كورونا.. واشنطن وبكين تتبادلان الاتهامات بشن حملات تشويه

أعربت الصين اليوم الثلاثاء عن استيائها الشديد بعدما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فيروس كورونا المستجد في تغريدة بـ “الفيروس الصيني”.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، أن ربط الفيروس بالصين يعد “نوعًا من الوصم” وأضاف بالقول “نشعر باستياء شديد ونعارضه بشدة”.
وتبادلت الولايات المتحدة والصين أمس الإثنين الاتهامات بشن حملات لتشويه السمعة بعدما تحولت جائحة كورونا إلى موضوع خلافي جديد بين القوتين العظميين.
وجاء تبادل الاتهامات في اليوم الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن عدد الوفيات والإصابات بالفيروس في أنحاء العالم تجاوز ما سُجل في الصين.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير مايك بومبيو أبلغ في محادثة هاتفية مسؤول السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيشي، اعتراضه على استخدام قنوات رسمية لـ”إلقاء اللوم فيما يتعلق بالفيروس على الولايات المتحدة”.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، إن بومبيو أكد أن “الوقت ليس مناسبا لنشر معلومات مضللة وشائعات غريبة وإنما لأن توحد كل الأمم جهودها من أجل التصدي لهذا التهديد المشترك”.
The United States will be powerfully supporting those industries, like Airlines and others, that are particularly affected by the Chinese Virus. We will be stronger than ever before!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) March 16, 2020
مسؤولية ظهور الفيروس
استدعت واشنطن يوم الجمعة السفير الصيني للإعراب عن احتجاجها على ترويج بكين لنظرية مؤامرة تشير إلى وقوف الولايات المتحدة وراء ظهور الفيروس، لقيت رواجًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
والأسبوع الماضي، أطلق المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان تغريدة اعتبر فيها أن “الإصابة الأولى” بفيروس كورونا المستجد الذي باتت منظمة الصحة العالمية تعتبره جائحة، أتت من الولايات المتحدة وليس من مدينة ووهان الصينية.
وفي تغريدته كتب تشاو المعروف ببياناته الاستفزازية أن “الجيش الأمريكي ربما جلب كورونا إلى مدينة ووهان.. وكتب” كونوا شفافين وانشروا ما لديكم من معلومات! الولايات المتحدة تدين لنا بتفسير”.
من جانبه سعى بومبيو لتحميل الصين مسؤولية تفشي الوباء، وأطلق مراراً تسمية “فيروس ووهان” على “سارس-كوف-2″، مخالفاً بذلك نصائح الخبراء الطبيين وتحذيراتهم من أن ذلك قد يشكل وصماً.
من جهته أصدر مسؤول السياسة الخارجية يانغ “تحذيراً صارماً للولايات المتحدة من أن أي محاولة لتشويه سمعة الصين مصيرها الفشل” وفق ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” الرسمية في خبر عن المحادثة الهاتفية.
وأوردت شينخوا أن مسؤول السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، أشار إلى أن “عددا من المسؤولين الأمريكيين يطلقون افتراءات بحق الصين وجهودها لمكافحة الوباء ويوصمون البلاد ما يثير غضب الشعب الصيني”.
وحض مسؤول السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، الجانب الأمريكي على “تصحيح سلوكه الخاطئ فوراً ووقف توجيه اتهامات للصين لا أساس لها”.

كورونا “وصل عن طريق أجانب”
يتعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لانتقادات حادة على خلفية طريقة إدارته للجائحة وقد سعى حلفاؤه لوصف فيروس كورونا بأنه مرض وصل إلى البلاد عن طريق أجانب.
وفي بيان أصدره قبل أيام، تحدث السناتور الجمهوري توم كوتون عن “فيروس كورونا الصيني” متعهداً “بمحاسبة” المسؤولين عن تفشيه حول العالم.
وفي حين بات كوفيد-19، وهو المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، إلى حد كبير تحت السيطرة في الصين، ارتفعت حصيلة وفياته خارج أراضي الصين القارية، إلى أرقام كبيرة، وتسبب بإعاقة الحياة اليومية في دول الغرب.
ويأتي تفشي الوباء في توقيت يشهد توترات بين الولايات المتحدة والصين حول عدد من الملفات تتراوح بين حقوق الإنسان وتعزيز بكين قدراتها العسكرية.
ويشتبه علماء في أن فيروس كورونا المستجد، الذي انتشر فيما يقارب 162 بلدًا، وأدى إلى أكثر من 7 آلاف شخص حول العالم، انتقل إلى الإنسان في سوق لبيع لحوم الحيوانات البرية في ووهان بالصين.