وفاة طفلين وإصابة 230 بمتلازمة مرتبطة بكورونا في أوربا

صورة أرشيفية

قالت منظمة صحية أوربية إن أعراض التهاب متلازمة مهددة للحياة ومرتبطة بمرض كوفيد-19 أصابت 230 طفلا في أوربا وأودت بحياة اثنين منهما حتى الآن.

وقال البروفسور فابريس ميشال، رئيس قسم إنعاش الأطفال في مستشفى “لا تيمون” في مرسيليا، جنوب شرق فرنسا، إن الطفل توفي في الثامن من مايو/ أيار بسبب “تلف عصبي مرتبط بالسكتة القلبية”.

وأضاف أن التحاليل أظهرت أنه “كان على احتكاك” بفيروس كوفيد-19 لكن لم تظهر عليه أية أعراض.

وتابع أنه لدى نقله إلى قسم طوارئ الأطفال في مستشفى آخر في مرسيليا في الثاني من مايو/ أيار، خضع الطفل لفحص وكان يعاني من أعراض “مشابهة لأعراض الحمى القرمزية  من دون مؤشر خطورة”. وأعيد إلى المنزل مع علاج.

وقال الطبيب إن في الليلة نفسها “أُصيب الطفل بإعياء شديد مع سكتة قلبية” في المنزل فنقل إلى قسم إنعاش الأطفال حيث تلقى العلاج لسبعة أيام وتوفي السبت الماضي.

وذكرت مديرية الصحة العامة في فرنسا مساء الخميس وفاة الطفل المصاب بمرض آخر هو “مرض عصبي”.

لكن البروفسور ميشال أشار إلى أن هذا المرض الآخر لا علاقة له بوفاة الطفل.

وهذا أول طفل يتوفى في فرنسا جراء مرض التهابي مرتبط على الأرجح بكوفيد-19.

وقالت البروفسورة كارولين أفايرت، رئيسة قسم أمراض القلب لدى الأطفال في مستشفيات مرسيليا إن هذا المرض “خطير لكنه نادر جدا، ونحن مقتنعون بأنه يجب مواصلة إعادة الأطفال إلى المدارس”.

وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، أبلغت عدة دول عن حالات أطفال مصابين بمرض التهابي مع أعراض مشابهة لأعراض مرض كاواساكي، ومرتبطة على الأرجح بكوفيد-19.

وبعد إعلان المملكة المتحدة عن أول حالة من هذا النوع في نهاية نيسان/أبريل، أُبلغ عن حالات مشابهة في نيويورك وإيطاليا وإسبانيا. والوفيات نادرة جداً مع وفاة فتى في الرابعة عشرة من عمره في بريطانيا وطفل في الخامسة في نيويورك.

وفي فرنسا، سجلت 135 إصابة بالمتلازمة “النادرة التي تبدو حالياً في تراجع” بين الأول من مارس/ آذار و14 مايو/ أيار، أكثر من نصفها في منطقة باريس، وفق مصلحة الصحة العامة.

وتلقى 65 طفلاً العلاج في أقسام الإنعاش و25 آخرين في أقسام العناية المركزة.

وتشمل الأعراض حمى شديدة وألم في البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي وطفح جلدي والتهاب الملتحمة واحمرار اللسان وتورمه.

وهذه الأعراض قريبة من مرض كاواساكي الذي يصيب الأطفال ويسبب التهاب الأوعية الدموية.

ومع ذلك، هناك اختلافات. فالالتهاب وتلف القلب “أكثر وضوحاً” في الحالات التي يشتبه في ارتباطها بكوفيد-19 مقارنة بمرض كاواساكي العادي، وفق الأطباء.

ويقول البروفسور ميشال إن هذه الحالات تتعلق “بعدد قليل جدا من الأطفال، ووفاة واحدة ويجب ألا تثير القلق بلا داع”.

وفي الولايات المتحدة، حذرت السلطات الأخصائيين في القطاع الصحي بشأن مرض التهابي نادر قد يكون فتاكا يصيب الأطفال وله صلة على الأرجح بمرض كوفيد-19.

وأطلقت هيئة “مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها” الأمريكية تسمية المتلازمة المتعددة الالتهابات لدى الأطفال (أم أي أس-سي) على المرض.

وسجل للمرة الأولى نهاية الشهر الماضي في بريطانيا. وبعدها جرى الإبلاغ عن نحو مئة حالة بينها ثلاث وفيات في ولاية نيويورك.

وأشارت مراكز مراقبة الأمراض الأمريكية إلى أن “مقدمي الرعاية الصحية الذين عالجوا أو يعالجون مرضى دون سن 21 عاما ممن ظهرت لديهم عوارض (مرض) ‘أم أي أس-سي’ يجب أن يبلغوا عن الحالات المشتبه بها إلى القسم الصحي المحلي”.

وتشمل هذه الأعراض ارتفاع الحرارة والتهابات في أعضاء عدة تستدعي الإدخال إلى المستشفى مع استحالة إجراء تشخيص، إضافة إلى التعرض لكوفيد-19 أو تأكيد الإصابة لدى المريض.

ولاحظ الأطباء الذين عالجوا المرضى أعراضا مشابهة لتلك المرتبطة بمرض كاواساكي وهي متلازمة وعائية تصيب الأطفال الصغار لا تزال أسبابها غير محددة.

وأشارت الهيئة إلى أن فرضية الإصابة بهذه المرض يجب أن تؤخذ في الاعتبار “عند كل حالة وفاة لطفل من دون دليل على الإصابة بـسارس-كوف-2” وهو الاسم العلمي لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن طبيب أطفال في نيويورك قوله إن ظهور هذه الالتهابات يحدث على ما يبدو بعد أربعة أسابيع إلى ستة من إصابة الطفل بالفيروس بعدما يكون قد طور أجساما مضادة.

وأضاف “أصيبوا بالفيروس وجسمهم تصدى له. لكن الآن هناك هذا الرد المناعي المتأخر والمفرط”.

ولم يتم الإعلان عن تسجيل أية حالة مشابهة لدى الأطفال في آسيا بما في ذلك الصين/ حيث ظهر الفيروس نهاية العام الماضي.

المصدر : وكالات

إعلان