عبد الله الشريف يكشف تفاصيل الحكم عليه بالسجن المؤبد في مصر (فيديو)

كشف مدون الفيديو المصري عبد الله الشريف، تفاصيل الحكم عليه بالسجن المؤبد من محكمة مصرية بسبب الفيديوهات التي يبثها على يوتيوب.
وقال الشريف في مداخلة هاتفية مع الجزيرة مباشر، إن الحكم صدر بشكل “مريب جدا” في أبريل/ نيسان الماضي، وبتعتيم مقصود، إما بهدف ترك المجال أمامه للتنقل بين عدة دول ثم القبض عليه وجلبه إلى مصر عن طريق الإنتربول، أو ترهيب المجندين في الجيش المصري الذين قد يرسلون مقاطع فيديو توثق أي انتهاكات.
وأكد الشريف أن خبر الحكم عليه بالمؤبد تم تعميمه على جميع معسكرات الجيش، وأنه تمت تلاوته في طابور الصباح داخل تلك المعسكرات، بهدف تخويف الجنود الذين من الممكن أن يفكروا في فضح أي أخطاء.
وأشار الشريف إلى أنه لا يزال في مرحلة جمع المعلومات عن الحكم الصادر ضده، والتهم الموجهة إليه، وهل هو نهائي أم قابل للطعن، مضيفا أن كل ما يعرفه هو اتهامه بإفشاء أسرار عسكرية، نافيا قيامه بذلك، مؤكدا أنه لم يعلن أي تفاصيل عن عمليات عسكرية وإنما كشف حقيقة ما يحدث داخل سيناء.
واستغرب الشريف من ملاحقته ومعاقبته على قيامه بكشف مقطع فيديو يصور أحد ضباط الجيش وهو يمثل بجثة أحد القتلى في سيناء، بدلا من معاقبة الضابط نفسه.
وأكد الشريف أن مسؤولين مصريين أبلغوه بأنه سيتم إطلاق سراح أخوته إذا توقف عن نشر مقاطع الفيديو.
ورأى الشريف أن النظام يتعامل مع المعارضين بالخارج بطريقتين: الأولى هي تهديد أهاليهم وإجبارهم على تصوير مقاطع فيديو يعلنون فيها تبرؤهم منهم وتأييدهم للنظام، والثانية هي اعتقال الأهالي أنفسهم للضغط على المعارضين لإسكاتهم.
وبيّن الشريف أن النظام استخدم معه الطريقتين، فعندما نشر مقاطع فيديو عن قصور الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسية العام الماضي، سلّط النظام أسرته وجيرانه للخروج في مقاطع فيديو للهجوم عليه، وعندما بدأ في التطرق لما يحدث في سيناء، اعتبر النظام أنه تجاوز خطا أحمر لا يجوز السماح به، ليقوم باعتقال أشقائه الذين سبق أن استعان بهم وأجبرهم على الهجوم عليه واتهامه بالخيانة.
وأكد الشريف أن اعتقال شقيقيه يمثل ضغطا كبيرا عليه، وأنه كثيرا ما يفكر في إغلاق قناته على يوتيوب والصمت حتى يفرج النظام عنهما، لكنه قال إن ما يجعله يستمر فيما يفعله هو أن الكثيرين لا يزالون يستنجدون به ويرسلون له مظالمهم، وبالتالي فإنه لن يتخلى عن طريقه، رغم أنه “في موقف لا يحسد عليه” على حد قوله.
وعن تقرير النيويورك تايمز الذي يتحدث عن ترهيب المعارضين عبر التنكيل بأسرهم، قال الشريف إنه فوجيء بالتقرير، لكنه أكد أنه معبر جدا عن حالته وحالة المعارضين في الداخل والخارج.
وتابع الشريف قائلا إن المعارضين يتم ابتزازهم عن طريق سجن ذويهم في مصر أو تهديدهم بمنعهم عن جوازات السفر أو تهديدهم بطرق أخرى.
وكانت صحيفة النيويورك تايمز قالت في تقرير لها إن السلطات المصرية لجأت إلى سجن أهالي وأقارب معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي خارج مصر في محاولة لإسكات كافة الأصوات المعارضة له.
وذكر التقرير أنه بعد أيام من نشر المدون المصري عبدالله الشريف مقطعا مروعا يظهر فيه ضابط جيش وهو يقطع إصبع إحدى الجثث ثم يشعل النار فيها، اقتحمت قوات الأمن منازل أقاربه في مدينة الإسكندرية الساحلية واعتقلوا شقيقيه بتهم الإرهاب.
وأضاف التقرير أن مقطع الفيديو كان من أكثر المقاطع الصادمة التي تنشر للحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد مسلحين في سيناء بدون تغطية إعلامية.
وقال التقرير إن الشريف يعيش خارج مصر في أمان وبعيدا عن أيدي قوات الأمن المصرية مما منحه الجرأة لينشر مقطع الفيديو، لكن شقيقيه الآن في سجن شديد الحراسة قرب القاهرة.
ونقل التقرير عن منظمات حقوقية إن الحكومة المصرية، التي نجحت في إسكات كل المنتقدين داخليا تقريبا، تحاول الآن إسكات المنتقدين في الخارج بسجن أقاربهم وأهاليهم الموجودين داخل مصر، مشيرا إلى أنه منذ مطلع العام الماضي اعتقلت السلطات المصرية على الأقل أقارب 15 معارضا ممن يعيشون خارج مصر.
وأضاف التقرير أن قوات الأمن كانت تحطم الأبواب وتصادر الأموال وجوازات السفر وتجبر الآباء على استنكار ما يقوم به أولادهم في بيانات مصورة، كما تم احتجاز أباء وأخوة وتم توجيه “تهم بالإرهاب” إلى الكثير منهم وتم سجنهم.