أمريكا: مخاوف من فقدان السيطرة على كورونا مع تزايد الاحتجاجات

في الوقت الذي بدأت فيه جهود احتواء فيروس كورونا بالولايات المتحدة تؤتي ثمارها مؤخرا، اندلعت احتجاجات واسعة خلال الأسبوع الماضي ما يهدد بتقويض هذه الجهود، وفقدان السيطرة عليه.
فخبراء الصحة يحتاجون من المصابين حديثًا تذكر كل شخص تفاعلوا معه على مدار عدة أيام من أجل تنبيههم، وأخذ عينات منهم ليتم منع انتشار المرض بشكل أوسع.
لكن هذه العملية، والمعروفة باسم تتبع المخالطين، تعتمد على أن الأشخاص المصابين يعرفون من كانوا على اتصال بهم، وهي مهمة شاقة إذا كانوا ضمن حشد جماهيري كبير.
كما أن هذه العملية تعتمد أيضا على شيء ربما يكون غير متوفر حاليا بشكل واسع، ألا وهو “الثقة بالحكومة”.
ويرى خبراء أن الأحداث الجارية الآن تهدد هذه الثقة، والتي ربما يؤدي فقدانها إلى تقويض قدرة الولايات المتحدة على السيطرة في حال وقوع تفش جديد للفيروس، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتدبرس.

المسؤولون الحكوميون كانوا يأملون باستمرار إعادة فتح الشركات ودور العبادة والمنظمات الأخرى بعد أشهر من التعليمات بالتزام المنازل وإجراءات مكافحة العدوى الأخرى، لكن خبراء الصحة يأملون أيضا أن يتزامن إعادة فتح الولايات مع إجراء الاختبارات بشكل أوسع، وتتبع للمخالطين، وعزل المصابين حتى يتم التصدي لموجات أخرى من العدوى.
وخلال الأسبوع الماضي اندلعت احتجاجات واسعة بالولايات المتحدة على إثر مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية “جورج فلويد” على يد أحد أفراد شرطة مدينة مينيابوليس البيض، والذي ضغط بركبته على عنقه، واحتشد آلاف الغاضبين بتجمعات ضخمة في أكثر من 20 مدينة بالولايات المتحدة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الاحتجاجات نفسها ستؤدي إلى تفش جديد، فهي تحدث في الخارج، حيث لا تنتشر العدوى بسهولة كما هو الحال في الأماكن المغلقة، كما أن العديد من المتظاهرين يرتدون الأقنعة، ومعظم الاتصال بين الناس هو لحظات “عابرة” ممن يتنقلون ويمرون ببعضهم بعضا.
ومع ذلك فالخبراء يخشون من تقويض الجهود العامة لاحتواء المرض في المستقبل.
ففي مدينة لوس أنجلوس، أعلن عمدة المدينة السبت أنه تم إغلاق مراكز اختبار كوفيد-19 بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة جراء الاحتجاجات العنيفة، كما سيتأثر إجراء الاختبارات في مينيابوليس لأن بعض العيادات التي تقدم الخدمة تضررت في الاحتجاجات، وفقًا لمتحدث باسم حكومة المدينة.
كما أن عملية تتبع المخالطين، والتي انطلقت مؤخرا فقط في عدة ولايات، هو مصدر قلق أكبر. فهي تتضمن أشخاصًا يعملون مع الأقسام الصحية ويطرحون أسئلة شخصية حول مكان وجود المريض ومن هم الأشخاص الذين تعامل معهم، وتتطلب الحصول على إجابات كاملة وصادقة.
ويرى خبراء أن البيئة الحالية عززت أو أثارت عدم الثقة بالسلطة الحكومية، مما يجعل الكثير من الأشخاص غير راغبين في التحدث مع أي شخص من الحكومة.
وينطبق هذا بشكل خاص على مجتمعات السود التي تتعرض لنوبات عنف من قبل الشرطة، وتعاني من إحباطات قديمة تتعلق بتهميشهم وإساءة معاملتهم من قبل أشخاص يعملون في الجهات الحكومية المختلفة. وتلك هي المجتمعات الأكثر تضررا من فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة، والأكثر حاجة إلى تدابير الصحة العامة للمساعدة في السيطرة على الوباء.
وسجلت الولايات المتحدة، الأحد، 598 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد، حسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للوفيّات في البلاد من جراء الفيروس إلى 104,356.
وأحصت الولايات المتحدة رسميّا 1,788,762 إصابة بالفيروس، حسب إحصاء الجامعة.