الجامعة العربية تنتقد تركيا بعد اعترافها بشرعية وجودها بليبيا.. ماذا حدث؟ (فيديو)

انتقدت الجامعة العربية تعاون تركيا مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، عقب يومين من اعترافها بشرعية وقانونية ذلك.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية بمصر، الجمعة، عن الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، قوله إن “التدخل التركي في ليبيا والشمال الأفريقي عليه علامات استفهام كبرى، وتعرض لانتقاد عربي واسع”.
ويأتي هذا التصريح عقب يومين من تصريحات لزكي نفسه، عبر فضائية مصرية (خاصة)، وصف فيها حكومة الوفاق الليبية بـ”الحكومة الشرعية”، والاتفاقات السارية بين أنقرة وطرابلس بـ”القانونية”.
وتبريرا للعدول عن تصريحه السابق، قال زكي “تم اجتزاء تصريحاتي بشأن حكومة الوفاق الليبية وإخراجها عن سياقها”.
وتابع أن “الجامعة العربية موقفها مُحكوم بقرارات الدول الأعضاء، وما نقوله وما نردده دائما ينبع من هذه القرارات”.
وأوضح أن هناك قرارا واضحا من مجلس وزراء الخارجية العرب (مارس/آذار الماضي) يرفض التدخلات الخارجية أيا كان نوعها ومصدرها في ليبيا واستجلاب المقاتلين “الإرهابيين” الأجانب إلى البلاد.
ومساء الأربعاء الماضي، قال زكي إن حكومة الوفاق هي “الحكومة الشرعية، بموجب اتفاق الصخيرات، الذي كانت مصر وغيرها جزءً منه، وهي الحكومة المعتمدة لدى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة”.
وعن الدور التركي، قال زكي، في تصريحاته ذاتها، “توجد هنا نقطة فنية قانونية لها بعد سياسي مهم. الجانب التركي دخل الأراضي الليبية بناء على اتفاق مع حكومة الوفاق”.
وتقدم تركيا الدعم للحكومة الليبية الشرعية تنفيذا لمذكرتي تفاهم للتعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية، وقعهما البلدان في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتدعم أنقرة الحكومة الليبية في مواجهة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المدعومة من دول عربية وأوربية، والتي تنازع الحكومة، منذ سنوات، على الشرعية والسلطة في البلد العربي الغني بالنفط.
ودأبت الجامعة العربية على إصدار بيانات ضد تركيا، فيما انتقدت أنقرة مرارا صمتها حيال استمرار هجوم قوات حفتر على طرابلس.
ومؤخرا، منيت قوات حفتر بخسائر وهزائم متلاحقة على يد قوات الوفاق، الذي حقق انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.
الجامعة العربية أيدت “الوفاق” بعد انتصاراتها
وفي سياق متصل قال جلال الشويهدي النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي في طرابلس، تعليقا على تصريحات متلفزة أدلى بها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، بشأن حكومة الوفاق واتفاقاتها مع أنقرة، إن موقف الجامعة العربية المؤيد لحكومة الوفاق الشرعية جاء بعد انتصاراتها الأخيرة غربي البلاد.
وأوضح الشويهدي: “أتت (تصريحات زكي) بعد انتصارات حكومة الوفاق الليبية.. الانتصارات الأخيرة مع الحليف الاستراتيجي الدولة التركية غيرت العديد من المواقف الدولية أو المنظمية مثل الجامعة العربية”، بحسب تصريحات للأناضول.
وتابع أن الجامعة العربية في بداية العدوان (قوات حفتر) “أخذت موقف المتفرج لأن بعض الدول (لم يسمها) المُسيطرة عليها مشاركة في هذا العدوان”.
وأضاف “كانت تنتظر (في إشارة لتلك الدول) بحسب حساباتها الخاطئة أن القوات الانقلابية ستسيطر على العاصمة طرابلس، وعطلت أي قرار يخرج لصالح حكومة الوفاق الليبية”.
وفيما يتعلق بالتعاون مع أنقرة، قال البرلماني الليبي إن “الدولة التركية لم تتدخل في هذا الصراع إجبارًا. أتت بمذكرة تفاهم مع حكومة ليبية شرعية معترف بها دوليا (الوفاق الوطني)”.
وأوضح: “ما قامت به تركيا هو عبارة عن مذكرة تفاهم مع حكومة شرعية، مُحددة الزمن”.
وقارن الشويهدي بين دور تركيا ودول أخرى في بلاده، قائلًا: “نجد دولًا تدخلت بدون علم الحكومة الشرعية، وحاولت أن تساعد الانقلابي (حفتر) في الاستيلاء على السلطة”.
ومضى مفسرا: “مثل الإمارات والأردن ومصر والسعودية والتدخل الروسي عن طريق شركة (فاغنر). هذه هي التدخلات .. لا يوجد تدخل تركي”.
وبشأن إعلان القاهرة لوقف إطلاق النار في ليبيا، وصفه الشويهدي بـ”محاولة إنقاذ الانقلابي خليفة حفتر”.
وتابع: “نصيحتي للقيادة المصرية أن تراجع حساباتها. وأن تنفض يدها من هذا الانقلابي. وأن تكون مع الشعب الليبي وحكومته الشرعية المعترف بها دوليا (الوفاق الوطني)”.
ومضى قائلا: “على القيادة المصرية أن تعمق اتصالاتها بالحكومة الشرعية، لكي تضمن أمنها القومي، ومصالحها وتأمين حدودها”.