تهديدات بحرق مساجد في فرنسا.. والحكومة تحل جمعية “الشيخ ياسين”

قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إنه طلب من السلطات المحلية وضع المساجد في مدينتي بوردو وبيزييه في جنوب غرب فرنسا تحت حماية الشرطة بعد تلقيها تهديدات أو أعمال عنف.
وكتب الوزير على تويتر، الأربعاء، يقول “مثل هذه الأعمال غير مقبولة على أرض الجمهورية”.
وذكرت إذاعة فرانس بلو على موقعها الإلكتروني في وقت متأخر من، مساء أمس الثلاثاء، أن مسؤولي مسجد الرحمة في بيزييه رفعوا شكوى للشرطة بعد تلقيهم رسائل كراهية على فيسبوك منها دعوة لحرق المسجد.
وتأتي التهديدات بعد أيام من قطع شاب (18 عاما) من أصل شيشاني رأس المُدرس صمويل باتي يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، انتقاما لعرضه رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير. وقتلت الشرطة المهاجم.
وعرضت محطة الإذاعة رسالة على فيسبوك، حُذفت بعد ذلك، تدعو إلى تكريم المُدرس القتيل بحرق مسجد بيزييه.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس للبرلمان، أمس الثلاثاء، إن فرنسا بحاجة إلى قانون لمكافحة تهديد حياة الآخرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
حظر جمعية (الشيخ ياسين)
وأعلن مجلس الوزراء الفرنسي، الأربعاء، حل جمعية الشيخ ياسين المؤيدة للفلسطينيين والمتهمة بـ”التورط” في قتل أستاذ التاريخ قرب باريس.
وقال غابرييل أتال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، الأربعاء، إن بلاده ستحظر منظمة إسلامية تحمل اسم الشيخ ياسين في إطار حملة على “المسلحين” بعد مقتل مُدرس فرنسي الأسبوع الماضي. وقال أتال “هذه معركة من أجل الأمن والثقافة والتعليم”.
والجمعية المحظورة تحمل اسم الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الفلسطيني مؤسس حركة المقامة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الذي استشهد على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي عام 2004.
وقال غابرييل أتال خلال سرد وقائع جلسة مجلس الوزراء، “أعلنا هذا الصباح حل جماعة الشيخ ياسين المتورطة والمرتبطة بهجوم يوم الجمعة الماضي وهي كانت منذ وقت طويل عبارة عن واجهة مزيفة لما هو في الواقع أيديولوجيا معادية للجمهورية تنشر الكراهية”.
وأشار الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أعلن عن قرار حل الجماعة، مساء الثلاثاء، خلال جلسة مجلس الوزراء إلى أن “المذنب معروف: هو الإسلام السياسي الذي يدعم منهجياً تفكيك الجمهورية”، كما افاد أتال.
ونقل أتال عن ماكرون قوله إنها “معركة أمنية وتربوية وثقافية ومعركة طويلة”.
وأسس جماعة الشيخ ياسين المسماة تيمناً بمؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد الحكيم الصفريوي وهو ناشط إسلامي موقوف على ذمة الحقيق منذ الجمعة.
وقام الصفريوي بنشر فيديو على يوتيوب قبل أيام يصف فيه الأستاذ الذي قتل بأنه “مثير للشغب”.
وبالإضافة إلى حل الجماعة، يجري الأربعاء، إغلاق مسجد بانتان في ضاحية باريس الشمالية، أيضاً على خلفية نشر فيديو يندد بالأستاذ صمويل باتي على فيسبوك، كما ستقوم السلطات بـ”طرد أشخاص متطرفين وضع إقامتهم غير قانوني”.
ومتحدثاً عن “التعزيز الهائل” لنشاط الحكومة في مواجهة التطرف بناء على توجيهات رئيس الجمهورية في خطابه في 2 أكتوبر/تشرين أول، أكد أتال أنه منذ فبراير/شباط 2018، “أغلق 356 موقعاً” شكّلت منطلقاً لنشر “التطرف” من “مقاه وجمعيات ومساجد ونواد رياضية”. وأضاف أنه خلال الشهر الماضي، “جرى إغلاق موقع مماثل كل ثلاثة أيام”.
وجند أكثر من 1200 شخص إضافيين منذ عام 2017 في الاستخبارات.
وتعتزم الحكومة دعم القطاع التربوي، وفق أتال، عبر “تقوية التعليم المدني والأخلاقي” والتشديد على ضرورة أن تكون العودة إلى المدارس في 2 نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام “تحت شعار قيم الجمهورية والحرية بناء على ترتيبات يعلن عنها وزير التعليم جان-ميشال بلانكي في الأيام المقبلة”.