مصر.. جنازة شعبية للطبيب وليد يحيى وزملاؤه يقدمون استقالة جماعية (صور)

جنازة شعبية للطبيب المصري الشاب المتوفى بكورونا وليد يحيى عبدالحليم

شيع مئات المصريين جثمان طبيب مستشفى المنيرة الشاب وليد يحيى بمسقط رأسه في قرية كفر نواي بمحافظة الغربية، والذي توفي أول أيام عيد الفطر إثر إصابته بفيروس كورونا أثناء أداء عمله.

وليد (32 عامًا) هو الطبيب رقم 19 الذي سقط إلى جانب اثنين آخرين، من الكوادر الطبية أمس ضحية الإصابة بكورونا، لتنفجر عاصفة غضب تردد صداها على منصات التواصل الاجتماعي، في وجه وزارة الصحة التي لطالما طالبتها النقابة العامة للأطباء بتوفير الحماية للفرق الطبية المعالجة لمرضى كورونا، دون جدوى.

لكن قصة الطبيب الشاب، الذي مات أمام أعين زملائه والمسؤولين وحتى المرضى، دفعت أطباء مستشفى المنيرة، حيث كان يعمل وليد، لتقديم استقالة جماعية بعد وفاة زميلهم، الأمر الذي ينذر بانهيار المنظومة الصحية في مواجهة الوباء وهو ما لفتت إليه نقابة الأطباء في بيان فجر اليوم محذرة من تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء.

وليد صاحب الاثنين والثلاثين ربيعًا، ابن إحدى قرى الريف المصرية، هو أب لطفل عمره أشهر قليلة، وأغرقت قصته منصات التواصل الاجتماعي بمجرد إعلان وفاته بعد فشل وزارة الصحة في توفير مكان لعلاجه.

وتساءل زملاء وليد عن الذنب الذي جناه صاحبهم كي يلقى الذل والإهانة مقابل أدائه لواجبه  معتبرين مسمى الجيش الأبيض مجرد شعارات فارغة طالما كانت الأولوية لأصحاب السلطة والمحسوبية.

وأطلق محمد يحيى طبيب الأسنان وشقيق الطبيب المتوفى، صرخة موجعة قائلًا “وليد مكنش يستحق اللي حصل له”، شاكيًا الإهانة التي تعرض لها أخوه في عمله، واصفًا إحساسه باليتم يوم العيد بعد وفاة شقيقه الأكبر.

وقالت والدة زوجة الطبيب المتوفى، إن وزارة الصحة لم توفر أدنى مستلزمات الحماية لزوج ابنتها، ما أدى إلى إصابته بالفيروس.

وقالت متحسرة “وليد كان قاعد في العزل مع ممرضه إيجابي هي اللي كانت بتديه العلاج اللي بتاخده في التليفون من الدكاترة، وليد مرتين يقولوا له فيه مكان وبعدين يتاخد.. يا رب انت شاهد إن وليد ضحية الإهمال والواسطة والمحسوبية”.

وأمس مع أول أيام العيد، توفي وليد إلى جانب طبيبين آخرين هما محمد عبد الباسط الجابري أخصائي الحميات بإمبابة، وأحمد النني طبيب النساء والتوليد ويعمل بتأمين صحي بنها، متأثرين بإصابتهم بكورونا أثناء أداء عملهم.

وأمس أيضًا، أُطلقت استغاثة من أحد أقارب طبيب أصيب بكورونا خلال عمله وتنصلت وزارة الصحة من نقله للحجر الصحي بدعوى استقرار حالته رغم زيادة الأعراض ومخالطته لأهله.

وتصدر اليوم وسم (#متضامن_مع_أطباء_مصر) قائمة التفاعل على تويتر في مصر، بعد وفاة الأطباء الثلاثة وتحذير النقابة من ارتفاع وتيرة الغضب بين الأطقم الطبية، كما برز وسم يطالب بإقالة وزيرة الصحة (#إقالة_هالة_زايد)، ووسم ثالث (#إضراب_الأطباء) ضمن الأعلى تداولًا على موقع تويتر في مصر.

وفي فيديو مصور اليوم، أكدت وكيلة نقابة الأطباء سابقًا منى مينا، أن السياحة تم تدعيمها بـ50 مليارًا و”الصحة” بـ5 مليارات فقط، مطالبة الحكومة بتوفير دعم أكبر للمستشفيات والأطقم الطبية لمواجهة كورونا.

وطالبت بإلغاء أو تغيير فوري لبروتوكول وزارة الصحة الذي يمنع إجراء مسحات للأطباء المخالطين للحالات الإيجابية أو عزلهم، معتبرة هذا البروتوكول “وصمة عار” لوزارة الصحة.

وأكدت أن تعامل وزارة الصحة باستهانة شديدة تسبب في زيادة إصابات كورونا، لافتة إلى أن العزل المنزلي للمصابين خطوة غير مدروسة.

وفي العموم، ترفض مستشفيات عدة استقبال عشرات المصابين وإجراء الفحوصات لهم حتى تظهر عليهم أعراض شديدة للفيروس، وهو ما يهدد بتفشي الوباء، وقد سجلت مصر أمس الأحد أعلى حصيلة وفيات بكورونا في يوم واحد وصل لـ 29 حالة.

ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة، فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى، الأحد، هو 17265 حالة من ضمنهم 4807 حالات تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و764 حالة وفاة.

ومنذ تفشي الوباء في العالم، سارعت مصر إلى تقديم المساعدات الطبية لكل من الصين وإيطاليا والولايات المتحدة والسودان، في الوقت الذي حذر فيه أطباء مصر من نقص الإمدادات الطبية والوقائية وانهيار النظام الصحي حال تفاقمت الأزمة.

اقرأ أيضًا:

“أطباء مصر”: تقاعس “الصحة” يقتل أطقمنا.. وناشطون: اعتبروهم مثل الفنانين

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل

إعلان