دراستان متعارضتان حول فاعلية عقار رمديسيفير في علاج مرضى كوفيد-19

تضاربت نتائج دراستين بشأن فعالية عقار “رمديسيفير” في علاج مرضى وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ففي الوقت الذي أعلن فيه الدكتور انطوني فاوتشي خبير الاوبئة ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ان العقار المضاد للفيروسات أظهر اثرا “واضحا” في علاج فيروس كورونا المستجد، قالت دراسة أخرى، أجريت في الصين ونشرت الأربعاء في مجلة “ذي لانسيت” الطبية، إن العقار لم يعط فوائد مهمة في علاج مرضى كوفيد-19، لكن الدكتور فاوتشي ذكر أن هذه الدراسة “ليست ملائمة”.

وقال فاوتشي من البيت الابيض إن “المعطيات تظهر ان دواء رمديسيفير ترك أثرا واضحا، مهما وايجابيا في تقليص فترة شفاء” مرضى فيروس كورونا المستجد.

وأضاف أن هذا الأمر يثبت “أنه دواء يمكن ان يتصدى للفيروس”.

والتعارض بين الدراسات ليس أمرا غير معتاد، لكن دراسة معاهد الصحة الأمريكية تعد بين الاكبر وكانت موضع ترقب شديد، مع التجربة الاوربية “ديسكفري” التي لم تعلن نتائجها.

وأعلن مختبر “غيلياد ساينس” الأمريكي الأربعاء أنّ عقار رمديسيفير أظهر نتائج “ايجابية” على مصابين بـ كوفيد-19 في إطار تجربة سريرية واسعة، وتمت بالتشارك مع معاهد الصحة الأمريكية.

وقالت الشركة إنها “تلقت نتائج إيجابية من الدراسة التي أجراها المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعدية على عقارها المضاد للفيروسات رمديسيفير لعلاج كوفيد-19″، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وبدأت المعاهد الأمريكية التجربة في 21 فبراير/ شباط الماضي.

لكن مجلة “ذي لانسيت” الطبية نشرت نتائج مخيبة للآمال لدراسة صينية أضيق نطاقا تمت  مقارنة بدواء وهمي، وأظهرت ان المرضى الذين عولجوا بهذا العقار المضاد للفيروسات، والذي طور لمكافحة ايبولا لكن لم تتم الموافقة عليه لأي مرض، لم يعط نتائج أفضل من تلك التي سجلت بالأدوية الوهمية.

وتجري عدة تجارب سريرية في العالم لإيجاد علاج فعال ضدّ كوفيد-19.

وطور رمديسيفير في البداية لمواجهة وباء ايبولا ولكنه لم يعتمد لأي مرض، وهو أحد الخيارات المطروحة حالياً إلى جانب غيره من العقاقير المضادة للفيروسات أو هيدروكسي كلوروكين.

وتقوم عدة مستشفيات بإعطاء هذه الادوية للمرضى منذ بدء انتشار الوباء، لكن من الصعب للأطباء تحديد فعاليتها الحقيقية في ظل غياب تجارب تتبع البروتوكول نفسه.

لهذا السبب كانت نتائج التجربة التي أجرتها المعاهد الأمريكية موضع ترقب شديد.

في الوقت الراهن، وحدها الدراسة الصينية التي أجريت من 6 فبراير/ شباط وحتى 12 مارس/ آذار في عشرة مستشفيات في ووهان جرى تقييمها بدقة ونشرها. وتسربت نتائجها قبل نحو أسبوع لفترة وجيزة على موقع منظمة الصحة العالمية الإلكتروني.

وشارك في التجربة 237 مريضا، ثلثاهم عولجوا بعقار رمديسيفير. وكان الأطباء يريدون أكثر من 450 مشاركا لكن الوباء توقف في ووهان قبل التمكن من بلوغ هذا الرقم.

وجاء في ملخص عن الدراسة التي نشرتها “ذي لانسيت” أن “العلاج بواسطة رمديسيفير لا يسرع الشفاء ولا يخفض نسبة الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 مقارنة مع إعطاء دواء وهمي”.

وكتب معد الدراسة الرئيسي البروفسور بين كاو كما نقلت عنه المجلة “للأسف، تجربتنا أظهرت انه رغم أن المرضى يتحملون جيدا عقار دمديسيفير لكن لم تظهر له فائدة مهمة مقارنة بدواء وهمي”.

واضاف “ليست هذه النتيجة التي كنا نأمل فيها، لكن يجب الأخذ بالاعتبار اننا لم نتمكن من اشراك سوى 237 مريضا من أصل 453 مريضا كانت تستهدفهم الدراسة، لأن الوباء تمت السيطرة عليه في ووهان”.

وتم إعطاء 158 مريضا عقار رمديسيفير بشكل يومي و79 دواء وهميا طوال فترة عشرة أيام.

ولم تظهر الدراسة أي فارق مهم بين المجموعتين من حيث تحسن الحالة السريرية للمرضى (21 مقابل ما معدله 23) كما أن معدل الوفاة كان هو نفسه لدى المجموعتين وكان بحدود 14 في المئة لكل منهما.

وبحسب المعدين فان الدراسة محدودة بعض الشيء لأنه تم وقفها بشكل سابق لأوانه حين تراجع عدد المرضى بشكل كبير في ووهان.

وتابع البروفسور بين كاو “سيكون من الضروري إجراء دراسات أخرى لتحديد إن كان إعطاء علاج رمديسيفير بشكل مبكر وبجرعات أقوى أو مع أدوية أخرى مضادة للفيروسات، يمكن أن يكون أكثر فاعلية على المرضى المصابين بحالات خطرة”.

ومن أجل التوصل إلى علاج فعال، يجب النظر الى الجرعات.

ونشرت “غيلياد ساينسس” الأربعاء أيضاً نتائج لتجربة سريرية جرت في الولايات المتحدة وآسيا وأوربا، وكانت تهدف إلى مقارنة جرعتين مختلفتين من رمديسيفير.

وبحسب النتائج، فإن من شأن علاج لخمسة ايام تحسين الحالة السريرية للمرضى بالطريقة نفسها لعلاج لعشرة أيام.

المصدر : الفرنسية

إعلان