مصر.. كورونا يفتك بـ 8 أطباء والاستغاثات تتصاعد وسط التكدس والزحام (فيديو)

لا يزال كورونا يلقي بثقله على المصريين بشكل متسارع مع ارتفاع لافت لمعدل الإصابات والوفيات في بلد يحمل صورتين متباينتين ما بين صرخات واستغاثات المرضى وتكدس وزحام أبدًا لا ينتهي.

وبين هاتين الصورتين، تبرز صورة ثالثة أكثر غرابة، بإعلان المتحدث العسكري إرسال مصر طائرة عسكرية محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية والمطهرات والبدل الواقية إلى الكونغو وزامبيا لمساعدتهم في التصدي لفيروس كورونا.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتعالى فيه صراخات الأطباء للمطالبة بتوفير الإمكانيات اللازمة لحمايتهم من الفيروس القاتل، ومنذ أمس إلى اليوم توفي 8 أطباء (5 الأحد و3 الإثنين) متأثرين جميعًا بإصابتهم بفيروس كورونا أثناء تأدية عملهم، كما أُعلن اليوم إصابة مديرة الطوارئ بمستشفى الإسماعيلية العام سلمي أبوعياد ونقلها لمستشفى العزل.

وتتوالى صرخات الاستغاثة ونداءات الوجع من مصابي كورونا وذويهم، بسبب تجاهلهم والتأخر في إسعافهم ورفض العديد من المستشفيات استقبالهم بزعم تعليمات وزارة الصحة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، أظهر مقطع فيديو متداول، سقوط مواطنة مصابة على الأرض دون مساعدة بينما يشكو مصور الفيديو قلة الإمكانات الطبية في مستشفى التجمع الثالث بالقاهرة.

وفي لقطة أخرى، يروي شاب مصري تجربته أو بالأحرى معاناته، في محاولة توفير سرير لوالده المصاب بكورونا في المستشفيات الحكومية حتى اضطر إلى اللجوء لمستشفى خاص تكلفة اليوم فيه 10 آلاف جنيه (629 دولارًا).

ولفت الشاب إلى كثرة حالات الإصابة داخل المستشفيات التي زارها، مناشدًا المصريين بضرورة عدم الاستهتار بالمرض، لأن “الموضوع جد خطير”.

وفي شبرا الخيمة بنطاق القاهرة الكبرى، برزت مأساة أسرة مصابة بكورونا، وأُطلق نداء استغاثة لإنقاذ مواطنة ووالدتها وإخوتها بعد تدهور حالتهم ورفض أكثر من مستشفى استقبالهم.

وتتواصل معاناة المصريين واستغاثاتهم بشكل يومي مع تصاعد خطير لمؤشر إصابات كورونا في البلاد، لتأخذ الشكاوى أشكالا وأبعادا متباينة وأحيانا مؤسفة.

وشكت مواطنة ثالثة بمستشفى عزل بلبيس بمحافظة الشرقية شمالي البلاد، من عدم توافر سيارة إسعاف لنقلها ووالدتها المصابة بكورونا إلى المستشفى، وعدم رد وزارة الصحة على اتصالاتها، لافتة إلى عدم نظافة الحجر الصحي.

وتبين مقاطع الفيديو المتداولة حجم الأزمة الصحية، التي لا تتسق مع ما تعلنه وزارة الصحة من أرقام المصابين والمتوفين بالاصابة بالفيروس التاجي.

وفي كفر الدوار بمحافظة البحيرة، كان بكاء مصابي كورونا حاضرًا على منصات التواصل، بسبب الإهمال.

ومع استمرار تفشي الوباء وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات أصبح هناك عجز كبير في جميع مستشفيات العزل الصحي وأعداد الطواقم الطبية، بحسب شكاوى الكثير من المصريين.

وإلى صعيد مصر، حيث روى مواطن تفاصيل ما وصفه بساعة من الرعب داخل مستشفى حميات الأقصر، بعد نفاد الأكسجين بالمستشفى ما تسبب في وفاة والدته و4 مرضى آخرين، وقال “فضلنا نستغيث ولا حياة لمن تنادي”.

ومع معاناة المصريين المتزايدة من فيروس كورونا المستجد، لم تقدم الحكومة استجابة ملموسة للمصابين وذويهم، مما ينذر بزيادة أعداد المصابين في مصر.

وأظهرت صور متداولة الفوضى بمستشفى الأقصر العام وعدم الاهتمام بالنظافة في زمن جائحة كورونا ما يزيد من مخاطر العدوى. وفي أسوان، حطم أهالي مريض توفي بكورونا، قسم الاستقبال بمستشفى الصدر.

