كورونا يفتك بأمريكا اللاتينية ويواصل تمدده عالميا ومنظمة الصحة تحذر

حذرت منظمة الصحة العالمية من أنّ فيروس كورونا المستجد “لا يزال يتسارع” حول العالم، ما يؤكد وجوب عدم الانخداع بالأنباء السارة المتعلقة بوباء كوفيد-19 في بعض الدول.
وفي حين تشهد عدة دول بينها فرنسا، تفاؤلًا حذرًا ورفعًا تدريجيًا للعزل، وجه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم تحذيرا جديدا يُثبت أن الوباء “لا يزال يتسارع” في العالم.
وقال خلال مؤتمر نظمته حكومة دبي” استغرق الإبلاغ عن أول مليون حالة أكثر من 3 أشهر، لكن جرى الابلاغ عن المليون حالة الأخيرة في ثمانية أيام فقط مشيرا إلى أن ذلك يُثبت أن الوباء “لا يزال يتسارع” .
وأوضح المسؤول الأممي أن الوباء أكثر بكثير من مجرد أزمة صحية” إنه عبارة عن أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية، وفي العديد من البلدان أزمة سياسية، وستظهر آثاره لعقود آتية”.
ودعا غبريسوس، مختبرات الادوية إلى تكثيف إنتاجها من عقار ديكساميتازون و”توزيعه سريعاً في العالم أجمع”، بعدما تبينت فاعليته في علاج المرضى المتأثرين بدرجة خطيرة بوباء كوفيد-19.
زيادة الإصابات في الدول الكبيرة
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن عدد المصابين بفيروس كورونا يزداد في وقت واحد في عدة دول كبيرة لافتا إلى “زيادات مقلقة” في أمريكا اللاتينية خاصة البرازيل.
وقال مايك رايان كبير خبراء الطوارئ بالمنظمة في إفادة عبر الإنترنت “الأعداد تزداد بالتأكيد بسبب تطور الوباء في عدد من الدول كثيرة السكان في نفس الوقت وبكافة أنحاء العالم”.
وأضاف “قد يعود جزء من الزيادة إلى الاختبارات… وبالتأكيد فإن دولا مثل الهند تجري المزيد من الاختبارات لكن لا نعتقد أن هذه ظاهرة اختبارات”.
وأظهر إحصاء لرويترز تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا تسعة ملايين حالة في أنحاء العالم في وقت تواجه فيه البرازيل والهند ارتفاعا في عدد المصابين وتشهد فيه الولايات المتحدة والصين ودول أخرى متضررة بشدة، بؤرا جديدة للعدوى.
وقال رايان إن قفزة في عدد الإصابات سُجلت في تشيلي والأرجنتين وكولومبيا وبنما وبوليفيا وغواتيمالا وأيضا البرازيل التي تجاوزت مليون إصابة لتحتل المركز الثاني عالميا بعد الولايات المتحدة.
ذروة الانتشار في أمريكا الجنوبية
وقفزت إصابات كورونا في البرازيل، حيث أعلنت وزارة الصحة البرازيلية الاثنين عن تسجيل 21432 حالة إصابة جديدة بالفيروس إضافة إلى654 وفاة بسبب مرض كوفيد-19 الناجم عنه.
وقالت الوزارة إن مجمل الإصابات بلغ 1.1 مليون حالة منذ بدء التفشي في حين وصلت الوفيات إلى 51271.، وبذلك تحتل البرازيل المرتبة الثانية عالميا من حيث إصابات كورونا ووفياتها بعد الولايات المتحدة.
ويقول خبراء إن الأعداد الحقيقية للإصابات والوفيات أكبر بكثير من الأعداد الرسمية المعلنة.
ودخلت أمريكا اللاتينية، التي تعد بؤرة تفشي الوباء حالياً، يوم الأحد في فصل الشتاء، في حين يبدو أن الحرارة المنخفضة مواتية لتفشي الفيروس.
وفي هذا الصدد قال الدكتور عماد الجولاني/ طبيب القلب والأوعية الدموية، في تعليق على حديث مدير منظمة الصحة العالمية، إن ذلك يرجع إلى كون الفيروس قد بدأ الانتشار في أمريكا الجنوبية وأفريقيا في حين خفت حدته في أوربا.
وأوضح خلال لقاء مع الجزيرة مباشر، أن البرازيل بدأت اتخاذ إجراءات احترازية أخرى لوقف انتشار الفيروس داخل البلاد، منها إغلاق الحدود لمدة أسبوعين آخرين.

