كورونا.. إصابات جديدة في الصين وأمريكا تشكك في الأرقام وتدعو إلى إرسال مراقبين

قالت لجنة الصحة الوطنية بالصين اليوم الجمعة إن البلاد سجلت 32 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي حتى نهاية يوم 18 يونيو حزيران، منها 25 حالة بالعاصمة بيجين.
هذا بالمقارنة مع 28 حالة إصابة مؤكدة قبل يوم، منها 21 في بيجين، وتقيد السلطات المحلية حركة الناس في العاصمة، وتكثف من الإجراءات الأخرى للحد من انتشار الفيروس بعد سلسلة من العدوى.
وسجلت السلطات الصحية أيضا خمس حالات جديدة حاملة للمرض دون ظهور أعراض، مقارنة بـ8 حالات في اليوم السابق.
ولا تحصي الصين المرضى الحاملين للفيروس دون ظهور أعراض عليهم ضمن حالات الإصابة المؤكدة.
من جهة أخرى شكّكت الولايات المتّحدة في “مصداقيّة” الأرقام التي قدّمتها الصين والمتعلّقة بعدد الإصابات لديها إثر ظهور فيروس كورونا المستجدّ مرة أخرى في بيجين، داعيةً إلى إرسال مراقبين “محايدين”.
كانت وزارة الصحّة الصينيّة قد أشارت إلى إنّه تمّ تسجيل 158 إصابة بالفيروس منذ الأسبوع الماضي في العاصمة الصينيّة التي يبلغ عدد سكّانها 21 مليون نسمة، مشدّدةً في الوقت نفسه على أنّ الوباء “تحت السيطرة”.
غير أنّ ديفيد ستيلويل، مساعد وزير الخارجيّة الأمريكي لشرق آسيا، قال للصحفيّين “أودّ أن أصدّق أنّ أرقامهم أقرب إلى الواقع ممّا رأيناه في ووهان وأجزاء أخرى من الصين”.
وتتّهم واشنطن السلطات الصينيّة بالكذب، فيما يتعلّق بالحصيلة الرسميّة التي تشير إلى تسجيل نحو 83 ألف إصابة بالفيروس في الصين بينها أكثر من 4600 وفاة منذ ظهور الوباء في مدينة ووهان أواخر 2019.
كما تعتقد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنّ بيجين أخفت حجم الوباء وشدّته، وهو الأمر الذي سهّل انتشار الفيروس الذي أودى بأكثر من 450 ألف شخص حول العالم، وأجبر الحكومات على فرض حجْر على السكّان وإغلاق الاقتصادات.
وقال ستيلويل “عندما يتعلّق الأمر بالبيانات، فإنّ المصداقيّة مهمّة، وعندما نفقد المصداقيّة يصبح من الصعب استعادتها”.
واعتبر أنّ “الطريقة الوحيدة لاستعادة” مصداقيّة الصين هي من خلال “القبول بنشر مراقبين محايدين يساعدون على فهم ما حدث بالضبط” في بداية الوباء.
وأكّد أنّ وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو أعرب بوضوح عن مطلب “الشفافيّة” هذا خلال لقائه بالمسؤول الصيني الرفيع يانغ جيشي الأربعاء في هاواي.
وأدّى الجدل الدائر حول إدارة أزمة الفيروس إلى تدهور ملحوظ في العلاقات المتوتّرة أصلاً بين الولايات المتحدة والصين.

في ذات الصدد أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الخميس تسجيل 22834 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد ليصل إجمالي الإصابات إلى مليونين و155 ألفا و572 بينما زاد عدد الوفيات 754 إلى 117632.
وتمثل هذه الأرقام الحالات التي سجلتها المراكز حتى الساعة الرابعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأربعاء مقارنة بتقريرها السابق.
وهذا هو اليوم الثامن على التوالي الذي تنخفض فيه حصيلة الوفيات إلى ما دون الأف حالة في البلاد، على الرغم من أنّ الولايات المتحدة تبقى وبفارق شاسع عن سائر دول العالم البلدَ الأكثر تضرّراً من بالجائحة.
وقال كبير خبراء الأوبئة الأمريكي أنتوني فاوتشي الخميس، إنّ السيطرة على الجائحة، لا تتطلّب مزيدا من تدابير الحجْر الواسعة النّطاق، وذلك على الرّغم من أنّ معدل الإصابات اليوميّة على الصعيد الوطني لا يُظهر تراجعا.
الولايات المتّحدة هي وبفارق شاسع عن سائر دول العالم البلد الأكثر تضرّراً من من الجائحة، وفي حين نجحت نيويورك ونيوجيرسي في السيطرة على تفشي المرض، فإن الفيروس ينتشر حاليا في 20 ولاية.
وشدد فاوتشي على ضرورة اتباع نهج محلي في التعامل مع الفيروس، بما في ذلك موعد إعادة فتح المدارس، في وقت تُواصل البلاد اتخاذ مزيد من الخطوات للعودة إلى وضعها الطبيعي.

من ناحية أخرى يواصل وباء فيروس كورونا تمدده في أمريكا اللاتينية، حيث سجلت المكسيك عددا قياسيا من الإصابات، في حين اقتربت وفيات كورونا في البرازيل من 50 ألف والإصابات تشرف على المليون.
وأعلنت وزارة الصحة المكسيكية يوم الخميس تسجيل 5662 إصابة جديدة بفيروس كورونا و667 وفاة، مما يرفع العدد الإجمالي للحالات في البلاد إلى 165455 إصابة و19747 وفاة.
وكانت الحكومة قد قالت إن العدد الفعلي للمصابين بالفيروس أعلى كثيرا على الأرجح من العدد المسجل للحالات المؤكدة.
وفي البرازيل أظهرت الإحصاءات التي أعلنتها وزار الصحة البرازيلية أمس الخميس اقتراب البلاد سريعا من حاجز المليون إصابة بفيروس كورونا المستجد و50 ألف وفاة بمرض كوفيد-19 الناجم عنه.
وتشهد البرازيل أسوأ تفش في العالم لجائحة كورونا بعد الولايات المتحدة، في وقت قالت وزارة الصحة إن مجمل الإصابات المؤكدة بالفيروس يبلغ الآن 978142 حالة والوفيات 47748 بارتفاع 1238 حالة وفاة عن يوم الأربعاء.