تزامنا مع دعوات المقاطعة.. أمير مكة يستقبل السفير الفرنسي ويتبادلان “الأحاديث الودية”

أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل استقبل السفير الفرنسي لدى السعودية

قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل استقبل السفير الفرنسي لدى السعودية، وتبادلا أحاديث “ودية” وناقشا “الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”.

وتأتي هذه الخطوة وسط دعوات في العديد من دول الشرق الأوسط لمقاطعة المنتجات الفرنسية، لا سيما المنتجات الغذائية، فضلا عن دعوات للتظاهر ضد فرنسا بسبب نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد.

وأدت هذه الحملة إلى إصدار وزارة الخارجية الفرنسية لبيان تدعو فيه دول الشرق الأوسط إلى منع شركات التجزئة من مقاطعة منتجاتها، معتبرة أنها صادرة من “أقلية راديكالية”.

بدوره تقدم السفير الفرنسي لدى السعودية لودوفيك بوي بالشكر إلى أمير منطقة مكة المكرمة.

وفي سياق متصل، استقبل الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، اليوم، سفير فرنسا لدى المملكة، لودوفيك بوي، بحضور القنصل العام بجدة مصطفى مهراج.

وجرى خلال اللقاء “تبادل الأحاديث الودية، وبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”. بحسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية.

ولم تكشف الوكالة الرسمية السعودية (واس) عما إذا كانت المقابلات قد تناولت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي دافع فيها عن الرسوم المسيئة للنبي محمد.

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، على واجهات بعض المباني.

والأربعاء الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات صحفية، إن فرنسا لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية” (المسيئة للإسلام والنبي محمد)، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

وإضافة إلى الرسوم المسيئة، تشهد فرنسا، مؤخرا، جدلا حول تصريحات قسم كبير من السياسيين تستهدف الإسلام والمسلمين، عقب حادثة قتل مدرس في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، على يد مواطن فرنسي غضب من قيام الأخير بعرض رسومات كاريكاتورية “مسيئة” للنبي محمد على طلابه، بدعوى حرية التعبير.

واستنكرت العديد من الهيئات الإسلامية حادثة قتل المدرس، لكنها شددت على أن ذلك لا يمكن أن ينفصل عن إدانة تصرفه المتعلق بعرض الرسوم “المسيئة” للنبي.

أجواء الكراهية

بدورها شددت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية على أن “الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لن يضرّ أنبياء الله ورسله شيئا، وإنما يخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية”.

وقالت في بيان لها، الأحد “إن واجب العقلاء في كل أنحاء العالم مؤسسات وأفرادًا إدانة هذه الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بصلة، وإنما هي محض تعصب مقيت، وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة”.

وأوضح البيان أن “الإسلام الذي بُعث به محمد عليه الصلاة والسلام جاء بتحريم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله، كما نهى عن التعرض للرموز الدينية في قول الله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)”.

وأضاف البيان “إن الإسلام أمر بالإعراض عن الجاهلين، وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ناطقة بذلك، فمقامه عليه الصلاة والسلام ومقامات إخوانه من الأنبياء والمرسلين محفوظة وسامية، قال الله تعالى: (إنا كفيناك المستهزئين). وقال سبحانه (إن شانئك هو الأبتر)”.

وتابع البيان “واجب المسلمين وكل محب للحقيقة والتسامح نشر سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بما اشتملت عليه من رحمة وعدل وسماحة وإنصاف وسعي لما فيه خير الإنسانية جمعاء”.

استنكار فرنسي

وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها إن الأيام القليلة الماضية شهدت دعوات في العديد من دول الشرق الأوسط لمقاطعة المنتجات الفرنسية، لا سيما المنتجات الغذائية، فضلا عن دعوات للتظاهر ضد فرنسا بسبب نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد.

وقال البيان “دعوات المقاطعة هذه لا أساس لها ويجب أن تتوقف على الفور وكذلك جميع الهجمات ضد بلدنا والتي تدفعها أقلية متطرفة”.

وأضاف البيان إن “الدعوات الى المقاطعة عبثية ويجب أن تتوقف فورا، وكذلك كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تقف وراءها أقلية راديكالية”، وذلك بعد تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون عن الإسلام أثارت انتقادات وتظاهرات ودعوات إلى مقاطعة السلع الفرنسية في العالم الإسلامي.

كما غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باللغة العربية عبر صفحته على “فيسبوك”، الأحد، قائلا “ما من شيء يجعلنا نتراجع، أبداً. نتعلق بالحرية، ونضمن المساواة، ونعيش الإخاء بزخم. تاريخنا تاريخ النضال ضد كل أشكال الطغيان والتعصب. وسنستمر”.

وأضاف “نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام. لا نقبل خطاب الحقد وندافع عن النقاش العقلاني. وسنستمر. سنقف دوماً إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية”.

وعبر ناشطون عن غضبهم الشديد تجاه الاستقبال الودي للسفير الفرنسي من قبل أمير مكة، في ظل موجة سخط في العالمين العربي والإسلامي ضد فرنسا.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات

إعلان