دراسة كندية: إصابات كورونا في مصر قد تصل إلى 19 ألفا

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية خلاصة بحث أجراه مجموعة من خبراء الأمراض المعدية في جامعة تورنتو يقول إن حالات الإصابة بفيروس كورونا في مصر قد تكون أكثر بكثير من الأرقام المعلنة.
وجاء هذا التقدير بناء على عدة عوامل أهمها تزايد أعداد السياح المصابين العائدين من مصر في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الغارديان إن نفس الباحثين الذين أجروا الدراسة كانوا قد درسوا الفرق بين الأرقام الرسمية والحقيقية في أماكن مثل إيران، والآن يقدمون هذه الصورة القاتمة حول حقيقة انتشار الفيروس بمصر.
غير أن الدراسة قوبلت بتشكيك من أطباء وصحفيين مصريين كتبوا انتقاداتهم على مواقع التواصل، وقالوا إن فريق الدراسة لم يستطع نشرها في أي مجلة علمية، وإن المنهجية التي اعتمد عليها غير دقيقة، لأنها مبنية على تقديرات إحصائية وليست معلومات ميدانية.
وتقول الدراسة “في تقدير معتدل لحالات تفشي فيروس كورونا، ومع استبعاد الحالات الملتبسة والمرتبطة بحالات أخرى، فنحن نقول إن انتشار الفيروس في مصر قد وصل إلى حوالي 19 ألف حالة،” وذلك من خلال الرجوع إلى معلومات الرحلات، ومعلومات المسافرين، ومعدلات الإصابة”.
فهناك 97 سائحا على الأقل زاروا مصر منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، ثم ظهرت عليهم أعراض كورونا أو أجروا اختبارات كورونا لدى عودتهم إلى بلادهم وجاءت النتيجة إيجابية، بحسب بيانات الصحة العامة وتقارير صحفية.
معظم هؤلاء السياح قضوا بعض الوقت على متن بواخر نيلية يعتقد أنها هي مصدر انتشار الفيروس في مدينة الأقصر السياحية بجنوب مصر.
ويقول المسؤولون المصريون إن 100 سائح آخر من جنسيات مختلفة جاءت نتائجهم إيجابية لفيروس كورونا منذ نفس التاريخ، إلى جانب سيدة مصرية تبلغ من العمر 60 عاما توفيت الخميس بقرية تابعة لمحافظة الدقهلية والتي تبعد عن مدينة الأقصر بحوالي 724 كيلو مترا.
وجاءت وفاة السيدة المصرية، واسمها عطيات السيد إبراهيم، بعد أسبوع من نقل المسؤولين المصريين لـ45 مسافرا من الباخرة السياحية “أسارا” إلى الحجر الصحي بالأقصر.

يذكر أن حوالي 85 راكبا من الباخرة “أسارا” غادروا الحجر الصحي وسافروا إلى بلاهم بعد أيام قليلة، ثم توفي سائح ألماني، 60 عاما، في مستشفى الغردقة العام بعد “رفضه” دخول الحجر الصحي بالأقصر رغم إصابته.
وذهب المسؤولون المصريون لاحقا إلى الأقصر لإجراء التحاليل لـ 558 آخرين- جاءت نتائجهم سلبية وفقا للسلطات الصحية المصرية. وقالوا إن 27 شخصا ممن جاءت نتائجهم إيجابية أجروا التحاليل مرة أخرى وكانت سلبية.
وتمثل السياحة ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد المصري، وبالتالي يصر المسؤولون المصريون على استمرار تدفق الأموال من السياحة، مؤكدين أن المواقع السياحية بمدينة الأقصر لا تزال مفتوحة، وذلك رغم حظر الدولة للتجمعات الكبيرة وإغلاق المدارس، وإعلان القوات المسلحة المصرية اتخاذها لتدابير جديدة منها إدارة الحرب الكيميائية للمساعدة في إجراء التحاليل.
غير أن بعض المراقبين يقولون إن تدابير مصر الطارئة جاءت متأخرة كثيرا، بعد الإجراء المحدود للتحاليل، إضافة إلى سيطرتها المحكمة على إحصاءات العدوى ومناطق انتشارها، وتهديدها بإجراءات قانونية ضد أي شخص “يروج الأخبار الكاذبة أو الشائعات” عن المرض.