاجئين أمر مرفوض ومدان.
  • أضافت رولا أمين أنه يجب الالتزام بالقوانين والمعايير الدولية والإنسانية وبذل الجهود لتجنيب المدنيين المعارك.
مواقف دولية:
  • الولايات المتحدة أدانت الضربة الجوية “المشينة” التي استهدفت مركزا للمهاجرين في ليبيا، ودعت إلى الحوار من أجل إيجاد حل للنزاع الذي تشهده البلاد.

  • الخارجية الأمريكية قالت إن “خسارة الأرواح بهذه الطريقة المأساوية والعبثية التي طالت إحدى الشرائح الأكثر ضعفا تسلّط الضوء على الحاجة الملحة لكافة الأطراف الليبيين لتهدئة المعارك في طرابلس والعودة إلى العملية السياسية”.

  • دعا الاتحاد الأوربي لإجراء تحقيق دولي في الغارة التي وصفها بالمروعة على مركز اللاجئين في ليبيا.

  • مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي فيديريكا موغيريني ومفوض التوسعة يوهانس هان ومفوض الهجرة ديمتريس أفراموبولوس قالوا في بيان إنه “يجب محاسبة المسؤولين” عن الضربة.
  • أدانت فرنسا الغارة مذكرة كل الأطراف والمؤسسات الليبية بمسؤولياتها في حماية السكان والمنشآت المدنية، ودعت لوقف المعارك والعودة إلى المسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.

  • دعا وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إلى ضمان أمن المدنيين بمن فيهم المهاجرون، مشيرا إلى أن الاستخدام العشوائي للقوة الجوية على مناطق مدنية أمر غير مقبول.
  • قال وزير الخارجية الإيطالي إينزو ميلانيزي إنه تلقى بفزع قصف مركز اللاجئين داعيا إلى ضرورة اتخاذ تدابير جادة لحماية المدنيين، وإلى نقل المهاجرين الموجودين في المرافق الخاصة إلى أماكن آمنة تحت حماية الأمم المتحدة
  • أدانت الخارجية التركية الهجوم ووصفته بجريمة ضد الإنسانية، مُـطالبة بتحقيق دولي لتحديد المسؤولين.
  • دانت دولة قطر الهجوم، وقالت إنه يمثل انتهاكا سافرا للقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان، وقد يرقى إلى جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية، مطالبة بتحقيق دولي عاجل يمهد لتقديم المعتدين إلى العدالة الدولية.
الاتحاد الأفريقي يطالب بتحقيق مستقل:
  • طالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بإجراء تحقيق مستقل من أجل محاسبة المسؤولين عن ارتكاب ما وصفها بالجريمة المروعة بحق مدنيين والتي وقعت إثر غارة على مركز لإيواء اللاجئين في ليبيا.
  • أدان فكي في بيان صادر عن مكتبه، بشدة هذه الغارة، مجددا مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار وبأن تضمن كل الأطراف حماية وسلامة المدنيين خصوصا اللاجئين العالقين في مراكز اللجوء.
  • دعا فكي المجتمع الدولي إلى القيام بجهود إنسانية لحماية اللاجئين الضعفاء، وإلى مضاعفة الجهود لحثّ كل الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورا والعودة إلى طاولة المفاوضات.
  • مفوضية الاتحاد الأفريقي طالبت هي أيضا في بيان بإجراء تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين عن قصف مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء.
جثث المهاجرين الذين ماتوا بعد غارة جوية أصابت مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في تاجوراء بمستشفى طرابلس المركزي
مقتل 40 على الأقل في ضربة جوية:
  • قال مالك مرسيط المتحدث باسم مركز الطب الميداني والدعم إن “حصيلة القتلى من حادثة القصف على مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء بلغت 40 قتيلا و80 جريحا”.
  • قال المتحدث باسم طواقم الإسعاف أسامة علي إنها حصيلة أولية والعدد مرشح للارتفاع، مشيرا إلى أن 120 مهاجرا كانوا محتجزين في العنبر الذي أصيب إصابة مباشرة في الغارة، بينما يحوي المركز 610 مهاجرين من جنسيات مختلفة.
  • نقل مراسل الجزيرة في العاصمة الليبية طرابلس عن قادة أمنيين تأكيدهم أن قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر شنت غاراتها على مركز مكافحة الهجرة غير النظامية بطائرات من طراز “إف 16” وأوضح المراسل من أمام المركز المستهدف أن هذه الطائرات شنت غارتين أسفرتا عن دمار هائل.
  • أظهرت صور منشورة مهاجرين أفارقة يخضعون للجراحة في أحد المستشفيات بعد الضربة، بينما استلقى آخرون على أسرة، بعضهم مغطى بالغبار والبعض الآخر ضُمدت أطرافه.
  • شاهد مصور “فرانس برس” جثثاً ممدّدة على أرض العنبر وبجانبها أشلاء بشرية اختلطت بمتاع وملابس مضرجة بالدماء.
  • أضاف المصور أنّ طواقم الإنقاذ كانت لا تزال تبحث تحت الأنقاض عن ناجين محتملين، في حين كانت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان ذهاباً وإياباً لنقل الجرحى والقتلى.
الوفاق تتّهم حفتر:
  • عقب الغارة أصدرت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، بياناً أدانت فيه “بأشدّ العبارات الجريمة البشعة التي استهدف فيها الطيران التابع لمجرم الحرب خليفة حفتر، لمركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، والذي أدّى إلى قتل وجرح العشرات”.
  • أضاف البيان أنّ هذا “الهجوم الجبان يعتبر بمثابة جريمة قتل جماعي وجريمة حرب تضاف لقائمة الانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية التي يرتكبها” حفتر.
  • أكّدت الحكومة في بيانها أنّ “هذا القصف الذي طال مركز الإيواء كان متعمّداً ولم يكن بشكل عشوائي، بل كان باستهداف مباشر ودقيق”.
  • طالب البيان “البعثة الأممية لدى ليبيا بإدانة هذا العمل البربري الهمجي وإرسال على الفور لجنة تقصّي حقائق لمعاينة الموقع وتوثيق هذه العملية الإجرامية”.
  • طالبت الحكومة في بيانها “المجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الانتهاكات المستمرة والعمل على إيقاف هذا العدوان فوراً”.
  • قوات حفتر نفت مسؤوليتها عن الهجوم، واتهمت حكومة الوفاق “بتدبير مؤامرة لإلصاق التهمة بالقوات المسلحة”.

اللواء المتقاعد خليفة حفتر

 

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان