الانتخابات الرئاسية.. كيف تبدو نتائج استطلاعات الأيام الأخيرة بين ترمب وبايدن؟

تُحسم المنافسة على البيت الأبيض بين جو بايدن (يمين) والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب (يسار) في نوفمبر المقبل

تُظهر استطلاعات رأي تقدم المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، بـ 7 نقاط على منافسه الجمهوري، الرئيس الحالي دونالد ترمب.

وتأتي تلك الاستطلاعات قبل 4 أيام من الانتخابات المرتقبة في 3 نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، فيما يرى محللون أنه مازال لدى ترمب فرصة للفوز، على غرار ما حدث في انتخابات 2016.

ويترقب الشارع الأمريكي والعالم بفارغ الصبر معرفة نتيجة السباق “الاستثنائي” نحو البيت الأبيض، في ظل جائحة كورونا.

ومع بدء العد التنازلي، يتابع المراقبون عن كثب نتائج استطلاعات الرأي، فيما تدور علامات استفهام لدى الرأي العام حول مصداقيتها منذ 2016.

ووفق موقع “Real Clear Politics” الذي يعد من أبرز مواقع التحليل السياسي الأمريكي، فإن بايدن يتقدم بـ 7.4 نقاط على ترمب، بحسب المعدل الوسطي لكافة الاستطلاعات على الصعيد الوطني.

ويبدو بايدن متقدما ولو بفارق ضئيل على ترمب، في الولايات المتأرجحة، التي ستحسم مصير الانتخابات.

النظام الانتخابي في الولايات المتحدة

ليس الحائز على أكثر الأصوات يصبح رئيسا بل الذي يحصل على أصوات 270 مندوبا في المجمع الانتخابي (نصف العدد الكلي للمندوبين +1)، أي 270 صوتا من أصل 538 إجمالي عدد المندوبين.

فالناخبون الأمريكيون في الواقع لا يصوتون للرئيس وإنما لمندوبين أو ما يعرف بكبار الناخبين يشكلون المجمع الانتخابي، الذي سيختار في نهاية المطاف الرئيسَ ونائبَه.

وفي معظم الولايات عندما يفوز المرشح بالتصويت الشعبي، فإنه يحصل على أصوات جميع مندوبي تلك الولاية.

ففي الانتخابات الأخيرة حصل ترمب على تأييد 304 مندوبين، بالرغم من تقدم منافسته هيلاري كلينتون عليه بأكثر من نحو 3 ملايين صوت.

الولايات المتأرجحة تحسم السباق إلى البيت الأبيض

وتحمل الولايات التي تتأرجح فيها الأصوات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أهمية كبيرة في حسم السباق إلى البيت الأبيض.

وتوجد 6 ولايات متأرجحة تمتلك 101 من الأصوات الـ270 المطلوبة للفوز بالبيت الأبيض.

وتعد ولايتي فلوريدا وبنسلفانيا أبرز ولايتين متأرجحتين تكتسب أصواتهما أهمية بالغة في حسم انتخابات 2020.

وكان بايدن يتقدم على ترامب بـ 7 نقاط في بنسلفانيا في 13 أكتوبر/تشرين أول الجاري، إلا أن الفارق تقلص إلى 4.3 نقاط وفق آخر الاستطلاعات.

أما في فلوريدا فتمكن ترمب من تقليص الفارق إلى 1.4 نقاط بعدما كان بايدن متقدما بـ 3.7 نقاط في 13 أكتوبر.

وفي ولاية ويسكونسن المتأرجحة، يتقدم بايدن على ترمب بـ 6.4 نقاط حاليا ليعزز الفارق الذي كان 5.5 نقاط في 13 أكتوبر.

أما في ميشيغان فيتقدم المرشح الديمقراطي بايدين بـ 6.5 نقاط حاليا، بعدما كان متقدما بـ 6.7 نقاط في 17 أكتوبر.

وتأتي ولاية كارولينا الشمالية في مقدمة الولايات المتأرجحة بعد فلوريدا من حيث تقارب التأييد للمرشحين، حيث أظهرت الاستطلاعات تقدم ترمب في بعض الأحيان.

فبينما كان بايدن متقدما بـ 1.4 نقاط في 13 أكتوبر، تقلص الفارق إلى 0.6 نقاط حاليا.

