الصحة العالمية: أمريكا قد تصبح بؤرة جديدة لفيروس كورونا

حذرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أن الولايات المتحدة التي ارتفع فيها عدد المصابين بوباء فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19) قد تتخطى قريبا أوربا وتصبح بؤرة الفيروس الجديدة.
وظهر فيروس كورونا المستجد في الصين في ديسمبر/كانون الأول قبل أن يتفشى في أوربا التي باتت القارة الأكثر تأثرا به لكن تفشيه في الولايات المتحدة قد يجعل من هذا البلد البؤرة الجديدة لكوفيد-19 كما أعلنت مارغريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة خلال مؤتمر صحفي.
وقالت هاريس: “نلاحظ تسارعا كبيرا في عدد الحالات في الولايات المتحدة وقد يحصل ذلك. … لا يمكننا القول إن الأمر كذلك الآن لكن الاحتمال وارد”.
وتسارع وتيرة فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة يمكن أن يفسر بكشف أفضل للحالات وأيضا نسبة العدوى المرتفعة قبل بدء تطبيق تدابير العزل الصارمة.
وأضافت “نقل فرد العدوى إلى شخصين أو ثلاثة يستلزم ثلاثة إلى خمسة أيام. وما شهدناه حصل قبل ثلاثة أو أربعة أو خمسة أيام في دول عديدة”.
وتابعت “في الولايات المتحدة قبل أسبوع انتقلت العدوى بشكل كبير”.
ورغم توقع ارتفاع كبير في الأيام المقبلة لعدد الإصابات في العالم تقول منظمة الصحة العالمية إن هناك “دلائل إيجابية مبكرة جدا في بعض الدول الأوربية التي نجحت في إقناع السكان باحترام المسافة الضرورية بين الأشخاص وعدم التنقل” كما قالت المتحدثة.
قالت جامعة جون هوبكنز إن حصيلة الوفيات جراء الفيروس في الولايات المتحدة بلغ 606 حالات في حين ارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 50206 حالات.
وباتت الولايات المتحدة تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر تسجيلا للإصابات المؤكدة بكوفيد-19، خلف الصين وإيطاليا.
واستنادا إلى عدد الإصابات المؤكدة تبلغ نسبة الوفيات 1.2 بالمئة، علما بأنه يعتقد أن الرقم الفعلي للإصابات أعلى بكثير من الحصيلة المعلنة، ما من شأنه خفض نسبة الوفيات.
أعلن أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك أن الولاية تسجل “مضاعفة لعدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 كل ثلاثة أيام”.
وقال الحاكم إن الخبراء الذين يدرسون تطور الفيروس “يرون الآن أن معدل الإصابات الجديدة يتضاعف كل ثلاثة أيام. أنها زيادة كبيرة للحالات”.
وبات في ولاية نيويورك أكثر من 25 ألف إصابة أي أكثر بنحو 10 مرات من الحالات المؤكدة في نيوجيرسي ثاني أكثر الولايات تضررا بالوباء.
وأضاف كومو أن هذا المعدل المرتفع من الانتشار يعني أن الفيروس قد يبلغ ذروته “خلال 14 إلى 21 يوما” ما يجعل من الحصول على معدات طبية أمرا ملحا بدءا بأجهزة التنفس التي تطالب نيويورك الحكومة الفدرالية بتأمينها منذ أيام.
وهذه الولاية التي تعد 20 مليون نسمة أمنت حتى الآن 10 آلاف جهاز تنفس وترى أنها بحاجة إلى 30 ألفا إضافية على الأقل لمواجهة عدد الأشخاص الذين يتوقع أن يتدفقوا إلى المستشفيات.
وأعلن حاكم نيويورك أن الولاية ستبدأ باختبار عدة أساليب علاجية.
ووصل مسؤولون من وكالة الأدوية الفدرالية إلى نيويورك لاختبار خلطة أدوية تجمع بين دواء للملاريا وآخر لمعالجة التهاب الشعب الهوائية.
وأعلنت الحكومة الفدرالية أن هذه الأدوية واعدة لمكافحة هذا الوباء حتى وإن لم تكن فعاليتها مثبتة.
وستبدأ نيويورك بأخذ عينات من البلازما لدى المصابين المتعافين لحقنها في مرضى حالتهم حرجة أملا من استفادتهم من الأجسام المضادة.
كما تعمل الطواقم الطبية في نيويورك على “تطوير” اختبار يسمح بكشف المضادات للوباء.
وأضاف الحاكم أن الاختبار “بسيط” ويسمح برصد الأشخاص الذين بات لديهم مناعة من الفيروس أقله لفترة زمنية محددة والسماح لهم بـ”استئناف العمل”.
ولم يكشف متى سيكون هذا الاختبار متوفرا.