وتصاعدت شكاوى المصريين لتأخذ أشكالا وأبعادا مقلقة، فقد هدد في وقت سابق، أحد المواطنين بحرق نفسه لرفض مستشفيات استقبال أمه المريضة، وتكرر المشهد من مواطن آخر بعد تجاهل علاج شقيقته.

وأوضح مقطع فيديو متداول، انهيار مواطنين أمام مستشفى التأمين الصحي في أسوان بعد رفض استقبال المرضى، وصرخوا “الناس بتموت في الشارع… التأمين مش عاوز يدخل الحالة”.

في المقابل، يبدو أن التكدس والزحام سمة غالبة على حياة المصريين سواء جاء كورونا أم لم يأتِ، وبين اضطرار ولا مبالاة ظهرت مشاهد عديدة تثير القلق بشأن تسارع وتيرة انتشار الوباء في مصر.

فمع أول أيام العمل بعد عيد الفطر المبارك، أظهرت مقاطع متداولة زحاما رهيبا للمواطنين بمكتب التأمينات والمعاشات بملوي في محافظة المنيا، رغم تصاعد أزمة كورونا.

وفي المنيا أيضًا، ووسط جمع كبير دون إجراءات وقاية، احتفل أهالي قرية أتليدم بسلبية نتيجة تحليل أحد مصابي كورونا وتعافيه من الفيروس القاتل.

كما أظهرت مقاطع متداولة تكدس وزحام بالسكة الحديد واختفاء الكمامات في أول يوم لعودة القطارات بعد عطلة العيد، ومقاطع لتكدس مجندين في قطار مطروح دون توفير مساحات آمنة للوقاية من كورونا.

كما ظهر شبح الفيروس داخل السجون، بعد الإعلان عن وفاة موظف مدني بمجمع تحقيق طره، مصابًا بكورونا يزيد من المخاوف حول مصير المعتقلين المكدسين فيه رغمًا  عنهم.

وفي كارثة شبه يومية، يبرز الزحام في نقل أثاث عروس بقرية الدير بمركز طوخ في محافظة القليوبية دون أدنى اتباع لإجراءات الوقاية، والمشهد نفسه تكرر أمس في عزبة محسن بمنطقة العوايد بالإسكندرية، وبدا المواطنون غير مبالين كثيرًا لكورونا.

وانتشر كذلك فيديو لعرس كبير لشقيقة محمد رمضان دون إجراءات وقائية في ظل أزمة كورونا، وبدا التجمع واسعًا ومزدحمًا دون أي إجراءات وقائية، والتقاط الحضور صورًا عن قرب مع الفنان الشاب البارز.

يأتي ذلك، بينما أكد مستشار الرئيس المصري للشؤون الطبية، عوض تاج الدين، صعوبة تحديد المخالطين حاليًا بسبب انتشار كورونا، وقال إن هناك عائلات بأكملها حاملة للفيروس، لكنه أفاد بقوة المستشفيات في مواجهة الأزمة وقدرتها على استيعاب حالات كورونا.

وبعد الإعلان أمس إصابة 5 برلمانيين بالفيروس، أُعلن اليوم عن إصابة نائب محافظ الإسكندرية أحمد جمال ومستشاره اللواء حمدي الحشاش بكورونا بعد أيام من إصابة مستشاره الآخر اللواء محمد سحلول، كما أعلنت المذيعة بقناة “إكسترا نيوز” آية عبدالرحمن إصابتها بالفيروس.

وسجلت مصر، الأحد، أعلى معدل إصابات ووفيات يومية بكورونا منذ بدء تفشي الفيروس في البلاد، إذ بلغ عدد حالات الإصابة 1536، إلى جانب 46 حالة وفاة. وتطبق مصر إجراءات عزل عام منذ مارس/آذار الماضي، كما تفرض حظر تجوال جزئيا، لمواجهة تفشي الوباء.

ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة، فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر حتى، الأحد، هو 24985 حالة من ضمنهم 6037 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و959 حالة وفاة.

اقرأ أيضًا:

مصر.. صرخات الاستغاثة تزداد وكورونا يقتحم أروقة البرلمان

مصر.. استغاثة تعقبها وفاة وصرخات لمرضى كورونا بعد تجاهل علاجهم (فيديو)

مصر.. مرضى يتساقطون أمام المستشفيات وتسليم جثمان متوفى دون إجراءات وقائية (فيديو)

طبيب مصري يفقد بصره نتيجة ضغط العمل بمستشفى العزل

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل

إعلان