لماذا تثير حرائق الأمازون أزمة للبرازيل والعالم؟
26/8/2019
يثير عدد قياسي من الحرائق في غابات الأمازون غضبا دوليا بسبب أهمية هذه الغابات المطيرة بالنسبة للبيئة، ودفعت الحرائق رئيس البرازيل غايير بولسونارو لإرسال الجيش للمساعدة في مكافحتها.
وفيما يلي ما نحتاج معرفته عن الكارثة:
لماذا الأمازون مهمة؟
- غابات الأمازون، التي يقع 60% منها في البرازيل، هي أكبر غابات استوائية مطيرة في العالم. وتشتهر بالتنوع البيولوجي إذ توجد بها أنواع فريدة كثيرة من النباتات والحيوانات.
- تمتص هذه الأدغال الكثيفة كمية هائلة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، وهو غاز يعتقد أنه من أكبر عوامل تغير المناخ، لذا فإن العلماء يقولون إن الحفاظ على غابات الأمازون أمر جوهري في محاربة الاحتباس الحراري.
ما مدى سوء الحرائق؟
- بلغت حرائق الغابات في كل أنحاء البرازيل أعلى مستوياتها منذ العام 2003 على الأقل وازدادت بنسبة 84% هذا العام حتى يوم 23 من أغسطس/آب مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، وذلك حسبما أفادت وكالة أبحاث الفضاء البرازيلية.
- اندلع 78383 حريقا منذ بداية العام، نصفهم تقريبا في أغسطس وحده.
- شهدت ثمان من ولايات البرازيل التسع زيادة في الحرائق، وبلغت الزيادة 146% في ولاية أمازوناس الأكبر في البلاد.
- قال سكان في ولايتي هوندونيا وأمازوناس إنهم يشهدون حرائق في كل عام لكنها لم تكن بهذا السوء من قبل، مع سحب دخان تغطي المنطقة.
ما سبب اندلاع الحرائق؟
- غالبا ما يتم إشعال حرائق في غابات الأمازون عمدا لإخلاء الأرض. وبعد أن يحصل قاطعو الخشب على ما يريدون، يحرق مضاربون ما يتبقى من نباتات لإخلاء الأرض على أمل بيعها لمزارعين.
- ارتفع معدل إزالة الغابات في الشهور السبعة الأولى من 2019 بنسبة 67% مقارنة بالعام الماضي وزاد بأكثر من ثلاثة أمثاله في يوليو/تموز وحده. ويعتقد نشطاء البيئة أن من يقطعون الغابات هم من يبدأون الحرائق.
كيف كان رد حكومة البرازيل؟
- أشار رئيس البرازيل غايير بولسونارو في بادئ الأمر إلى أن الحرائق أمر طبيعي، ثم قال إن منظمات غير حكومية تشعل الحرائق لإلحاق الضرر بحكومته. ولم يقدم دليلا على هذا وتراجع لاحقا عن هذا الاتهام.
- بولسونارو قال إن بلاده لا تملك الموارد اللازمة لمكافحة حرائق في منطقة بحجم غابات الأمازون، فيما حذر الدول الأخرى من التدخل وذكر أن التمويل الأجنبي يهدف لتقويض سيادة البرازيل.
- قررت الحكومة نشر الجيش لمكافحة الحرائق وطلبت عدة ولايات في منطقة الأمازون دعمه. ولا يزال من غير الواضح كيف سيتم نشر الجيش ولا مدى فعاليته.
ماذا يقول قادة العالم؟
- وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحرائق بأنها حالة طوارئ دولية و”إبادة بيئية” وانتقد حكومة البرازيل لعدم بذلها مزيدا من الجهد لحماية الغابة المطيرة.
- مكتب ماكرون قال في بيان إنه سيعارض الموافقة النهائية على اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوربي وتكتل ميركسور الذي يضم دولا من أمريكا الجنوبية لأن بولسونارو كذب بشأن عوامل قلق بيئية خلال قمة مجموعة العشرين في يونيو/حزيران عندما جرت الموافقة على الاتفاق للمرة الأولى.
- عبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن قلقهما حيال دمار غابات الأمازون، لكنهما قالا إن عرقلة اتفاقية التجارة ليس الرد السليم.
- ماكرون قال، الأحد، إن قادة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكندا يضعون اللمسات الأخيرة على اتفاق محتمل خلال قمتهم السنوية على تقديم “مساعدة فنية ومالية” للدول المتأثرة بالحرائق بما في ذلك البرازيل.
- عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المساعدة على بولسونارو في مكالمة هاتفية، لكن مسؤولين برازيليين قالوا لاحقا إنهم لا يتعاونون مع واشنطن لمكافحة الحرائق.
كيف كان رد فعل المواطنين؟
- خرج البرازيليون إلى الشوارع في أكثر من 12 مدينة للاحتجاج على تقاعس الحكومة عن مكافحة الحرائق، وأغلقوا طرقا رئيسية في برازيليا وساو باولو. ونُظمت احتجاجات أمام سفارتي البرازيل في باريس ولندن.
- على وسائل التواصل الاجتماعي انتشر وسم #صلوا من أجل أمازوناس وغيره على تويتر. وتداول مستخدمون مؤيدون لبولسونارو وسما ترجمته “الأمازون من دون المنظمات غير الحكومية” ليصبح من المواضيع الأكثر انتشارا على المنصة.
ماذا يعني الأمر لتغير المناخ؟
- يخشى العلماء من أن استمرار تدمير غابات الأمازون قد يؤدي إلى نقطة تحول تدخل المنطقة بعدها إلى دورة ذاتية من الموت التدريجي للغابات فيما تتحول من غابات مطيرة إلى سافانا.
- يعتقد عالم المناخ البرازيلي كارلوس نوبري أن ما يتراوح بين 15 و17% من إجمالي غابات الأمازون دمر بالفعل.
- كان الباحثون يعتقدون في البداية أن نقطة التحول ستكون عند دمار نسبته 40%، لكن ذلك تغير مع ارتفاع درجات الحرارة في غابات الأمازون الناجم عن الاحتباس الحراري والعدد المتزايد من الحرائق.
- نوبري قال إن “نقطة التحول ستكون على الأرجح عند دمار نسبته بين 20 و25%.
- عالم المناخ أضاف أنه عند الوصول إلى نقطة التحول، سيستغرق الموت التدريجي للغابات ما بين 30 و50 عاما سينبعث خلالها 200 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي ما سيجعل من الصعب جدا الحفاظ على معدل ارتفاع درجات الحرارة بين أقل من 1.5 درجة إلى درجتين مئويتين، وهو ما يسعى إليه العالم لتجنب الآثار الأسوأ لتغير المناخ.
المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز