كورونا.. تحذير من خروج الأمور عن السيطرة في أمريكا ووفيات البرازيل تتخطى بريطانيا

حذر أنتوني فوتشي، كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، قد يخرج عن السيطرة إذا لم توضع نظم قوية لتعقب المخالطين.
وقال فوتشي لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية إن الولايات المتحدة معرضة لزيادة في عدد الإصابات مع رفع القيود عن النشاط الاقتصادي، ذلك بعد إبلاغ عدة ولايات عن زيادة عدد الإصابات.
وأوضح “عندما تبدأ في رؤية المزيد من الحالات بالمستشفيات فهذا بالتأكيد علامة تحذير بأنك في موقف تتخذ فيه الاتجاه الخاطئ”. وذلك في وقت تشهد ست ولايات ارتفاعا في عدد المرضى داخل المستشفيات.
وأعلنت ولايتا تكساس ونورث كارولاينا أمس الجمعة تسجيل أكبر عدد لمرضى كوفيد-19 داخل المستشفيات منذ ظهور الوباء؛ لكن مسؤولين في الولايتين قال إنهما يسجلا أيضا واحدة من أقل معدلات الوفاة.
وقالت كيت براون حاكمة ولاية أوريغون إنها ستعلق طلبات بعض المناطق رفع قيود العزل بعدما سجلت الولاية يوم الخميس ارتفاعا قياسيا في عدد الإصابات اليومية.
وأمر غاري هربرت حاكم ولاية يوتاه أمس الجمعة معظم مناطق الولاية بوقف إجراءات رفع القيود بعد حدوث قفزة في عدد الإصابات.

قال مسؤولون من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض إن على الناس مواصلة الحفاظ على التباعد الاجتماعي بينهم وغسل الأيدي بانتظام ووضع الكمامات للحد من مخاطر انتشار العدوى بالفيروس.
وقال جاي باتلر نائب مدير قسم الأمراض المعدية بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض “إذا بدأت حالات كورونا في الزيادة من جديد، وخاصة حدوث طفرة، فلابد من اتخاذ إجراءات مثل التي فرضت في مارس الماضي”.
ومع إعادة فتح الاقتصاد في الولايات المتحدة خففت بعض الولايات، قواعد التباعد الاجتماعي في الأسابيع القليلة الماضية، كما أن كثيرا من الولايات الأمريكية لا تلزم المواطنين بوضع الكمامات الواقية.
وأعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن عدد المصابين بالفيروس بلغ مليونين و16027 شخصا بزيادة 21744 حالة عن الإحصاء السابق مضيفة أن عدد الوفيات ارتفع إلى 947 ليصل الإجمالي إلى 113914 وفاة.

وفي البرازيل، تجاوز عدد الوفيات بمرض كورونا نظيره في بريطانيا الجمعة ليصبح الثاني عالميا بعد الولايات المتحدة وذلك وفقا لأرقام وزارة الصحة البرازيلية.
وذكرت الوزارة أن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس وصل إلى 828810 حالات بعد تسجيل 25982 إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية و909 حالات وفاة ليصل إجمالي الضحايا إلى 41828.
غير أنّ المجتمع العلمي في البرازيل يعتبر هذه الأرقام أقلّ بكثير من الواقع، ويقدّر بعض الخبراء أن يكون العدد الحقيقي للمصابين أعلى بـ10 أو 15 مرّة من العدد المعلن رسمياً.
ولا تزال السيطرة على انتشار الوباء أمرا لم يتحقق في البرازيل عقب ثلاثة أشهر من تسجيل أوّل إصابة، في 26 فبراير/شباط، بمدينة ساو باولو.
وتبقى ساو باولو التي يقطنها 46 مليون ساكن أكثر الولايات تأثّرًا بفارق كبير، إذ سجّلت ربع إجمالي الوفيات في البلاد (10368) و167,900 إصابة مؤكّدة.

وبعد ثلاثة أشهر ونصف شهر على ظهور أول إصابة بالفيروس في البرازيل، تستمرّ حالات العدوى في الزيادة بشكل مقلق في هذا البلد.
وبعد انتشاره بقوّة في كبرى المدن البرازيليّة، يمتدّ الوباء حاليًا بلا هوادة إلى عمق البرازيل، ما يُعرّض النظم الصحّية في المدن المتوسطة والصغيرة للخطر.
وقال مايك رايان، مدير برنامج الطوارئ الصحّية في منظّمة الصحّة العالميّة، في مؤتمر صحفي عبر الفيديو الجمعة، إنّ “الوضع في البرازيل مقلق، كلّ الولايات تأثّرت” بالفيروس.

من جانبها أعلنت وزارة الصحة المكسيكية عن تسجيل رقم قياسي بلغ 5222 إصابة جديدة بفيروس كورونا و504 وفيات يوم الجمعة، ما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 139 ألف إصابة و16448 وفاة.
وذكرت الحكومة أن العدد الفعلي للمصابين أعلى بكثير على الأرجح من الإحصاء الرسمي.
وأعلنت رئيسة بلدية العاصمة مكسيكو سيتي الجمعة أن المدينة سترفع خلال أيام القيود المفروضة على حركة السيارات والنقل العام وستسمح لنحو 340 ألف عامل بالعودة إلى مصانعهم، رغم استمرار ارتفاع عدد المصابين.