“التفاوض بحسن نية”.. مصر تحيل قضية سد النهضة الإثيوبي إلى مجلس الأمن

المرحلة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة تنطلق الإثنين
المرحلة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة تنطلق الإثنين

دعت مصر، مجلس الأمن الدولي إلى التدخّل في القضية المتعلّقة بسدّ النهضة الإثيوبي الذي يشكّل مصدر توتّرات إقليميّة وتخشى القاهرة عواقبه على إمداداتها من الماء.

يأتي ذلك في وقت تعثّرت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، وفشلت الدول الثلاث في التوصّل إلى اتّفاق فيما بينها، وخاصة على آليّة تقاسم المياه.
ودعت مصر مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة إلى التدخل من أجل استئناف المحادثات بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق قرب الحدود مع السودان.
وقدّمت مصر طلبا لمجلس الأمن “تدعو فيه المجلس إلى التدخّل من أجل تأكيد أهمّية مواصلة الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، التفاوض بحسن نيّة، تنفيذاً لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصّل إلى حلّ عادل ومتوازن لقضيّة سدّ النهضة الإثيوبي” حسب ما جاء في بيان للخارجيّة المصريّة. 
وقال البيان إنّ مصر اتّخذت هذا القرار في ضوء “تعثّر المفاوضات التي جرت مؤخّراً بشأن سدّ النهضة، نتيجة للمواقف الإثيوبيّة غير الإيجابيّة” و”عدم توفر الإرادة السياسيّة لدى إثيوبيا وإصرارها على المضيّ في ملء سدّ النهضة بشكل أحادي”.
كان السودان اقترح إحالة المفاوضات مع مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث بعد الفشل في تحقيق تقدم في الجولة الاخيرة من المحادثات.

 بناء السد

بدأت إثيوبيا في بناء السد في العام 2011، ومع الانتهاء منه، سيصبح أكبر سد هيدروكهربائي في أفريقيا.
تقول إثيوبيا إنّ الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنمية البلد البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.
لكنّ مصر تقول إنّ السد يهدّد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق، مع آثار مدمرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية.
ويوفر النيل 90 بالمئة من مياه الشرب والري التي تحتاج إليها مصر، الذي يتخطى عدد سكانها أيضا 100 مليون نسمة.
وحذّرت مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل من أنه في حال عدم التوصل لاتفاق خلال الأسابيع المقبلة سيؤدي ذلك “لتصاعد التوترات بين الدول الثلاث ما يزيد صعوبة توصلها لتسوية”.

مصر تخشى من تأثير سد النهضة على مواردها من الماء
نقاط الخلاف

الأسبوع الماضي، تم استئناف المباحثات مع التفاوض بشأن أكثر النقاط الخلافية وهي كيفية تشغيل السد في فترات الجفاف وآلية حل النزاعات.
وعقدت أحدث جولة من المحادثات في التاسع من يونيو/حزيران عبر الفيديو وجاءت بعد عقد جولة سابقة من المفاوضات في واشنطن انتهت دون اتفاق في فبراير/ شباط.
توقفت المحادثات بشأن سد النهضة مرة أخرى هذا الأسبوع وذلك قبل أسبوعين من بدء تشغيله المتوقع.
وقالت وزارة الخارجية في بيان “اتخذت جمهورية مصر العربية هذا القرار على ضوء تعثر المفاوضات التي جرت مؤخرا بشأن سد النهضة نتيجة للمواقف الإثيوبية غير الإيجابية”.

المصدر : وكالات

إعلان