نائب وزير الصحة الإيطالي لـ”مباشر”: هكذا فتك كورونا بإيطاليا (فيديو)

تمثل أعداد الوفيات بإيطاليا صدمة يومية للعالم أجمع، فبالأمس سجلت إيطاليا 743 حالة وفاة جديدة في 24 ساعة، لكن هناك تراجعًا نسبيًا في أرقام الإصابات عن الأيام السابقة.
وفي مقابلة على الجزيرة مباشر مع نائب وزير الصحة الإيطالي بيير باولو سيليري كان السؤال:
هل نصدق الأرقام الرسمية المعلنة التي تسجل تراجعًا من حيث عدد الإصابات والوفيات عن الأيام السابقة أم نصدق رئيس وكالة الحماية الدولية في إيطاليا أنجيليو بوريلي الذي قال إن عدد الحالات الحقيقي قد يزيد بعشرة أضعاف عن الأرقام المعلنة؟
فأجاب سيليري: ما نشاهده الآن هو انخفاض نسبي في حالات الإصابة في إيطاليا لليوم الثالث على التوالي، بعد 70 ألف إصابة تم الكشف عنها من خلال الاختبارات.
وأضاف: ما قاله بوريلي صحيح؛ أرقام الإصابات ربما تكون بواقع عشرة أضعاف، ربما نقترب من 7000 آلاف وفاة، لاسيما في صفوف كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة. أعتقد أن هذا الانخفاض سوف يستمر خلال الفترة القادمة.
وتابع: لقد بدأنا طبعا بإغلاق كامل لإيطاليا بين السابع والثامن والتاسع من مارس/آذار الجاري، فانخفضت المخاطر المرتبطة بانتقال العدوى كثيرًا، ولهذا نرى انخفاضًا في عدد الإصابات. ولكن من السابق لأوانه التحدث عن الإمساك بزمام المسألة.
وأردف: 70 ألف حالة إلى الآن ثلثيهم من إقليم لومباردي لومنتى بشمال إيطاليا، بينما الإصابات أقل في وسط وجنوب البلاد، وأعتقد أن هذا مرده إلى الإقفال العام وبالتالي فإن مجرى العدوى قد انحسرت في وسط البلاد وجنوبها.
الجزيرة مباشر: أين تقف إيطاليا الآن؟ هل تقف عند ذروة انتشار كورونا، وبالتالي القادم أفضل، أم على العكس الأسوأ ما زالا قادما؟
سيليري: لا أدري إذا كنا وصلنا للذروة ولكن أنا متأكد أن التدابير التي اتخذناها خلال الأسابيع الماضية خفضت من إمكانية حدوث موجة عارمة من العدوى، ومن السابق لأوانه أن نحسم الأمر، ربما يحدث تفشٍ هنا أو هناك في مناطق مختلفة في إيطاليا في الأسابيع القادمة.
وتابع: هذه ليست مشكلة مرتبطة بإيطاليا وحدها، بل هي مشكلة كوكبنا. أعتقد أن جميع البلدان ينبغي أن تغلق حدودها في الفترة الحالية.
وأردف: هناك أشخاص يعانون من أمراض مختلفة يأتون إلى المستشفيات وهذا يثقل كاهل النظام الصحي، وبالتالي إذا أردنا أن نخفض من انتشار هذا الفيروس فعلى الجميع التزام المنازل وعدم مخالطة الآخرين إلا في الحالات القصوى.
وقال: أعتقد أنه يتعين علينا اتباع استراتيجية مشتركة شبيهة بما قام به الصينيون الذي أغلقوا البلد بالكامل وكافحوا الفيروس بالفعل وانتصروا عليه.
الجزيرة مباشر: الصين هي المركز الأول لانتشار فيروس كورونا، لكن لماذا جاءت إيطاليا في المرتبة الثانية حتى تخطت أعداد الوفيات تخطت الآن؟
سيليري: نعم حالات الوفيات تزداد بدءا من شمال إيطاليا، وبدأنا بإجراء الاختبارات والفحوصات لنجد أن الكثير من الناس من المصابين، وبالتالي وضعنا مناطق بأسرها تحت الحجر الصحي. ولكن بعد أسابيع الأمور ذاتها انتقلت إلى إسبانيا وفرنسا وألمانيا المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وأضاف: نحن بطبيعة الحال في إيطاليا محظوظون لأن تفشي المرض كان بمنطقتين صناعيتين أساسيتين. ولكن تفشي المرض يحصل ببلدان مختلفة، وهناك دراسة تقول بأن المريض صفر في أوربا كان بألمانيا وأتى الفيروس إلى إيطاليا من هناك. أعتقد أن جميع البلدان معرضة لشيء شبيه بما يحدث عندنا إذا لم تغلق حدودها.
