كورونا يواصل اجتياح أمريكا الجنوبية وأوربا تمضي في مسار العودة إلى الحياة الطبيعية

واصلت أوربا حيث أوقعت جائحة فيروس كورونا على الأقل مليوني إصابة وأكثر من 173 ألف وفاة مسار العودة إلى الحياة الطبيعية بحذر شديد خوفا من موجة ثانية للفيروس.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيز “لقد مر الأصعب. لقد تخطّينا الموجة الكبيرة من الجائحة” التي أوقعت أكثر من 28 ألف وفاة في البلاد.
وسيسمح لمدريد وبرشلونة، أكبر بؤرتين للوباء في إسبانيا البدءَ برفع قيود الإغلاق، كما تُستأنف في 8 يونيو/حزيران الدوري الإسباني كرة القدم “الليغا” التي تضم أبرز النجوم العالميين.
وأعلن سانشيز أن البلاد ستستأنف استقبال السياح الأجانب في يوليو/ تموز في بلد يعد ثاني وجهة سياحية في العالم، في حين تعيد إيطاليا فتح حدودها في 3 يونيو/ حزيران، وتعيد تدريجيا فتح مواقعها التاريخية والثقافية.
أما في بريطانيا، فسيتعيّن على المسافرين القادمين من الخارج الخضوع لحجر صحي لمدة 14 يوماً، مع استثناءات نادرة لسائقي الشاحنات والعاملين في القطاع الطبي والإيرلنديين، لكن ليس للأشخاص الوافدين من فرنسا.
وفي فرنسا، الدولة الخامسة عالمياً من حيث عدد الوفيات (28289) سُمح باستئناف الشعائر الدينية اعتباراً من السبت، مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والإجراءات الصحية.

عشرات الإصابات بعد قداس
أفادت وسائل إعلام ألمانية أنّ حوالى 40 شخصاً أصيبوا بفيروس كورونا المستجدّ بعدما شاركوا في قدّاس في مدينة فرانكفورت مطلع مايو/ أيار الجاري.
ووفقاً لصحيفة (فرانكفورتر روندرشاو) المحليّة فإنّ القدّاس أقيم في كنيسة بروتستانتية معمدانية في العاشر من مايو/ أيار بعد أيام من قرار السلطات السماح لأماكن العبادة بإعادة فتح أبوابها مرة ـأخرى أمام المصلّين.
وفي كانتون ماين-كينزيغ-كريس الواقع على تخوم المدينة أعلنت السلطات المحلية الجمعة عن إصابة 16 شخصاً بالفيروس بعد مشاركتهم في “حدث في فرانكفورت”.
أما ألمانيا التي سجّلت تراجعاً كبيراً في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس، فقد خفّفت في مطلع مايو/أيار قيود التباعد الاجتماعي المفروضة لمكافحة تفشّي الوباء، لكنّ السلطات لا تزال تتخوّف من موجة تفشٍّ ثانية.
وأعلنت السلطات في مقاطعة ساكسونيا السفلى يوم السبت أنّ سبعة أشخاص أصيبوا بالفيروس في مطعم بمدنية لير وأنّ ما يصل إلى 50 شخصاً وضعوا إثر ذلك في العزل.
وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا اليوم الأحد، ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة المؤكدة بفيروس كورونا 431 حالة ليصبح إجمالي عدد حالات الإصابة 178281 حالة .
وأوضحت البيانات ارتفاع عدد حالات الوفاة الناجمة عن الفيروس 31 حالة ليصبح إجمالي عدد حالات الوفاة 8247 حالة.

أمريكا اللاتينية
من ناحية أخرى، بلغ عدد الوفيات الإجمالي في البرازيل أكثر من 22 ألفا مما جعل البرازيل الدولة السادسة الأكثر تضرراً من الوباء في العالم، إلا أنها الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات الذي بلغ أكثر من 330 ألفا و890 .
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن أمريكا الجنوبية باتت “بؤرة جديدة ” للوباء.
وقال مسؤول الحالات الطارئة في المنظمة مايكل راين “نرى عدد الإصابات يزداد في العديد من الدول الأمريكية الجنوبية، لكن من الواضح أن البرازيل هي الأكثر تضرراً حتى الآن”.
وقالت وزارة الصحة إن البرازيل سجلت 965 حالة وفاة بفيروس كورونا يوم السبت ليرتفع إجمالي عدد حالات الوفاة إلى 22013 حالة.
وأضافت الوزارة أنه يوجد الآن في البرازيل 347398 حالة إصابة مؤكدة بكورونا بزيادة 16508 حالات عن يوم الجمعة.
ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي لحالات الإصابة والوفاة أكبر مما تشير إليه الإحصاءات الرسمية لأن قدرة البرازيل على إجراء الاختبارات ما زالت بطيئة.
ويواجه الرئيس جايير بولسونار المنتمي لأقصى اليمين انتقادات شديدة بسبب أسلوب معالجته للتفشي والذي أدى لاستقالة وزيرين للصحة بسبب إصراره على الاعتراض على اجراءات التباعد الاجتماعي في الوقت الذي يدافع فيه عن استخدام أدوية لا تحظى بموافقة لعلاج الفيروس.
ورغم كونها أول دولة في أمريكا اللاتينية تفرض قيوداً على السكان، فإنّ بيرو أيضاً تواجه صعوبات في احتواء الفيروس الذي يواصل تفشيه، في ظل نظام صحّي هشّ واقتصاد قائم على السوق الموازية وفقر مدقع منتشر.
وسجّلت البلاد أكثر من 3100 وفاة وأكثر من 110 آلاف إصابة منذ السادس من مارس/آذار.
