في ظل منظومة هشة.. السودان يتخذ حزمة إجراءات لدرء خطر كورونا

قامت السلطات في السودان باتخاذ إجراءات احترزاية، مع تفشي فيروس كورونا المستجد في العديد من الدول، في ظل وضع اقتصادي ضاغط في البلاد.
وفي ظل الوضع الصحي الهش بالسودان، اتخذت السلطات الصحية جملة من قرارات وإجراءات احترازية، لمحاصرة الفيروس ومنع تفشيه، في وقت يشهد السودان أزمة معيشية حادة، يضطر فيها المواطنون إلى الوقوف في صفوف للحصول على الخبز وغيره.
ولهذا السبب وللوضع غير الملائم للكثير من المرافق الصحية والمستشفيات، ساد القلق الكثير من الأوسط الحكومية والشعبية، من تفشي المرض في ظل شح كبير في الأدوية والمعينات الطبية.
وسجل السودان أمس الجمعة، ثاني إصابة بفيروس كورونا، بعد أسبوع من إعلانه اكتشاف أول حالة إصابة بالبلاد ووفاة المصاب، في 13 مارس/آذار، لخمسيني عائد من الإمارات، توفي في 12 مارس/آذار عقب إصابته.
وقال وزير الصحة السوداني أكرم علي التوم، في تصريحات صحفية، إنه تم اكتشاف إصابة جديدة بفيروس كورونا الجمعة تعتبر الثانية في السودان، وهي لأجنبي- لم يحدد جنسيته- أربعيني، قدم للبلاد الأسبوع الماضي.
المنظومة الصحية
تعاني المنظومة الصحية في السودان، من ضعف شديد، وفي كل السنوات السابقة طغت ظاهرة المستشفيات الخاصة في السودان بعد أن طال الإهمال المستشفيات الحكومية، وأصبح أمر العلاج يشكل هاجسا للأسر ذات الدخل المحدود.
والآن ومع تفشي فيروس كورونا في دول عدة، تجد البلاد نفسها في وضع شديد الحساسية، وتجاهد وزارة الصحة في هذا الظرف لتقديم ما يمكنها فعله، في حين قامت مجموعات شبابية بمبادرات،وسط محدودية الإمكانات المادية.
ويقول اختصاصي الصحة العامة د. هيثم مكاوي للجزيرة مباشر إن المعلومات المتعلقة بطبيعة كورونا شحيحة جدا وبالتالي يصعب التعامل معه وفك طلاسم سرعة انتشاره.
وأشار إلى أن” الحيطة والحذر والعزل الذاتي والتجنب التام لأي اكتظاظ واتباع إرشادات الوقاية والسلامة هي السبيل الأوحد لتجنب الإصابة به”.
وقال مكاوي إن عدم ظهور الأعراض على الشخص المصاب لا يعني عدم نقله للعدوى، وشدد على ضرورة التعامل مع كل شخص على أنه مصاب والابتعاد لمسافة متر على الأقل عن أي شخص والالتزام بالنظافة الشخصية.
ودعا هيثم إلى عدم إثارة الرعب والهلع والانجرار وراء الشائعات وتداول المعلومات من غير المصادر الموثوقة، وذكّر أن نسبة الوفيات ترتفع لدى كبار السن الذين يعانون أمراضا مزمنة وأولئك الذي يعانون نقصا في المناعة.
وأشار إلى الدولة قامت بتجهيز عدد من مراكز العلاج والحجر والإيواء. وختم بالقول إن خطورة كورونا ليست في عدد الوفيات بقدر ما تكمن في قدرته على تدمير المنظومة الصحية للدولة.
رسائل توعية
من جانبها، قالت مديرة إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة الاتحادية نجوى الحسين إن الوزارة عملت على بثّ رسائل توعية صحية مجتمعية، وعقدت عددا من الاجتماعات مع الدعاة والأئمة لتدريبهم على بث رسائل التوعية بالفيروس.
وأوضحت أن هذه الرسائل، تسلط الضوء على الوقاية وأهمية العزل المنزلي، ونبهت لضرورة استحداث قوانين صارمة لكل من يخالف تعليمات العزل ويعرض نفسه وغيره للإصابة .
وقامت السلطات في السودان، بإغلاق الحدود والمطارات في الفترة من 14 وحتى 31 مارس/ آذار، في محاولة لتطويق الفيروس وعدم انتشاره.
وفي هذا الصدد، يقول الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدني عبد الحافظ عبد الرحيم للجزيرة مباشر إنه إجراء إستثنائي اتخذ لمدة 48 ساعة ينتهي اليوم السبت بفتح المجال الجوي جزئيا أمام المغادرين من الأجانب والسودانيين العائدين العالقين في مطارات العالم.
ونبه عبد الرحيم إلى أن قانون الطيران المدني ينص في حالة الطوارئ على استضافة الشركة الناقلة للركاب لمدة 48 ساعة ، تتولى بعدها التمثيليات الدبلوماسية توفيق أوضاع مواطنيها إلى حين انتهاء الطارئ.
شوارع الخرطوم
نظرة استطلاعية إلى شوارع العاصمة السودانية المكتظة تدل على أن القاطنين بها لا يستشعرون الخطر المحدق، فلا انحسار للازدحام، وبالكاد ترى من يرتدي قناعا، إلا أن أرفف منتجات التطهير والتعقيم في المحال التجارية لا تكاد تعبأ حتى تنفد.
ويقول أسامة عمر إن الشعب السوداني لم يعتد البقاء في المنزل ولا شيء يمكن أن يجبره على ذلك، أما وفاء ياسين فتبدي امتعاضها مما أسمته استهتارا ولا مبالاة يمارسها السودانيون دونما أدنى حرص وخوف من الإصابة، وترى أن إصدار قوانين رادعة هي الحل في مواجهة تهاون الناس.
من جانبها، أصدرت الشرطة السودانية تعميما ناشدت فيه المواطنين بالتزام حالة الطواريء الصحية المعلنة في البلاد، وعدم الخروج في تجمعات. ونوه التعميم إلى قرار صادر من لجنة أمن ولاية الخرطوم يحظر التجمعات بغض النظر عن أهدافها أو الجهات المنظمة لها.
وتوعدت الشرطة في تعميمها باتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة المجتمع.