إدانة أممية.. قتلى مدنيون بقصف أرميني على أذربيجان وتركيا تتوعد

فرق البحث والإنقاذ تعمل في موقع الانفجارالذي أصيب بصاروخ في مدينة كنجة

أدانت الأمم المتحدة بشدة كافة أشكال الهجمات التي تستهدف المدنيين في الاشتباكات الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان معربة عن قلقها العميق من تلك المعارك، وتداعياتها على المدنيين.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، فرحان حق، نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية، للتعليق على القصف الذي شنه الجيش الأرميني، الجمعة، ضد مدينة كنجة في أذربيجان وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وقال حق في تصريحاته إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش يشعر بقلق عميق حيال استمرار المعارك والاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان.

وأضاف حق أن غوتيريش أجرى اتصالين هاتفيين بوزيري خارجية أرمينيا، زوهراب مناتساكانيان، وأذربيجان، جيهون بيراموف، وأعطى لهما رسالة واضحة بخصوص تطبيق وقف إطلاق النار بشكل كامل.

وتابع حق قائلا والأمم المتحدة جاهزة لتقديم المساعدات الإنسانية حال طلبها، وللعمل مع كافة الأطراف.

كما طالب المسؤول الأممي الطرفين الأذري، والأرميني إلى العودة لطاولة المفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك، ومنظمة الأمن والتعاون في أوربا.

12 قتيلا و40 مصابا
انتشال الجثث من موقع القصف

 

وفي وقت سابق السبت، أعلن الادعاء العام في أذربيجان عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم جرّاء القصف، إلى 12 قتيلا.

وقال الادّعاء العام في بيان له شن الجيش الأرميني، في ساعات ليل الجمعة، غارة جوية استهدفت التجمعات السكنية بمدينة كجنة ثانية كبرى مدن أذربيجان.

وأشار إلى أن أحد الصواريخ التي أطلقت على مناطق تواجد المدنيين بالمدينة، أصاب بناية مكونة من عدة طوابق، ما أسفر عنه سقوط 12 قتيلًا، وأكثر من 40 جريحًا كلهم من المدنيين.

بيان الادّعاء العام أشار كذلك إلى أن الغارة الجوية ألحقت أضرارًا بعدد من المنازل، والمحال التجارية، ومركبات المواطنين.

وأشار المسؤول الأذري إلى أن أعمال البحث والإنقاذ ما زالت مستمرة بالمدينة المذكورة، لانتشال مدنيين من تحت أنقاض أكثر من 20 منزلًا تسببت الغارة في تدميرها.

وأشار إلى أن هناك طفلين بين من لقوا حتفهم، موضحًا أن مدينة كنجه بعيدة للغاية عن منطقة القتال.

وتابع قائلا إن أرمينيا بدأت في مهاجمة المدنيين بوحشية بأنظمة صاروخية جديدة، وهذا دليل على سياستها الإرهابية، مشيرًا إلى أنها صواريخ باليستية أطلقت من داخل الأراضي الأرمينية.

وبعد هجومه على كنجه، شن الجيش الأرميني غارة جوية ضد مدينة مينغا تشيفير مستهدفًا محطة الطاقة الكهرومائية بها، غير أن الدفاعات الجوية الأذربيجانية تصدت لها.

إدانة تركية

وفي أول تعليق رسمي من الجانب التركي، أعلن متحدث الحكومة، عمر جليك، إدانة بلاده للهجوم الذي استهدف كنجه، مجددًا وقوف أنقرة الكامل بجانب أذربيحان، وأن الهجمات الأرمينية لن تمر دون عقاب.

وقال جليك، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع تويتر: هذه الهجمات والمذابح الأرمينية لن تمر دون عقاب، مضيفًا نحن نقف بجانب أذربيجان الحبيبة ضد أرمينيا التي تقتل المدنيين وكأنها دولة مارقة، إذ ترتكب مجازر وحشية.

وزاد قائلا فالقتلة وداعموهم ينتهكون القانون، والهجمات التي استهدفت كنجة جريمة ضد الإنسانية، ولا بد من محاكمة أرمينيا ياسم القانون والإنسانية.

