موقع إيطالي: هكذا يتعرض بنيان النظام السعودي للانهيار على يد بن سلمان

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هدد محمد بن سلمان لتخفيض إمدادات النفط

نشر موقع “إنسايد أوفر” تقريرا تناول حملة الاعتقالات الأخيرة في السعودية، التي شملت الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، ومحمد بن نايف ولي العهد السابق، وأمراء آخرين.

وقال التقرير إن النظام الملكي السعودي يمر بأوقات عصيبة، وأنه لم يعد قويا مثلما يسعى للإيهام بذلك.

بنيان آل سعود قيد الانهيار

وأوضح التقرير أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يختلف كثيراً عن أسلافه، فقد أسس جده الملك عبد العزيز آل سعود الدولة السعودية على ثلاث ركائز: إعادة توزيع الثروة النفطية بين رعايا المملكة مقابل الولاء الملكي، والارتباط القوي مع المؤسسة الوهابية وسياسة خارجية فذة تعتمد على تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة.

لكن على الرغم من الجهود المبذولة، فإن هذا النظام بصدد الانهيار. فمع تزايد عدد السكان واعتماد الاقتصاد على النفط، تواجه السعودية أزمة لا يمكن حلّها بالدعاية البراقة لرؤية 2030، إذ لم يفلح ولي العهد في تفكيك هياكل نخبة الأمراء التي تخنق الاقتصاد السعودي، بل استبدل الأقوياء القدامى بآخرين جدد موالين له في انتظار عملية تطهير قادمة. وفي الأثناء يطلب من الشعب السعودي تحمل سياسة التقشف بدلا من التصدي للفقر الواسع الانتشار.

وأشار التقرير إلى أن انهيار أسعار النفط والأداء المخيب للآمال للاكتتاب العام الأولي لأرامكو يعرضان أحلام بن سلمان إلى خطر شديد، كما خذل بن سلمان كلا من المحافظين (الخائفين من الدوافع التقدمية) والتقدميين في المملكة، لأنهم أيضاً تعرضوا للقمع والتعسف. وحتى التحالف مع الولايات المتحدة أصبح مهتزّا.

ورأى التقرير أن العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة في الوقت الراهن مقتصرة على المشاعر الودية بين جاريد كوشنر والأمير، وهو ما وصفته بأنه “تقارب هش وغير مريح”، مضيفا “الأمر الذي يجعل الرياض ترتجف من فكرة اعتلاء رئيس جديد لسدة الحكم الأمريكي في المستقبل”.

وقارن التقرير بين سياسة بن سلمان في قمع معارضيه وسياسة “تكتيك السلامي” التي صاغها الديكتاتور المجري، متيس راكوسي، للتعبير عن عادة تقطيع المعارضين إلى شرائح عندما يصبحون خطرًا على النظام، وهو ما حدث في الاعتقالات الأخيرة، وكذلك اعتقال الأمراء في فندق ريتز كارلتون عام 2017، بهدف الاستيلاء على الثروات وتجميع سلطات الدفاع والسياسة الخارجية بين يدي بن سلمان، وفي الوقت نفسه إظهاره بمظهر القائد الطموح الحداثي. وفي هذا السياق برزت القرارات التاريخية مثل حق المرأة في قيادة السيارات أو دخول الملاعب.

الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق
هل أصبحت الخلافة مضمونة الآن؟

يقول التقرير “من المؤكد أن الصراعات على السلطة ليست جديدة في السلالة السعودية، ولكن هذه المرحلة تعدّ استثنائية. وإذا كانت كل الاضطرابات السابقة قد حدثت دون تجاهل ميثاق الشرف الخاص بالبيت العربي، فإنّ بن سلمان ضرب عرض الحائط بالتوازنات وبالأعراف السعودية الموروثة”.

واستبعد التقرير وجود نية لدى الأمراء المعتقلين أخيرا  لتنفيذ انقلاب، نظرا لسيطرة ولي العهد المطلقة على القدرات الأمنية والمخابراتية والعسكرية للمملكة. لكن التقرير يرجح أن الأمراء المحتجزين كانوا يخططون لسحب دعمهم لمحمد بن سلمان في حالة خلافة الملك.

ولاعتلاء العرش، يحتاج ولي العهد إلى الحصول على البيعة وهو يمين الولاء الذي يقدّمه كبار الأمراء الممثلين في لجنة الولاء المؤلفة من 33 عضواً وهي لجنة أنشأها الملك عبد الله في عام 2008، علما بأن كل من أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف عضوان بارزان في هذه اللجنة. على الرغم من أن ولي العهد لا يحتاج تقنياً إلى هذا الترخيص ليصبح ملكاً، إلا أنه سيكون معزولاً بدونه، ومفتقرا إلى الشرعية الأساسية للخلافة العادية.

واختتم التقرير بالقول “في ظاهرها توفّر الاعتقالات الأخيرة لبن سلمان الحماية ضد أزمة الخلافة، ولكن الأمر ليس كذلك. فالشعب السعودي يتطور باستمرار، وأصبح يطالب بإشراكه في الشؤون الداخلية والخارجية، في تمرّد يقوده النساء والشباب. ومع ذلك، لا تزال العائلة المالكة ترفض الانتقال إلى الملكية الدستورية، مع برلمان منتخب وحكومة قادرة على أن تكون محصّنة ضد الصراعات بين الأشقاء في بيت آل سعود”.

المصدر: مواقع إلكترونية

إعلان