السودان: مصر لم تتشاور معنا فيما يخص قرار سد النهضة بالجامعة العربية

بررت الخارجية السودانية موقف الخرطوم بالتحفظ على قرار جامعة الدول العربية الداعم لمصر في أزمة سد النهضة، بالقول إن القاهرة لم تتشاور مع حكومة السودان بشأن وقبل إيداعه أعمال المجلس.
والأربعاء الماضي، تبنت الجامعة العربية قرارا “يرفض أي مساس بالحقوق التاريخية لمصر، ويرفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها إثيوبيا”، وسط تحفظ سوداني، ورفض إثيوبي.
وهو ما دعا القاهرة لاتهام إثيوبيا بالسعي إلى “الهيمنة” على نهر النيل، و”العناد” في المفاوضات، وسط دعوة سودانية الأحد للطرفين للعودة لطاولة المفاوضات للوصول لاتفاق يرضي الجميع.
وتابعت الخارجية السودانية في بيان لها، الأحد: “تحفظت الخرطوم على مشروع القرار كونه لا يخدم روح الحوار والتفاوض الجاري برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي بواشنطن للوصول لاتفاقٍ بين الدول الثلاث جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية حول عملية الملء والتشغيل للسد”.
وأضاف البيان: “تقدم السودان بمقترح لتعديل نص مشروع القرار بما يتوافق مع هدف تشجيع الأطراف على مواصلة الحوار والابتعاد عن كل ما من شأنه تصعيد الخلاف والاستقطاب الذي لا يخدم الهدف المنشود في الاتفاق على خارطة طريقٍ تخدم المصالح المائية للدول الثلاث وتؤمن لها متطلبات التنمية المستدامة”.
وأردف البيان: “لكن جمهورية مصر العربية رفضت إدخال أي تعديل على نص مشروع القرار الأمر الذي دفع السودان لإبداء تحفظه”.
وذكر البيان أن الخرطوم تكرر دعوتها البلدين إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير سلبا على عملية التفاوض، مضيفًا: “سيظل السودان حريصاً على إنجاح مفاوضات سد النهضة بما يصب في مصالح الدول الثلاث”.
من جهة أخرى تلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأحد، ثاني تأكيد عربي لبلاده، بدعم حقوقها المائية في ملف سد النهضة الذي يشهد تباينات متصاعدة مع إثيوبيا في الآونة الأخيرة.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس العراقي برهم صالح، شكري، الذي يقوم بجولة تضم 7 دول، تشمل الأردن والعراق والسعودية والكويت وسلطنة عمان، والبحرين والإمارات، لنقل رسالة رئاسية لقادة تلك الدول.
وأكد صالح على “دعم العراق لمصر في سعيها لحماية حقوقها المائية بشأن قضية سد النهضة على أساس القانون الدولي، وبما لا يؤدِي للإضرار بمصالح مصر وأمنها المائي”، وفق بيان للرئاسة.
وفي وقت سابق، الأحد، بالعاصمة الأردنية، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، لوزير الخارجية المصري سامح شكري، عن دعم عمان للأمن الوطني المصري وحقوقها المائية، وجهود التوصل إلى اتفاق يحفظ حقوق جميع الأطراف، في سد النهضة.
وقالت الخارجية المصرية، الأحد، في بيانيين منفصلين إن شكري سلم رئيس العراق، وملك الأردن رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تتضمن “آخر التطورات المتعلقة بملف مفاوضات سد النهضة”، شاكرا موقفهما الداعم لمصر في قرار الجامعة العربية الصادر، الأربعاء الماضي.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا.
بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.