“صلوا في بيوتكم”.. للمرة الأولى في المسجد الأقصى (فيديو)

شهد المسجد الأقصى أجواءً حزينةً، في اليوم الأول لتعليق الصلوات فيه ضمن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات للحد من فيروس كورونا المستجد.
ووثق مقطع فيديو، أذان الفجر من باحات المسجد الأقصى، ولأول مرّة ترفع فيه كلمة “صلوا في بيوتكم” وسط بكاء الإمام الذي نادى لصلاة الفجر.
ووثق مقطع آخر، لحظات من بكاء وابتهال لأحد المرابطين قرب باب الملك فيصل بالأقصى.
وتداول فلسطينيون مقاطع من المسجد الأقصى المبارك، بعد قرار تعليق الصلوات فيه، داعين أن يذهب الله البلاء ويعود للأقصى بهاؤه وصلواته.
وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن، قرر الأحد تعليق حضور المصلين للصلاة
في المسجد الأقصى اعتبارًا من فجر الإثنين وحتى إشعار آخر في مسعى لمنع انتشار فيروس كورونا.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن أنه تقرر “تعليق حضور المصلين للصلوات من جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك، لفترة مؤقتة استجابة لتوصيات المرجعيات الدينية والطبية”.
وقال مجلس الأوقاف الذي يشرف على المواقع الإسلامية في القدس إنه سيتم السماح لجميع العمال والموظفين والحراس بدخول المجمع لمواصلة نشاطاتهم كما يستمر رفع الآذان بالمسجد الأقصى في كافة أوقات الصلوات.
النداء الذي أوجع قلوب المصلين
منع فيروس كورونا صلاة الجمعة لأول مرة في الذاكراة الحية في كثير من المساجد من إندونيسيا إلى المغرب اليوم، لكن بعض المسلمين تحدوا النصائح في بعض المناطق وتجمعوا للصلاة.
وغلبت الدموع المؤذنين في بلاد ومناطق ومدن، إسلامية حول العالم وهم ينادون وللمرة الأولى في العصر الحديث المصلين بأن”صلوا في بيوتكم” وقال أحد المؤذنين “هذا شعور لا يوصف.. إن المآذن لتبكي. هذه المساجد كانت مليئة بالمصلين”.
وأغلقت المساجد أبوابها من المسجد الأزرق في إسطنبول، بمآذنه المميزة وقبابه المرصوصة جنبًا إلى جنب، إلى قبة الصخرة في القدس بسقفها الذهبي، وصولًا إلى مسجد الحسن الثاني الضخم في الدار البيضاء بالمئذنة المربعة ذات الزخارف.
لسنا ضعفاء
لكن في كراتشي، أكبر مدينة في باكستان، اكتظت المساجد بالمصلين عندما قال رجل دين للجمع في مكبر للصوت “لسنا ضعفاء حتى نسمح لهذا الفيروس بأن يفرغ مساجدنا”.
وتوافد مسلمون على المساجد من القاهرة إلى مقديشو، مهما كانت المخاطر، وقال الشيخ عبدي في مقديشو، بينما كان مصلون آخرون غير قادرين على الانضمام للحشد بالداخل “لا أطلب منكم عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية، لكن هناك الكثير من المبالغة فيما يتعلق بفيروس كورونا”.
ومع انتشار الوباء، علقت بعض الحكومات صلاة الجماعة أو أغلقت المساجد بالكامل، تاركة كثيرين من المسلمين البالغ عددهم 1.6 مليار في العالم يصلون في منازلهم أو في أماكن العمل أو في الحدائق العامة أو حتى في الشوارع.
وخارج مسجد الفاتح في إسطنبول، وقف مصطفى أمين أوزبكان البالغ من العمر 85 عاما يتحسر على الوضع، وقال أوزبكان الذي يداوم على الصلاة في المسجد منذ عام 1941 “أنا لا أهرب من كورونا.. لو كان مكتوبا لي أن أموت سأموت بطريقة أخرى”.