حكومات في قفص الاتهام بسبب إجراءات فيروس كورونا

صورة مع فنجان قهوة فرحا بإعادة فتح المقاهي

تواجه الحكومات حول العالم اتهامات كثيرة بسوء إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد أو بالتأخر في اتخاذ اجراءات لاحتوائه.

كما حذر خبراء في العديد من الدول من موجة إصابات ثانية ناجمة عن رفع العزل بشكل متسرع، فهل يعاود وباء كوفيد-19 التفشي في الدولة التي ظهر فيها قبل ستة أشهر؟

فقد أغلقت بلدية بكين الجمعة سوقين تجاريين وأرجأت عودة تلاميذ المرحلة الابتدائية إلى المدارس بعد تسجيل ثلاث إصابات جديدة في العاصمة الصينية.

وفي أوربا، أدلى رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي على مدى نحو ثلاث ساعات بأقواله حول إدارة الحكومة لأزمة كورونا المستجد.

وفتح الادعاء العام في مدينة بيرغامو تحقيقا لتبيان سبب عدم تصنيف مدينتين “منطقة حمراء” قبل اشتداد الأزمة.

وتقع مدينة بيرغامو في منطقة لومبارديا شمال البلاد والتي كانت بؤرة الوباء الذي أودى بحياة نحو 34 ألف شخص في إيطاليا، وتم تسجيل معظم الوفيات في شمال البلاد.

وتحاول رئيسة الادعاء العام ماريا كريستينا روتا وفريقها كشف سبب عدم تطبيق إجراءات الإغلاق في مدينتي نيمبرو وألزانو في منطقة بيرغامو في وقت مبكر.

واعتبر خبراء صحيون أنه لو تم عزل المنطقة في وقت مبكر، لكان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح.

وقابل الفريق كبار المسؤولين في لومبارديا الذين قالوا إن الأمر يعود لروما لتحديد ما إذا كان يجب إغلاق مناطق معينة.

ورد كونتي بأنه كانت لدى المناطق سلطة تقديرية كاملة لإغلاق المناطق التي انتشر فيها الفيروس أواخر فبراير/ شباط وأوائل مارس/ آذار.

وقال “لو أرادت لومبارديا، لكان بإمكانها تصنيف ألزانو ونيمبرو منطقتين حمراوين”.

وكانت كودونيو أول بلدة في ايطاليا يتم عزلها في 21 فبراير/ شباط، وهي تقع على بعد ساعة تقريبا جنوب نيمبرو وألزانو.

وفرض كونتي الإغلاق التام على الصعيد الوطني في 10 من مارس/ آذار.

وقال كونتي الخميس إنه يرحب بالتحقيق “ولا يشعر بالقلق على الإطلاق”، مضيفا أن “جميع التحقيقات مرحب بها. للمواطنين الحق في المعرفة ولدينا الحق في الرد”.

كما استمع المدعون العامون في بيرغامو الجمعة إلى وزير الصحة روبرتو سبيرانزا ووزيرة الداخلية لوتشيانا لامورغيزي.

وهذا التحقيق منفصل عن الدعوى الجماعية التي قدمها حوالي خمسين من أفراد أسر ضحايا كورونا صباح الأربعاء أمام النيابة المحلية في بيرغامو، في أول تحرك جماعي في إيطاليا بخصوص الوباء.

وتتقاذف الحكومة المركزية وقادة لومبارديا في شمال إيطاليا مسؤولية التفشي السريع للفيروس في هذه المنطقة واكتظاظ المستشفيات.

وفي حين تستعد إيطاليا إلى رفع القيود الأخيرة، يبدو معظم السكان أكثر تركيزا على استئناف مباريات كرة القدم مما هم على جلسة الاستماع إلى رئيس الوزراء.

استحوذت منافسات كرة القدم على اهتمام الجمهور الإيطالي

 

كما يتصاعد الغضب أيضا في فرنسا، حيث قدمت حوالي ستين شكوى ضد وزراء في الحكومة.

واعتبر وزير الاقتصاد السابق أرنو مونتبورغ الجمعة أن الدولة كانت “رديئة” وأنه “كان بالإمكان تجنب الكثير من الوفيات لو تم تنظيم إدارة الأزمة الصحية بشكل مختلف”.

وفي بريطانيا، قررت شركات طيران “بريتيش ايروايز” “و”ايزي جيت” و”راين اير” اللجوء إلى القضاء للادعاء على الحكومة في محاولة منها لإنهاء الحجر الصحي المفروض على الوافدين إلى المملكة المتحدة، مع اقتراب موسم الصيف.

وقالت الشركات إن الحجر الساري منذ الاثنين لمدة 14 يوما، “سيكون له تأثير مدمر على السياحة البريطانية والاقتصاد وسيقضي على آلاف الوظائف”، في وقت كشف مكتب الاحصاءات الوطنية أن الناتج المحلي الإجمالي انهار بأكثر من 20 في المئة في أبريل/ نيسان.

وبريطانيا هي ثاني أكثر دول العالم تضررا جراء الوباء من حيث عدد الوفيات، بعد ان سجلت أكثر من 41 ألف وفاة.

بالرغم من ذلك تشير الأرقام إلى أن الوضع يواصل تحسنه في أوربا على الصعيد الصحي. ويتوقع رفع القيود على التنقل أيضا داخل الاتحاد   من جانب ثلاثة أرباع الدول الأعضاء، اعتبارا من 15 من يونيو/ حزيران الجاري.

وتسعى الدول الأكثر اعتمادا على القطاع السياحي إلى استقطاب السياح الأجانب بكل الطرق الممكنة. وأطلقت مدريد شعارا هو “إسبانيا تنتظركم”، في حين قالت أثينا إن “الصيف اليوناني، هو أكثر من البحر والشمس… هو حالة نفسية”.

ورغم إعادة فتح الحدود، فإن العودة إلى الحياة الطبيعية ليست كاملة بعد. وينطلق أسبوع الموضة في لندن الجمعة للمرة الأولى من دون عروض وسيقام بنسخة إلكترونية.

خلت مطارات العالم المسافرين بسبب كورونا

 

وباتت أمريكا اللاتينية هي البؤرة الجديدة للوباء، إذ سجلت أكثر من 74 ألف وفاة نصفها في البرازيل حيث تجاوزت حصيلة الوفيات الأربعين ألفا.

وحذرت الأمينة العامة للجنة الاقتصادية في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي من أن الوباء “يمكن أن يعيدنا 13 عاما إلى الوراء”. وأضافت “علينا رؤية كيف يمكن تجنب أن تصبح الأزمة الصحية أزمة غذائية”.

كما لم تتخلص سائر دول العالم من الفيروس بعد.

ففي إيران، دعت السلطات مجددا المواطنين إلى وضع كمامات في الأماكن العامة في حين يتواصل تفشي الوباء في الدولة الأكثر تضررا جراء الوباء في الشرق الأوسط. إذ ما يزال كثير من ركاب مترو طهران لا يمتثلون إلى توصية السلطات.

وفي أوكرانيا، أعلنت السيدة الأولى أولينا زيلينسكا الجمعة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، لكن زوجها الرئيس فولوديمير زيلينسكي ليس مصابا.

وتحدث وزير الصحة الأوكراني الخميس عن “أعداد مقلقة جدا”، بعد تسجيل 689 إصابة جديدة، وأرجع السبب إلى رفع اجراءات العزل واسعة النطاق.

أعلنت السيدة الأولى (يمين) في أوكرانيا إصابتها بفيروس كورونا المستجد

 

وتواجه الولايات المتحدة، التي سجلت أكثر من 113 ألف وفاة جراء الفيروس، ارتفاعا في عدد الإصابات في ولايات عدة حيث استؤنف النشاط الاقتصادي منذ أبريل/ نيسان، مثل ولاية جورجيا.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن “لا يمكننا إغلاق الاقتصاد من جديد”.

وبعد تخفيف القيود الخميس على خلفية مخاوف من موجة ثانية في الولايات المتحدة، استجمعت البورصات الآسيوية والأوربية قواها الجمعة.

المصدر : وكالات

إعلان