الجزيرة مباشر: من أكثر فئة من الأشخاص تعرضت للوفاة في نطاق ما يقارب الـ 7000 وفاة حتى الآن؟
سيليري: السواد الأعظم من الذين توفوا هم من شمال إيطاليا، وجل الوفيات في صفوف المسنين. فهناك 7% من الإيطاليين تفوق أعمارهم الثمانين.
وتابع: لكن مع الأسف الشباب أيضا يمكنهم التقاط العدوى، وهناك شباب في عمر 34 و35 و36 انتقلت العدوى إليهم. أعتقد أن الوباء الذي تفشى في شمال إيطاليا كان واسعا بالفعل.
الجزيرة مباشر: هل اعتمدتم علاجات محددة لعلاج المصابين بكورونا في إيطاليا؟
سيليري: أنا طبعا التقطت الفيروس! لا أدري إن كنت تعرف هذا أم لا، وأنا الآن بالعزل الذاتي. جل من يصابون بالفيروس تظهر عليهم أعراض طفيفة ولا يحتاجون إلى تدخل. ولكن الذين يذهبون إلى غرف الرعاية الفائقة يحتاجون إلى رعاية أساسية وهذا ما يجري لإنقاذهم.
وأضاف: نحن نجري بعض الاختبارات على بعد مضادات الفيروس وعلاجات حيوية أخرى كما جري في الصين، وفي ذات الوقت هناك بروتوكولات مختلفة بالمستشفيات لمرضى مختلفين. لكن في الوقت الحالي لا يمكنني القول بنجاعة هذه الأدوية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يتعرضون لتجارب سريرية. فنحن نحتاج بطبيعة الحال إلى وقت لنكشف عن هذا الأمر.
وتابع: في الوقت الحالي إذا ظهر على المرء الأعراض ينبغي أن يذهب إلى المستشفى ليحصل على النصيحة الطبية السليمة، لأن المرض لا أقول إنه غريب ولكنه سيء، ربما تشعر بالحمى وتشعر بالسعال وبعد أيام ربما تتعطل الرئتين على نحو فجائي، وهذا أمر أساسي ينبغي أن نأخذه بعين الاعتبار.
المذيع: في أي مراحل أنت الآن بالنسبة للإصابة؟ هل شفيت من الفيروس أم إنك ما زلت تحت العلاج والحجر الصحي؟
سيليري: أنا الآن تعافيت إلى حد كبير. أنا طبعا محظوظ فقد شعرت ببعض الحمى وبعض السعال والأعراض كانت طفيفة للغاية بالنسبة لي، وما زلت أعمل كما ترى.
الجزيرة مباشر: هل حقيقي أن المنظومة الصحية في إيطاليا انهارت لدرجة أن المستشفيات كانت لا تقبل كبار السن أو من هم فوق السبعين أوالثمانين؟
سيليري: النظام الصحي في إيطاليا هو نظام حكومي يوفر العلاج المجاني للجميع، فأي شخص يتعرض لأي مرض، وفي هذه الحالة مرض covid19، نوفر له العلاج اللازم.
الجزيرة مباشر: أخيراً، ماذا تنصح الأنظمة الأخرى في العالم؟ وأيضا ما هي نصيحتك للأشخاص العاديين فيما يخص الوقاية من الفيروس؟
سيليري: أعتقد أن هناك أمرين أساسين هنا، الأمر الأول هو أنه علينا أن نكشف عن وجود انتشار الفيروس، وبالتالي يجب أن نضع قيودا على حركة البشر. ثانيا، يجب أن يكون لدينا عدد كافي من الأسرة، لاسيما الأسرة الموجودة بغرف العناية الفائقة، فقد زدنا من أعداد الأسرة بواقع 60 %.
وأردف: إذن يجب أن تكونوا جاهزين من حيث عدد الأسرة في المستشفيات لمعالجة الأمراض المعدية وأمراض التنفس والتهابات الرئة، وذلك لأن 10 -15% من المرضى للأسف سيحتاجون إلى الذهاب للمستشفى و2-7 % ربما سيحتاجون إلى أجهزة التنفس في غرف العناية الفائقة.