تراخ واستخفاف.. كيف تحولت البرازيل إلى بؤرة جديدة لتفشي كورونا؟ (فيديو)

دفن أحد ضحايا فيروس كورونا بالبرازيل

في غضون شهرين فقط تجاوزت إصابات كورونا في البرازيل 100 ألف إصابة، وتخطت الوفيات 7 آلاف وفاة، فهل سيستمر تصاعد الأعداد بهذا الشكل خلال الفترة القادمة؟ وما هي الأسباب؟

في حديثه للجزيرة مباشر، قال الدكتور بلال رامز بكري أخصائي أمراض الأورام والأنسجة، والمقيم بمدينة ساو باولو بالبرازيل، إن مسؤولية تصاعد الأعداد بهذا الشكل المطرد تقع على عاتق الحكومة الفيدرالية بالبرازيل متمثلة بشخص الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو.

وأضاف أنه منذ وصول الوباء إلى البرازيل، تعامل معه الرئيس باستخفاف شديد، رغم التحذيرات الواردة من القطاع الصحي  بمدينة ساو باولو التي تعد اليوم مركز انتشار الوباء، بوجوب اتخاذ الاحتياطات اللازمة، والحظر الشامل، لكن الرئيس لم يتخذ أيا من هذه الإجراءات في بداية الوباء، واعتبرها مدمرة للاقتصاد، والآن يصر على التخفيف على كبار السن فقط، كما يظهر علنا دون استخدام أي إجراءات وقائية.

ويرى الدكتور بكري أن استخفاف الرئيس البرازيلي بالوباء، والذي وصفه سابقًا “بالزكام البسيط”، كان سببًا رئيسيًا في تفشي الوباء بهذا الشكل في مركزين رئيسيين بالبرازيل هما: مدينة ساوباولو وهي واحدة من أكثر مدن العالم اكتظاظا بالسكان حيث يبلغ عدد سكانها ما يقارب 13 مليون شخص، ومدينة ماناوس عاصمة ولاية الأمازون الشمالية.

ويتفق الدكتور مع الرأي القائل بأن تراخي الرئيس البرازيلي في التعامل مع الجائحة أدى إلى تراخي قطاع كبير من البرازيليين في الأخذ بالإجراءات الاحترازية المعمول بها عالميا، وأضاف أن حكام الولايات البرازيلية يتمتعون بقدر كبير من الاستقلالية، مما جعل حاكم ولاية ساوباولو يقف بمواجهة الرئيس ويدعو لتطبيق الإجراءات الاحترازية المطلوبة لتجنب تفشي الجائحة.

لكن هناك جبهة أخرى تقف مع الرئيس، كما ذكر الدكتور بكري، وهم “الإنجيليون الجدد”، الذين يناصرونه ويصرون على تواصل القداديس بالكنائس، مما أدى إلى استخفاف الناس أيضا، وانتشار الوباء بشكل أوسع.

وأضاف أن الحكومة الفيدرالية بالعاصمة برازيليا ترفض الآن صرف معونات إضافية لمحدودي الدخل كي يستطيعوا الالتزام بالحجر المنزلي، بعد أن صرفت ما يعادل 100 دولار للعائلة الواحدة في أول الوباء، مع العلم أن البرازيل تمتلك احتياطيات نقدية تتجاوز المائتي مليار دولار.

ويتوقع الدكتور بكري أن تكون ذروة انتشار الوباء في البرازيل خلال شهر مايو/ أيار الجاري، على أن يكون انحساره بنهاية الشهر، وأضاف أنه لا يوجد علاج شاف إلى الآن غير الالتزام بالإجراءات الوقائية والحظر المنزلي.

وشبه الدكتور بكري الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بأنه نسخة أكثر “كاريكاتورية” من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إذ كان قد أشاد هو الآخر بالعلاج المعروف لعلاج الروماتيزم والملاريا، الهيدروكسي كلوروكين، وأكد نجاعته في علاج كورونا مما أدى إلى اختفائه من الأسواق، لترد عليه لاحقا إحدى كبريات الجامعات في ساو باولو وتنفي هذا الأمر.

وكان الرئيس البرازيلي، المنتمي لتيار اليمين المتطرف، قد رد باستخفاف يوم الثلاثاء الماضي على سؤال أحد الصحفيين بشأن تخطي الوفيات حاجز الخمس آلاف وفاة قائلا “وإن يكن؟ آسف. ماذا تريدني أن أفعل”. بل مزح قائلا إنه رغم أن اسمه الثلاثي يتضمن اسم ميساياس، أو المسيح، فإنه “لا يصنع المعجزات”.

وقالت وزارة الصحة البرازيلية أمس الأحد إنه تم تسجيل 4588 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البرازيل، و275 حالة وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في إلى ما يزيد على 100 ألف شخص.

وبلغ آخر عدد مسجل لحالات الإصابة بالفيروس 101147، في حين بلغ إجمالي الوفيات 7025 حالة، وقالت الوزارة إن عدد الحالات زاد بنحو 5% أمس الأحد عن اليوم السابق، في حين كانت الزيادة في عدد الوفيات بنسبة 4%.

إقرأ أيضًا: بولسونارو يشعل غضبا بعد استخفافه بوفاة 5 آلاف برازيلي: ماذا قال؟

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان