الغارديان: ترمب وصل إلى مرحلة “الإمبراطور المجنون”

عديد من الكتاب يرون أن ترمب فشل في احتواء كبرى الأزمات في أمريكا

في مقال رأي بصحيفة “الغارديان” البريطانية وصف الكاتب الصحفي ريتشارد وولف، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأنه أصبح الآن مثل “الإمبراطور المجنون”، وأن هذا أمر يصعب مشاهدته، وفق ما قال.

ففي مشهد عبثي تمامًا ظهر ترمب أمس من مخبئه بالبيت الأبيض، الذي بقي متحصنًا فيه لساعات طويلة، في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات التي وصلت إلى محيط البيت الأبيض.

وأطلقت الشرطة العسكرية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين السلميين، حتى تمهد الطريق له ليصل سيرا على قدميه  إلى كنيسة تاريخية أمام البيت الأبيض، ويمسك بإنجيل في يده وتُلتقط له صورة!

وعلى مدار الأسبوع الذي لحق مقتل الأمريكي جورج فلويد على يد أفراد شرطة مدينة مينيابوليس، ظل ترمب يراقب الوضع وينشر تغريدات مثل العاجز، في رأي الكاتب، بينما وصلت الدولة التي يتظاهر بقيادتها إلى حافة الانهيار.

فبعد عقود من عمليات الضرب والقتل التي يفترض أنها شرعية لأنها من قبل قوات الشرطة، اتسعت رقعة الاحتجاجات بالمدن الأمريكية بسرعة ربما تكون أكبر من انتشار فيروس كورونا.

رؤساء آخرون في أزمات أخرى فهموا أن مهمتهم الأساسية هي تهدئة العنف وحماية الشعب، لكن في هذه الأزمة لدينا رئيس بنى حياته السياسية بالكامل على شكل برج مطلي بالذهب للتحريض على العنف!

ويمضى الكاتب في سرد مواقف عديدة حرض فيها ترمب على العنف من بينها:

  • في حملته الانتخابية عام 2016 شجع ترمب مناصريه على مهاجمة المحتجين في تجمعات ولاية أيوا.
  • بعدها بمدينة لاس فيغاس قال ترمب إن حراس الامن كانوا “لطيفين للغاية” مع أحد المحتجين، وأضاف “أريد أن ألكمه في وجهه”.
  • ثلاثة محتجين رفعوا قضية على ترمب لتعرضهم للعنف بعد مغادرتهم أحد تجمعاته الانتخابية في ولاية كنتاكي.
  • عندما أصبح ترمب رئيسًا، دأب على تشجيع أفراد الشرطة على استخدام العنف ضد المواطنين المحبوسين قائلا في أحد المواقف: “لا تكونوا لطيفين معهم بشكل مبالغ فيه”.

ويرى الكاتب أن قدرة الرئيس ترمب على إنهاء العنف اليوم لا تختلف كثيرًا عن قدرته على السيطرة على جائحة أدت إلى وفاة أكثر من مئة ألف أمريكي، أو قدرته على توفير وظائف لإنقاذ أكثر من 40 مليون أمريكي عاطل.

فهو يتعامل مع الأزمة الحالية ذات الثلاثة المحاور: الاقتصادية والعرقية والصحية، بعقلية طفل لا يتعدى ثلاث سنوات، في رأي الكاتب.

وها هو يأمر حكام الولايات باتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد المحتجين الذين وصفهم “بالإرهابيين” خلال مؤتمر بالفيديو كونفرنس، قائلا لهم: ينبغي أن تسيطروا وإلا ستبدون كمجموعة من الحمقى!

فقرر أحد حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي الرد عليه فقال “أرى أن الناس تشعر بألم حقيقي، وينبغي أن يكون لدينا قيادة وطنية تدعو إلى الهدوء والتأكد من أننا نستجيب لخاوف المتظاهرين السلميين، وهذا ما سيساعدنا على تحقيق النظام”.

رد عليه ترمب قائلاً: “حسناً، شكراً جزيلاً لك، أنا لا أحب خطابك كثيرًا الذي سمعته فيما يتعلق بفيروس كورونا، ولا أحب خطابك الآن أيضًا، أعتقد أنه كان بإمكانك القيام بعمل أفضل بكثير”.

وفي وقت لاحق من اليوم، أظهر ترمب للعالم أنه لم يتعلم شيئًا قط خلال سنواته الثلاث و النصف من حكم أكثر دول العالم تنوعًا، حيث قال في خطابه بروز غاردن، “أنا رئيسكم المسؤول عن القانون والنظام”، بينما يحتج آلاف الأمريكيين على منفذي القانون والنظام في البلاد. 

وأضاف أنه سيقوم بتعبئة “جميع الموارد الفيدرالية المتاحة، المدنية والعسكرية، لوقف أعمال الشغب والنهب لحماية حقوقكم”.

ويختم الكاتب المقال قائلا إنه بعد خمسة أشهر من الآن يستطيع الأمريكيون وضع حد لخطاب ترمب المليء بالكراهية وما يتخلله من لحظات صمت مروعة.

المصدر : الغارديان

إعلان