 دولة “إرهابية”

وقال وزير العدل التركي، عبد الحميد غول، في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع تويتر “أرمينيا بهذا الهجوم أظهرت مرة ثانية أنها دولة إرهابية، حيث ارتكبت جرائم ضد الإنسانية باستهدافها المدنيين في هذا الهجوم، وأدين بشدة هذه الخسّة”.

وأضاف قائلًا “سنواصل وقوفنا بجانب أذربيجان الحبيبة، ونحن متضامنون مع إخوتنا الأذريين ولن نتركهم بمفردهم”.

“لن تمر من دون رد”

وقال إبراهيم قالن، متحدث الرئاسة التركية، في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع تويتر “رغم وقف إطلاق النار المعلن، تواصل أرمينيا ارتكابها لجرائم الحرب، مضيفًا فها هي بالهجوم على مدينة كنجه ترتكب جريمة جديدة دون تفرقة بين نساء وأطفال ومسنين تماما كما فعلت بمدينة خوجالي قبل 30 عامًا”.

وأضاف قائلا “هذه الفوضى والمذابح لن تمر من دون رد، وتركيا ستواصل وقوفها للنهاية بجانب أذربيجان، شاء من شاء وأبى من أبى”.

“غدر” أرميني وانتهاك للقانون

وقال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر “أرمينيا الدولة الإرهابية المحتلة التي ترتكب جرائم حرب، استهدفت المدنيين الأبرياء في مدينة كنجه الأذربيجانية دون تفرقة بين نساء وأطفال ومسنين؛ لتكشف عن وجهها القبيح مرة أخرى”.

وتابع قائلا “لعل هناك مغزى من صمت الدول التي لها كلمة في هذا الأمر، وغيرها من المؤسسات الدولية حيال قتل أرمينيا للمدنيين”.

وشدد على أن “هذه الجرائم التي تعتبر ضد الإنسانية لن تمر من دون عقاب، وسنواصل وقوفنا بجانب أذربيجان الحبيبة”.

زعيم المعارضة التركية يدين الاعتداء

وأدان كمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الغارة الجوية الأرمينية.

وقال في تغريدة نشرها، السبت، على حسابه الشخصي بموقع تويتر “الهجمات التي تشنها أرمينيا على المدن الأذرية، جرائم حرب وضد الإنسانية، ندينها بشدة، ونتمنى السلامة للشعب الأذري الشقيق، وأجدد وقوفنا بجانبه في قضيته العادلة”.

صواريخ سكود
السكان المدنيون ينتظرون في موقع القصف في مدينة كنجة

 

وكشف مسؤول أذري، عن أن أرمينيا استخدمت في هجومها الذي شنته ليل الجمعة، على مدينة كنجة ثانية كبرى مدن أذربيجان، صواريخ باليستية من نوع سكود إلبروس.

جاء ذلك في تغريدة نشرها حكمت حاجييف، نائب الرئيس الأذري، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وقال حاجييف في تغريدته لقد استخدمت أرمينيا صواريخًا باليستية من نوع سكود (إلبروس) في قصفها على مدينة كجنة، مشيرًا إلى أنهم توصلوا إلى هذه المعلومة من خلال أجزاء من تلك الصواريخ تم العثور عليها بمكان القصف.

وأكد أن استهداف المدنيين بصواريخ سكود، أمر يدل على عقلية لا أخلاقية انفصامية تتمتع بها إدارة بريفان.

وتابع حاجييف مؤكدًا أن اتجاه أرمينيا لاستهداف المدنيين جاء بسبب الخسائر التي تتكبدها في ساحة المعركة، وهذا إن دل عل شيء فإنما يدل على عجزها، مشددًا على أن هجوم كنجة كان متعمدًا.

اشتباكات

وفي 27 من سبتمبر/أيلول الماضي، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية في قره باغ، ردا على هجوم أرميني استهدف مناطق مدنية، وتمكن الجيش خلالها من تحرير مدينة جبرائيل، وبلدة هدروت، وأكثر من 30 قرية.

وفي 9 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تم التوصل إلى هدنة إنسانية في موسكو، بين وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا، لكن يريفان خرقتها بعد أقل من 24 ساعة بقصفها مدينة كنجة، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين.

والجمعة، أعلنت باكو مقتل 47 مدنيا وإصابة 222 آخرين في القصف الأرميني على المناطق السكنية الأذرية منذ 27 من سبتمبر/أيلول.

المصدر: الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان