بين الطب والشريعة الإسلامية.. لماذا يجب دفن موتى كورونا بلا غسل؟ (فيديو)

بين المنظور الطبي ورأي الشريعة الإسلامية، لم يختلف الاثنان على دفن موتى كورونا دون غسل، طالما اقتضت الضرورة ذلك.
فقد أكد الباحث في مستشفى حمد وأخصائي الإقلاع عن التدخين جمال باصهي، أن الجثث تشكل خطر الإصابة بأمراض وبائية بعد وقوع كارثة طبيعية، وأن البقايا البشرية تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة في حالات خاصة قليلة، مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الحمى النزفية والأمراض الفيروسية.
وحذر باصهي خلال لقاء مع برنامج “مع الحكيم” الذي يبث على شاشة الجزيرة مباشر، من أن العمال الذين يتعاملون بشكل روتيني مع الجثث قد يتعرضون لخطر الإصابة بالأوبئة، وعدد طريق انتقال العدوى بالسل والفيروسات المنقولة بالدم وعدوى الجهاز الهضمي.
وأوصى بضرورة تقديم المعلومات عن هذه المخاطر إلى كل من عمال الطوارئ وعامة الناس لضمان التخلص الملائم من الجثث حتى دون غسل، والاحتياطات المناسبة عند التعامل مع الجثث وتجنب الذعر وسوء الفهم.
وفي حالة الإصابات الجماعية حيث لم يعد من الممكن التعرف على الضحايا، يكون الدفن أفضل من حرق الجثث. ولا يُوصى بالدفن في المقابر الجماعية كتدبير من تدابير الصحة العامة. وقدم عدد من النصائح للعمال الذين يتعاملون مع الجثث.
أما من منظور الشريعة الإسلامية، فقد قال أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، خلال لقاء على الجزيرة مباشر، إن نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام جعل للصابر في الطاعون أجر شهيد.
وأضاف “بما أن وباء كورونا بلاء يشبه الطاعون، فإن كل من مات به يسمى شهيد ويجوز أن يعامل معاملة الشهداء من حيث عدم الغسل والتكفين بالطريقة المعتادة لكن يجب الصلاة عليه وهذا الرأي رجحه الإمام ابن رشد”.
وأوضح القرة داغي أن التكفين بالرداء الأبيض هو سنة، وأن الأصل هو ستر جسد المتوفى، مؤكدًا أن التخلي عن الغسل والتكفين هنا للضرورة ويقدم فيه مقصد النفس البشرية على مقاصد أخرى.
وطالما أن هناك احتمال لإصابة المغسلين بالوباء، فقال “هنا لا ننصح بغسل الموتى ويُكتفى بالصلاة عليهم”، مشيرًا إلى بعض آراء المالكية والحنفية التي أفادت بأن غسل الميت ليس من الفرائض، فإذا وجدت الحاجة يمكن أن يُصلى على الميت دون غسل.
وباختصار، لا مانع شرعًا من الصلاة على موتى كورونا هؤلاء دون غسلهم، إذا كان هناك احتمال -وهو فرضية قائمة وقوية- لانتقال العدوى إلى هؤلاء المغسلين، فحين يصاب 500 طبيب حول العالم بالفيروس رغم الاحتياطات المتبعة، لا يستبعد أن يصاب مغسلو الموتى، وفق تعبيره.
وعن وضع الموتى في توابيت، قال إن عدد من الأئمة كرهوا الفكرة، لكن الإمامين النووي وابن تيمية أكدا بأنه إذا وجدت الحاجة تُزال الكراهة، كما يجوز دفن أكثر من جثمان في قبر واحد.
وعالميًا ارتفع عدد المصابين بالفيروس التاجي إلى أكثر من مليون و214 ألفًا، والوفيات إلى أكثر من 65600 والمتعافين إلى أكثر من ربع مليون.