كورونا.. كيف ردت منظمة الصحة العالمية على اتهامات لها بالفساد؟ (فيديو)

منذ ظهور فيروس كورونا كثرت الاتهامات الموجهة لمنظمة الصحة العالمية من أول اتهامها بالتأخر في إعلان المرض جائحة عالمية وحتى التضارب بالنصائح المقدمة لتفادي تفشي الفيروس.
وكذلك اتهمت واشنطن المنظمة بالانحياز إلى بيجين، وأنها تعبث بالأرواح البشرية في سبيل حماية المصالح الصينية وفق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
لكن في المقابل يرى كثيرون أن الهيئة الدولية ليست لها سلطة سياسية على الدول وأن ما تقوم به هو دور استشاري عالمي فقط، كما أن تراجعها في بعض التوصيات بشأن الجائحة طبيعي تماما لأن الفيروس جديد والمعلومات عنه لازالت تتحدث يوميا وفقا معطيات الأبحاث.
وللرد على الاتهامات الموجهة لمنظمة الصحة العالمية استضاف برنامج “مع الحكيم” على شاشة الجزيرة مباشر، المتحدثة باسم المنظمة مارجريت هاريس، حيث تناول النقاش محاور عدة بشان تعامل المنظمة مع جائحة كورونا.
وبسؤالها عن الانتقادات الكثيرة الموجهة لمنظمة الصحة العالمية، على المستويين الرسمي والشعبي، قالت هاريس إن المنظمة استجابت سريعا للأزمة منذ بدايتها في نهاية شهر ديسمبر /كانون الأول الماضي، وأعلنت حالة الطوارئ وسخرت فريقا علميا معنيا باستقاء البيانات وتقديم نصائح الوقاية.. وإليكم تفاصيل الحوار:
مع الحكيم: لماذا تأخرت المنظمة في إعلان فيروس كورونا وباءا عالميا؟
كانت لجنة الخبراء تعمل بشكل مستقل على الأدلة التي كانت تصلها منذ بداية التفشي، ونصحت بتفادي المصابين، وكانت تلك هي التوجيهات الأولى، لأنه بالبداية كان يتم التعرف على المواصفات الجينية لهذا الفيروس الجديد.
وكانت الأولوية بالبداية هي إجراء المزيد من الاختبارات حتى يتم التعرف على الحالات وعزلها، وربما كان هذا أهم من منع السفر، ولكننا نصحنا آنذاك أيضا بالبقاء في البلد إذا لم يكن هناك حاجة أكيدة للسفر.
لماذا تضاربت التوصيات بشأن ارتداء الكمامات لغير المصابين؟
التوصيات بشأن ارتداء الكمامات اعتمدت بالبداية على المعلومات حول الأوبئة والأمراض السابقة، وكان التوجيه الأول هو غسل اليدين، وأهم توجيه هو عدم لمس الانف والعينين والفم، لم نقل يمنع ارتداء الكمامة ولكن تعلم الناس تدريجيا أنه ربما ارتداء الكمامة يحد من لمس الوجه.
لم نقل أن الكمامة إجبارية على الأصحاء، ولكن قلنا إن ذلك يتوقف على مدى توافر الكمامات من مكان على آخر، وأن المصابين ينبغي عليهم ارتداؤها في كل الأوقات، والأولوية في ارتدائها للقطاع الصحي بالطبع.
ثم بعدها هنالك من ارتأى لبس الكمامة وهم أصحاء بدافع احترام الآخرين، ولا ننسى أنه في المراحل الأولى كان هناك لبس كبير حول كيفية انتقال المرض، ثم بدأ الناس تدريجيا في ارتداء الكمامة لحماية أنفسهم.
ماذا عن تضارب تصريحات المنظمة بشأن دواء الهيدروكسي كلوروكين؟
في البداية لم تمانع المنظمة من استخدامه لعلاج كوفيد 19، ثم أوصت المنظمة بوقف التجارب السريرية بناء على بحث نشر بدورية لانست الطبية، فهل تعتمدون على الدوريات العلمية أم أن لديكم خبراء؟
هذا سؤال عن كيفية عمل منظمة الصحة العالمية، نحن نتعلم من التجارب والدروس، فلا يمكن الاكتفاء برأي واحد.
وعقار الهيدروكسي كلوروكوين كان أحد ثلاثة أو أربعة علاجات تم اعتمادها في البروتوكول ولكن لم تحسم فعاليتها بعد، واستخدم هذا العقار في علاج الملاريا والعديد من الأوبئة السابقة، ولكن لم تكن هناك معلومات عن إيجابيته في علاج كوفيد-19، ومن باب السلامة تم تعليق العمل بهذا العلاج حتى نواصل التجارب، بعد أن ظهرت تقارير بأن بعض الحالات ساءت مع استخدام هذا الدواء.
وقررت المنظمة وقف استخدامه بالتجارب السريرية لحماية أرواح الناس ولحين التأكد تماما من فعاليته، فالمنظمة يفترض ان تنصت إلى الجميع وتستمع للتوصيات التي تفيد صحة الناس.
كيف نضمن مصداقية المنظمة في ظل هذا التضارب والاتهامات لانحيازها لأطراف على حساب أطراف أخرى؟
هناك العديد من الادعاءات التي تطال المنظمة وأعضاءها ولكننا نعمل بكل شفافية منذ يناير / كانون الثاني، نتقصى ونتحقق في هذا المرض، وقلنا للعالم بأكمله ان يأخذوا المرض على محمل الجد، فما يهمنا حماية الأرواح وإنقاذها وليس السياسة.
واعتمادا على الأبحاث والتعديلات عليها كانت تتخذ القرارات بخصوص كوفيد-19 منذ أن كان في ووهان لمنع تفشيه داخل وخارج الصين.
ماذا عن اتهامات المنظمة بعلاقتها مع شركات الادوية؟
نحن نأسف لانخفاض منسوب الثقة لدى الناس، ولكن صحة البشر لا يمكن ان تكون لعبة سياسية، وليس هناك عقار متوفر يعالج مئة في المئة من كوفيد-19، ولذلك تم تعليق العلاج بالهيدروكسي كلوروكوين، ولم يتم اعتماد أي علاج آخر أو تأكيد فعاليته ولكن هناك علاجات لتخفيف الاعراض فقط. وبما أنه كان هناك بعض الضرر من الهيدروكسي كلوروكوين علقنا التجارب على المرضى الجدد.
ليس لدى المنظمة مختبرات بحثية، ولكن لدينا خبراء في مختلف المجالات ونتعاون مع مختلف المختبرات والخبراء في العالم وننصت إلى الخبرات المستفادة من تجاربهم، ونسعى لجمعهم على طاولة واحدة لإيجاد الحلول.
ماذا عن تجارب اللقاحات ومتى ستتوفر؟
هنالك أكثر من مئة تجربة على لقاح في دول مختلفة، وهناك تطور بهذا الصدد لكن العملية تستغرق وقتا، فربما يعمل اللقاح على الحيوانات ولا ينجح مائة في المائة على البشر، وهنالك العديد من المتطوعين، وعلينا التأكد من نجاح المراحل المتقدمة للاختبارات، ثم تأتي مرحلة الانتاج التي ستكون بداية العام القادم أو نهاية العام الجاري.
هل تثقون بمصداقية المعلومات المقدمة من الحكومات؟
من أكبر التحديات التي تواجه منظمة الصحة العالمية هي الوثوق من المعلومات المقدمة من وزارات الصحة المختلفة بخصوص أعداد الإصابات والوفيات، ففي بعض الأحيان حتى الحكومات المتقدمة لا تقدم معلومات الصحيحة لاعتبارات سياسية.
أمريكا الجنوبية تشهد الآن تفشيا كبيرا في البرازيل وفي دول مجاورة، والمعلومات التي تصلنا من إفريقيا نعالجها ونقارنها بأوبئة سابقة وتبدو منطقية إلى حد كبير.
ماذا تفعل المنظمة لتحسين صورتها ونفي تهم التسيييس عنها؟
على الجميع أن يكونوا متأكدين تماما من أننا كلنا هنا من اجل حماية أرواح الناس حول العالم، وليس لدينا الوقت حتى لنعود لعائلاتنا، ونعمل مع كل الحكومات والخبراء على حد سواء واذا اخفقنا في العمل السياسي فلأننا لسنا سياسيين، بل مجرد أطباء.