نيويورك تايمز: البيت الأبيض يعرقل الإرشادات الصارمة لإقرار لقاح لكورونا

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الإثنين نقلا عن مصادر مطلعة أن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض يعرقلون إصدار إرشادات اتحادية صارمة جديدة بخصوص الموافقة الطارئة على لقاح لفيروس كورونا.
وقالت المصادر إن أحد هذه الإرشادات سيضمن على الأرجح عدم اعتماد أي لقاح قبل انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقالت الصحيفة إن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قدمت الإرشادات لمكتب الإدارة والميزانية قبل أكثر من أسبوعين، لكن مسيرتها توقفت عند مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض.
وقال مسؤول بالإدارة لوكالة رويترز إن عملية الموافقة لا تزال معلقة ونفى أي ارتباط بيوم الانتخابات.
وأضافت نيويورك تايمز أن إدارة الغذاء والدواء تبحث عن سبل أخرى للتأكد من أن اللقاحات تلبي الإرشادات.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة وآخرين على دراية بالأمر أن “نقطة الخلاف الرئيسية كانت التوصية بمتابعة المتطوعين الذين شاركوا في التجارب السريرية للقاح لمدة شهرين تقريبا بعد الجرعة النهائية قبل منح أي موافقة”.
وفي حديثه إلى الصحفيين في 23 من سبتمبر/أيلول، شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب علنًا فيما إذا كانت هذه الإرشادات سيتم الموافقة عليها. وقال “ربما نوافق عليها وربما لا”، مشيرًا إلى أن الإجراء التنظيمي من جانب إدارة الغذاء والدواء “كان تحركًا سياسيًا أكثر من أي شيء آخر”.
وفي وقت لاحق قدم مسؤولو إدارة الغذاء والدواء تبريرًا إضافيًا للبيت الأبيض لضرورة إقرار الإرشادات، موضحين أن متابعة المتطوعين لمدة شهرين ضرورية لتحديد الآثار الجانبية المحتملة والتأكد من أن فعالية اللقاح في التصدي لكوفيد-19، ستدوم طويلاً، إلا أنهم لم يفلحوا في كسر الجمود.
ويذكر أن البيت الأبيض يتمتع بسلطة التدخل بشأن مثل هذه الوثائق الإرشادية غير الملزمة بشكل جزئي على الأقل بسبب الأمر التنفيذي الصادر في أكتوبر 2019 والذي شدد القيود على إصدار مثل هذه الوثائق، إذ أشار هذا الأمر التنفيذي إلى أن “الوكالات استخدمت هذه السلطة أحيانًا بشكل غير لائق في محاولات لتنظيم الجمهور”.
واستشهد مسؤولو البيت الأبيض بذلك لإجبار إدارة الغذاء والدواء والوكالات الأخرى على تقديم الإرشادات المتعلقة بجائحة كورونا إلى مكتب ميزانية البيت الأبيض لمراجعتها قبل إصدارها للجمهور.