وفي ولاية أريزونا أيضا كان بايدن متقدما بـ 2.7 نقاط في 13 أكتوبر، فيما تظهر الاستطلاعات تقارب النتائج بين المتنافسين حاليا.

وفي ظل هذه المعطيات يبدو أن المتنافسين يحظيان بنسب تأييد متقاربة في الولايات المتأرجحة الستة، التي ستحسم مصير الانتخابات.

استطلاعات خاطئة في الولايات المتأرجحة عام 2016

يذكر أن استطلاعات الرأي التي أجريت بتاريخ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 أي قبل 4 أيام من انتخابات 2016، كانت قد كشفت أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تتقدم في 4 من الولايات المتأرجحة، بينما أظهرت النتائج فوز ترمب في 6 ولايات ليلة 8 نوفمبر.

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تصدرت كلينتون السباق بواقع 5.5 نقاط في ميشيغان وويسكونسن، و3 نقاط في بنسلفانيا، ونقطة واحدة في فلوريدا.

رغم أن كلينتون كانت تضمن حتى الأيام الأخيرة ولايتي أريزونا وكارولينا الشمالية، إلا أن ترمب كان له الأفضلية في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني بنقطة واحدة في كارولينا الشمالية و 4 نقاط في أريزونا.

مدى صحة الاستطلاعات في الانتخابات

صارت مصداقية استطلاعات الرأي ومدى صحتها في الانتخابات، مثار جدل في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا سيما بعد انتخابات 2016.

في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، كانت هيلاري كلينتون متقدمة بـ 1.6 نقطة في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد، وأكثر من ذلك يوم إجراء الانتخابات في 8 نوفمبر 2016، كان يبدو أن هيلاري كلينتون كانت متقدمة على ترمب بـ 3.2 نقاط.

بيد أنه في ليلة 8 نوفمبر/تشرين الثاني، خرجت النتيجة “المفاجئة” من صناديق الاقتراع، حيث فاز ترمب بالولايات الحرجة وتولى الرئاسة.

وخاصة في ميشيغان، التي كان موقفها العام إلى جانب الحزب الديمقراطي، فإن تقدم ترمب على كلينتون بـ10 آلاف و 704 أصوات أظهر مرة أخرى أهمية مثل هذه الولايات.

ويحذر محللون، بناء على بيانات عام 2016، من أن إظهار استطلاعات الرأي تقدم بايدن قبل الانتخابات ليس بالضرورة أن يعكس النتيجة الصحيحة، بسبب نظام الانتخابات المتبع في البلاد.

ويوضح الخبراء الذين يدعون أن استطلاعات الرأي غير كافية أو منحازة أو ناقصة، أن مؤيدي ترمب بشكل عام يترددون في الاستطلاعات من الإفصاح عن دعمهم لترامب أو الحزب الجمهوري، وذلك نتيجة “الضغط المجتمعي”.

وثمة من يدعي بأن الاستطلاعات، التي ما زال يجري معظمها عبر الهاتف، لا تعطي نتائج سليمة ودقيقة بما فيه الكفاية.

وتشكل الشكوك حول مدى ما تعكسه الاستطلاعات التي تجري عبر الإنترنت في نتائج الانتخابات، بعدا آخر للنقاش العام حول الاستطلاعات.

عدد الأصوات المدلى بها في وقت مبكر تجاوز 80 مليون

وتشكل الأصوات المدلى بها في وقت مبكر عنوانا انتخابيا آخر تتم متابعته عن كثب في الولايات المتحدة إلى جانب الاستطلاعات.

حيث صوت أكثر من 80 مليون شخص حتى الآن في عملية التصويت المبكر التي بدأت في العديد من الولايات في البلاد.

ووفقا لموقع “مشروع الانتخابات الأمريكية” الإلكتروني، الذي يجمع معلومات التصويت المبكر للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، حدد ما يقرب من 80 مليون شخص خياراتهم حتى الآن، 52 مليون منهم أدلوا بأصواتهم عن طريق البريد و 28 مليون عبر صناديق الاقتراع.

وبحسب الموقع ذاته، فإن إجمالي عدد الأصوات المدلى بها يمكن أن يصل إلى 150 مليونا في نهاية العملية الانتخابية.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان