باحث سياسي مصري: أزمة سد النهضة أخطر من حرب 73 (فيديو)

قال الباحث السياسي المصري تقادم الخطيب إن أزمة سد النهضة أخطر من احتلال سيناء ومن حرب 73 لأنها تهدد شريان حياة المصريين.
جاء ذلك خلال مقابلة للخطيب مع برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، مساء الأحد.
وحول ادعاء إثيوبيا عدم جدوى لجوء مصر إلى مجلس الأمن بشأن سد النهضة، قال الخطيب: الأمر مبني على اتفاقية إعلان المبادئ التي وقعها السيسي عام 2015، والتي لم تأتِ على ذكر أشياء كثيرة جدا، منها حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، كما أن الاتفاقية أعطت إثيوبيا نوعًا من الاعتراف بشرعية بنائها لسد النهضة.
كما لم تتضمن الاتفاقية بنودًا بشأن كيفية المفاوضات، وكيف ستكون آلية ملء السد، وعملية التخزين، والمدة التي سيستغرقها.
وأضاف: كل هذا أعطى إثيوبيا نوعًا من الأريحية الكاملة للتذرع بهذه الاتفاقية في موقفها التفاوضي، حيث إن مصر قدمت تنازلا كبيرا بتوقيعها على الاتفاقية.
وتعجب الخطيب قائلا: لا أدري على أي أساس وقعت مصر على هذه الاتفاقية التي استفادت منها إثيوبيا ولم تستفد منها مصر.
الباحث الدكتور تقادم الخطيب: أزمة #سد_النهضة أخطر من حرب 73 لأنها تهدد شريان حياة المصريين#المسائية #مصر pic.twitter.com/bib1dqRoTj
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 21, 2020
ليس ملزما
وأوضح الخطيب أن إثيوبيا تعلم أنه في حالة اللجوء لمجلس الأمن فإن أي قرار سيصدر عن مجلس الأمن لن يكون ملزمًا لها.
وحول خطورة سد النهضة، قال الخطيب: أزمة سد النهضة مرعبة وهي أشد أزمة تتعرض لها مصر في تاريخها الحديث، ولم تكن مصر مهددة في تاريخها كما هي مهددة اليوم فيما يتعلق بمياه نهر النيل.
بنود غير معلنة
وعن شفافية المعلومات حول بنود الاتفاقية وادعاء إثيوبيا موافقة مصر على ملء خزان السد، قال الخطيب: في ظل نظام يحارب الشفافية، هناك أشياء كثيرة غير معلنة فيما يتعلق بالاتفاقية والمفاوضات والاتفاقية لم يتم اطلاع أحد عليها.
واستشهد الخطيب بقول وزير الري والموارد المصرية حينها: هذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بهذه البنود لم يتم اطلاعي عليها.
وتساءل الخطيب من الذي كتب الاتفاقية وكتب البنود؟ وكيف تمت الموافقة عليها؟ وعلى أي أساس تم التوقيع عليها؟
أخطر من حرب 1973
وأضاف الخطيب: هذا معناه أنه لم يتم الرجوع للشعب، وهذا هو المعتاد في مصر، والمعتاد من الرؤساء المصريين، كما حدث ذلك من قبل حين قام السادات بالتوقيع على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.
وخطورة هذه الاتفاقية التي تتعلق بسد النهضة، أنها توازي آلاف المرات خطورة ما تم في سيناء من قبل واحتلال سيناء، ثم حرب 1973، الوضع الآن أخطر بكثير، وفق الخطيب.
شائعات
وفي مداخلة مع المسائية عبر الهاتف حول ما يشاع عن تعنت إثيوبيا في المفاوضات، قال المحلل السياسي الإثيوبي محمد العروسي: من يعارضون سد النهضة أصواتهم محدودة جدًا.
وأضاف أن الأمة الأفريقية اتفقت على بناء السد، حتى مصر تعلم أن سد النهضة لا يضر بها، ولكنها تحاول اتهام الجانب الإثيوبي بالتعنت.
وتابع: ما يقال حول تعنت إثيوبيا كله شائعات لتشويه الموقف الإثيوبي الصامد الذي حاول على مدار السنوات الماضية أن ينتصر على هذه المحاولات اليائسة.
المحلل السياسي الإثيوبي محمد العروسي: #إثيوبيا لم تدخل المفاوضات لكي تأخذ الأوامر #مصر #المسائية #سد_النهضة pic.twitter.com/jypA1EZxzc
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 21, 2020
ليست محكمة
وأشار العروسي إلى أن القاهرة ليست محكمة حتى تلزم إثيوبيا بما لا تريده، قائلا: نحن أتينا إلى هذه المفاوضات للوصول إلى حل ولم نأتِ لتلقي الأوامر.
وتساءل العروسي عما يسمونه اليوم تعنتًا، قائلا: كيف يكون هناك تعنت وإثيوبيا هي التي سمحت بالمفاوضات وأشركت مصر والسودان في مفاوضات سيادية تمس مشروعًا قوميًا بالنسبة إليها.
وحول تأثير الملء السريع للسد على أوضاع المصريين، قال العروسي إن مصر وإثيوبيا والسودان متفقة على إعلان المبادئ الذي ينص على أن الملء الأول للسد لا يحتاج إلى اتفاق.
وأضاف: القاهرة تريد من وراء التصعيد إخضاع إثيوبيا والسيطرة عليها، وإثيوبيا لا تقبل هذه اللغة، ولا ما تروجه وسائل الإعلام المصرية التي تحاول أن تقتات على هذه القضية.
أزمة السد
وخلال أزمة السد، تبادلت إثيوبيا ومصر مناوشات لفظية حملت تهديدات عسكرية غير مباشرة.
وتخطط إثيوبيا لبدء ملء السد في موسم الأمطار لهذا العام، وهو يتزامن مع حلول يوليو/ تموز المقبل، مقابل رفض سوداني- مصري للملء بقرار أحادي من دون اتفاق.
وعلى مدار 7 أيام، انتهت الأربعاء الماضي، جرت مفاوضات فنية حول السد، عبر دوائر تلفزيونية، بين الدول الثلاث، غير أنها لم تتوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد، وسط اتهامات متبادلة بين مصر وإثيوبيا بشأن المتسبب بفشل التفاوض.
وأحالت مصر، الجمعة، القضية إلى مجلس الأمن الدولي، عبر تقديم شكوى طلبت فيها من المجلس “التدخل بغرض التوصل إلى حل عادل ومتوازن لقضية سد النهضة، وعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية قد يكون من شأنها التأثير على فرص التوصل إلى اتفاق”.