مقابر جماعية في ليبيا وقوات حفتر في قفص الاتهام

جثث محروقة داخل حاوية، وأخرى متحللة في بئر، وأطفال ونساء قتلوا بدم بارد، ورجال دفنوا أحياء مقيدي الأيدي، وعائلات أبيدت بالكامل.
هذه بعض من مشاهد المقابر الجماعية التي اكتشفت حتى الآن، ومازالت تكتشف في مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، عقب سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية على المدينة، في 5 يونيو/حزيران الجاري.
صدمة أممية وانزعاج ألماني وتحرك أمريكي
هذا ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للتعبير عن صدمته الشديدة بعد العثور على مقابر جماعية، معظمها في ترهونة، داعيا لإجراء تحقيق شامل وشفاف وتقديم الجناة إلى العدالة.
الأمم المتحدة تعرب عن استعدادها للمساعدة في التحقيقات بشأن المقابر الجماعية التي نفذتها مليشيات حفتر ووجدت في ترهونة
حكومة الوفاق ذات سيادة ومعترف بها دوليا ومستعدون لمساعدتها بأي شكل بشأن تحقيقات مقابر ترهونة pic.twitter.com/0CVgZsE6AH
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) June 12, 2020
كما أبدى السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر أوفتشا، في إحدى تغريداته، انزعاجه من تقارير عن عمليات قتل خارج نطاق القضاء في ترهونة، ودعا أيضا إلى إجراء تحقيق مستقل.
وقبلت محكمة فرجينيا الفدرالية الأمريكية، دعوى قضائية رفعها كل من عبد الله الكرشيني ومنى الصويد، باعتبارهما ضحايا لجرائم ارتكبتها حفتر في حقهما وحق أسرتيهما وأملاكهم، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
ولفتت الصحيفة إلى أن المحكمة الفدرالية قبلت القضية لامتلاك حفتر عقارات في فرجينيا اشتراها بين 2014 و2017، بقيمة 8 ملايين دولار.
ومن المتوقع أن يتزايد الضغط الدولي على حفتر، مع إيجاد أدلة جنائية إضافية. لكن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، طالب بإدانة دولية أقوى لكل من أسهم في هذه الجرائم.
ورد المجلس على إبداء الأمم المتحدة استعدادها للمساعدة في التحقيق بشأن المقابر الجماعية، بدعوتها لإجراء تحقيق.
وزير الخارجية – محمد سيالة في رسالة لمجلس الأمن:
صمت المجلس وتجاهله لدعوات حكومة الوفاق السابقة لاتخاذ موقف حازم من العدوان على طرابلس أدى إلى ما نراه اليوم من جرائم واكتشاف المقابر الجماعية في مدينة ترهونة.
قاب. pic.twitter.com/6HPLmgRi9S
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) June 14, 2020
واتهم المجلس الرئاسي، في بيان الخميس، قوات حفتر بـإبادة عائلات بأكملها في ترهونة وقصر بن غشير (حنوبي العاصمة طرابلس)، وإلقائها في آبار المياه.. وقتل أطفال، ودفن رجال أحياء مقيدي الأيدي والأرجل.
11 مقبرة جماعية و107 جثث
وحتى مساء الأحد، تمكنت السلطات الليبية من اكتشاف 11 مقبرة جماعية بها 107 جثث، في كل من ترهونة وقصر بن غشير، منها:
العثور على جثث محروقة في حاوية بقصر بن غشير.
و5 جثث متحللة في بئر بعمق 45 مترا بمنطقة مواتة شمال غربي ترهونة.
وأكثر من 10 جثث في مزرعة هرودة بترهونة.
و3 جثث بالمقر الإداري للأمن المركزي في ترهونة.
بالإضافة إلى العثور على 106 جثث داخل مستشفى ترهونة وعليها آثار تعذيب، في 5 يونيو/حزيران الجاري.
وبعد ثلاثة أيام تم العثور على عشرات الجثث بمستشفى ترهونة العام مرمية في المكاتب والممرات.
A container was found in Qasr bin Ghashir, full of burnt bodies. #Libya https://t.co/CVDVrkiMVX
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) June 10, 2020
Our forces found 106 bodies at #Tarhuna Hospital, including women & children, and initial reports say some of the victims had been intentionally murdered. #Libya https://t.co/zpeAaIlXjG
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) June 5, 2020
ويعتبر قادة اللواء التاسع (الكانيات) أول المتهمين بارتكاب هذه الجرائم، باعتبارهم كانوا يسيطرون على ترهونة بالكامل، كما شاركوا إلى جانب قوات حفتر في الهجوم على طرابلس والسيطرة على قصر بن غشير، الضاحية الجنوبية للعاصمة طيلة 14 شهرا.
وكان النائب العام الليبي أصدر في حق 14 من المتهمين أوامر ضبط داخلية، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، كما صدرت أوامر ضبط دولية بحق الإخوة محمد وعبد الرحيم وعبد العظيم الكاني.
A body was found in Zatarnah area in #Tripoli, tied up then killed. The body was dumped in a groundwater reservoir in a house where Haftar’s criminal gangs of Alkaniyat were stationed. #Libya https://t.co/N1FLACZOow
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) June 8, 2020