ميدل إيست آي: حملة “الذباب” الملفقة عن قطر صُممت للاستهلاك المحلي

سعود القحطاني (يسار) مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

نشر الكاتب “أندرياس كريغ” على موقع ميدل إيست آي، مقالا حول تواصل شبكة التضليل واسعة الانتشار على مواقع التواصل، والمعروفة بـ “الذباب الإلكتروني”، نشر القصص الكاذبة عن قطر المحاصرة.

ويرى الكاتب أنه رغم الأزمة العالمية الحالية وانتشار فيروس كورونا، وكثرة المطالبات بتكاتف جميع الدول لمحاربة الفيروس، فإن الأمر مختلف في الخليج، إذ انتشرت بالأيام الأخيرة حملات دعائية كاذبة تهدف إلى توسيع الفجوة الحاصلة بالفعل بين دول المنطقة منذ ثلاث سنوات.

ففي بداية الأزمة حاولت كل من السعودية والإمارات مرارا وتكرارا تقديم سيناريو تغيير النظام بقطر، حيث عرض الإعلام هناك أفرادًا قالوا إنهم منشقون من عائلة آل ثاني وبعضًا من مؤيديهم، لخلق الوهم بأن القطريين مستاءون من قيادتهم.

غير أنه اتضح بعدها أن “عبد الله بن علي آل ثاني”، الذي روجت له منافذ سعودية وإماراتية كأمير بديل في عام 2017، محتجز ضد إرادته في الإمارات.

أما “سلطان بن سحيم آل ثاني”، الذي قُدم كذبا كأمير بديل آخر في سبتمبر/أيلول 2017، كان شابًا مجهولًا إلى حد كبير ربما اعتقد أنه يمكن أن يصنع لنفسه اسمًا.

لكن استراتيجية تغيير النظام هذه لم تفشل فحسب، بل تسببت في زيادة الالتفاف حول النظام في قطر منذ عام 2017، ولا تزال شبكات التضليل المرتبطة بالحكومتين السعودية والإماراتية تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي روايات كاذبة تستهدف قطر وسياساتها.

ففي الذكرى السنوية الثالثة للحصار، انتشرت أخبار مزيفة عن انقلاب في قطر على تويتر، روج لها ما يعرف بـ “الذباب الالكتروني” المرتبط بالسعودية، حسب كاتب المقال.

وفي الوقت الذي سئمت فيه وسائل الإعلام العالمية والصحفيين والمعلقين من حرب “الروايات” في الخليج، فإن دائرة الإعلام الاجتماعي في قطر تنظر إلى هذه الادعاءات الغريبة بنظرة يملؤها عدم التصديق والفكاهة.

ومع ذلك، فإن حملات التضليل السعودية والإماراتية مخصصة في المقام الأول للاستهلاك المحلي، برأي كاتب المقال.

ضغوط محلية

في السعودية حيث يعتبر تويتر أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما، تستخدم شبكات التضليل التي تديرها الدولة نظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة لحشد الجمهور السعودي حول القيادة.

فالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المملكة قاتمة، مع ضغوط شديدة وسط تراجع اقتصادي عالمي، وانكماش غير مسبوق في سوق النفط، وملايين الناس تعاني الإغلاق في شهر رمضان.

وعلاوة على ذلك، فإن الرياض تسعى بشدة إلى استراتيجية للخروج من الحرب المكلفة في اليمن، كما تتصاعد الضغوط الحزبية على القيادة السعودية في واشنطن، وسط ما يعتبره الكثيرون حرب أسعار نفط تسببت فيها السعودية.

وفي هذا السياق، يحتاج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشكل عاجل إلى “الإلهاء”، فهو يخطط للانتقال السياسي عاجلاً وليس آجلاً.

“السلطوية بنسخة جديدة” هي الوسيلة المفضلة في المملكة لإدارة المجتمع المدني الناشئ الذي يلجأ لوسائل الإعلام الاجتماعية. فبدلاً من حظر منصات التواصل الاجتماعي تمامًا، فإن أحد أكثر مستشاري ابن سلمان الموثوق بهم، وهو سعود القحطاني، يقود جيشًا من “متخصصي” الإنترنت يستطيع تقويض أي خطاب مجتمعي حقيقي.

وقام القحطاني ببناء شبكات للتضليل، بالاعتماد على الحسابات الوهمية (أو ما يعرف بالذباب الالكتروني) لمطاردة المنشقين محليًا وأصوات المعارضين على مستوى العالم.

وترتبط هذه المنافذ الإلكترونية التي ترعاها الدولة والمرتبطة بالوسائل الإعلامية التقليدية المملوكة للسعودية، وتنشر القصص الإخبارية التي ترغب الحكومة في الترويج لها، مع إنشاء اتجاهات أو “تريندات” مصطنعة على وسائل التواصل الاجتماعي في بيئة منظمة من الخوارزميات.

إغلاق نافذة الحل

ويخلص كاتب المقال إلى أن التوقعات قاتمة بالنسبة لأزمة الخليج، والتي ستبدأ قريبًا عامها الرابع. ومن المفارقات، أنه في حين أن أزمة فيروس كورونا تتطلب استجابة جماعية في الخليج، فمن المرجح أن تتعامل هذه الدول بشكل فردي مع إيران بدلاً من أن تتعامل جماعيًا مع بعضها البعض.

لقد دمرت حملة التضليل المستمرة من قبل السعودية والإمارات ضد قطر أي آمال في التقارب في أي وقت قريب، ناهيك عن المصالحة.

وأغلقت نافذة الحل الصغيرة التي فتحتها الرياض والدوحة في أواخر عام 2019 بحزم من قبل ابن سلمان، الذي كان رده على الأزمة الحالية هو سحب جسر التواصل بدلاً من مده.

إقرأ أيضا: “انقلاب في قطر” يقوده “الذباب” على تويتر بمقاطع مفبركة (فيديو)

المصدر : ميدل إيست آي

إعلان