الولايات المتحدة
وسجّلت الولايات المتّحدة مساء الإثنين 425 حالة وفاة إضافيّة ناجمة عن كوفيد-19 خلال 24 ساعة، لتتخطى بذلك الحصيلة الإجمالية لضحايا الجائحة، 120 ألف وفاة، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات نشرتها الجامعة الساعة 20,30 (00,30 ت غ الثلاثاء أنّ العدد الإجمالي لضحايا الجائحة تخطّى 120 ألفاً من أصل 2,31 مليون مصاب- أعلن شفاء 640 ألفاً منهم.
الولايات المتّحدة هي، وبفارق شاسع عن سائر دول العالم، البلد الأكثر تضرّراً من جائحة كوفيد-19، سواء على صعيد الإصابات أو على صعيد الوفيات.
وبعدما كانت البؤرة الأساسية لكوفيد-19 في الولايات المتحدة، نجحت نيويورك ونيوجيرسي في السيطرة على الوباء الذي انتقل باتجاه الشمال الشرقي والغرب والجنوب وبات يتفشّى بوتيرة متسارعة في 20 ولاية أبرزها فلوريدا.
وفي يوم واحد سجّلت ولاية فلوريدا حوالى ثلاثة آلاف إصابة جديدة لترتفع فيها الحصيلة الإجمالية للمصابين بالفيروس إلى أكثر من 100 ألف مصاب، بحسب ما أعلنت السلطات الصحية المحليّة.
ومع تخفيف إجراءات الإغلاق ونزول مئات آلاف المحتجّين إلى الشوارع في سائر أنحاء البلاد للتظاهر ضد العنصرية، زادت المخاوف من أن تشهد الولايات المتحدة موجة ثانية من تفشّي الوباء.
وتوقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن تتخطى حصيلة وفيات كوفيد-19 في الولايات المتحدة 150 ألفاً، مشدّداً في الوقت عينه على أنّ البلاد “كانت لتفقد ما بين مليونين وأربعة ملايين شخص” لو لم تتخذ الإدارة تدابير للحدّ من تفشي الوباء.

عشرات الإصابات بين فتيات في ملجأ بالهند
وفي الهند تبيّن أن عشرات الفتيات المقيمات في ملجأ حكومي مخصص لضحايا العنف مصابات بفيروس كورونا المستجد، كما أعلنت السلطات الهندية الإثنين ما يثير الممخاوف من تفشي الوباء في هذا النوع من المؤسسات العامة.
وفتح تحقيق بعد أن تبين أن 60 من الفتيات -ال171- في الملجأ المخصص للقاصرات في ولاية أوتار براديش-شمال الهند، مصابات بالفيروس، في وقت تشهد الهند منذ أسابيع ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة.
وبعد رصد العدد الكبير للحالات أمر أمين عام الولاية الإثنين، باتخاذ تدابير جديدة لمكافحة فيروس كورونا، منها قياس الحرارة والحد من الزيارات للملاجئ ودور الأيتام.
هذه الإصابات تزيد القلق من احتمال تعرض أطفال هذه الدور لسوء معاملة بعد سلسلة فضائح اعتداءات جنسية من هذا النوع عام 2018 .. شملت ايضا أوتار براديش.
وألحق الوباء ضررا كبيرا بالهند حيث الكثافة السكانية عالية في المدن، والمستشفيات مكتظة، وباتت غير قادرة على استقبال مزيد من المرضى.
ومع عدد سكان يقدر ب1,3 مليار نسمة، تعد الهند رابع بلد أكثر تضررا بالوباء في العالم، مع أكثر من 425 ألف اصابة وفقا للأرقام الرسمية، ويوم الإثنين سجلت 14821 حالة جديدة.
ويرى الخبراء هناك، أن العدد الفعلي لحالات الإصابات أعلى بكثير من تلك الأرقام الرسمية المعلنة، ويدعون إلى تكثيف الفحوص.