أمريكا: ارتفاع إصابات كورونا وإعادة تطبيق الإغلاق مع تحذيرات مشددة

تواجه الولايات المتحدة “مشكلة خطيرة” مع ازدياد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في ولايات جنوبية وغربية، وفق كبير الخبراء الحكوميين في خلية الأزمة في البيت الأبيض أنتوني فاوتشي.
وقال فاوتشي، الجمعة: “نواجه مشكلة خطيرة في مناطق معينة” مشيرا إلى أنه وبينما بعض المناطق أفضل حالا بكثير من مناطق أخرى، فإن البلاد برمتها “مترابطة” ولا تزال تواجه مخاطر.
مضيفا أن “الناس ينقلون العدوى لآخرين، وفي النهاية ستنقل العدوى لشخص من الفئة الأكثر ضعفا”.
وقال “ذلك الشخص قد يكون جدة أو جَدًا أو عمًا يتلقى العلاج الكيميائي، أو العلاج بالأشعة، أو طفلًا مصابًا بسرطان الدم (اللوكيميا)، نحن جميعا نواجه تلك (المشكلة). والطريقة الوحيدة لوضع حد لها هي بالعمل سويا”.
وتحدث فاوتشي في أول إيجاز صحفي منذ شهرين لفريق البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا المستجد بقيادة نائب الرئيس مايك بنس.

وسعى بنس إلى طمأنة الأمريكيين قائلا إن الوضع لا يقارن بذروة الأزمة في شمال شرقي البلاد، خلال مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين، مضيفًا “نحن في موقع أكثر قوة، الحقيقة أننا أبطأنا الانتشار، وتمكننا من تسطيح المنحنى”.
ودعا بنس الأمريكيين الشباب إلى الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي، قائلا إنهم يتحملون “مسؤولية بشكل خاص” في تنفيذ ذلك، دون أن يذكر وضع الكمامة.
ودافع عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المثير للجدل حول استئناف عقد تجمعات انتخابية كبيرة رغم الوباء، قائلا إن الأمريكيين لديهم حق حرية التعبير والتجمهر.
ودعا فريق التصدي للفيروس التاجي إلى الإيجاز الصحفي بعد ارتفاع عدد الحالات الجديدة في ولايات في الجنوب والغرب من بينها فلوريدا وتكساس.
الإصابات في تكساس
وأعلنت الولايتان (فلوريدا وتكساس) تدابير سعيا لمنع الناس من اللقاء في مجموعات، ومنها إغلاق الحانات أو حظر استهلاك الكحول فيها.
وفرضت الولايتان قيودا جديدة على الحانات، الجمعة، لمواجهة تجدد انتشار الفيروس، ويدرس مسؤولون عدة في ولايات مختلفة إعادة فرض تدابير طوارئ لاحتواء العدوى.
ويتواصل ارتفاع عدد الإصابات في 30 من إجمالي 50 ولاية أمريكية، خاصة في أكبرها وأعلاها كثافة سكانية في الجنوب والغرب، كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا.
ويحمل تجدد انتشار الوباء رمزية كبيرة خاصة في تكساس (29 مليون نسمة)، التي كانت من بين أولى الولايات التي استأنفت النشاط، اعتبارا من الأول من مايو/ أيار الماضي، قبل أسابيع من رفع القيود في ولايات الشمال الشرقي.
من جهته، قال حاكم نيويورك أندرو كومو على تويتر “أفيقي أميركا. ما يجري في البلد ليس موجة ثانية، الموجة الأولى مستمرة”.
إصابة شباب فلوريدا بالفيروس التاجي
وارتفع عدد الإصابات في فلوريدا بشكل هائل في يونيو/ حزيران الجاري بعد رفع الحجر. وأصاب الفيروس الشباب خاصة، وصار متوسط عمر المصابين 33 عامًا في حين كان متوسط عمر المصابين 65 عامًا قبل شهرين.
وكمؤشر على القلق، عقدت لجنة الأزمة في البيت الأبيض مؤتمر صحفيًا، هو الأول منذ نهاية أبريل الماضي.
وقال أستاذ الصحة العامة في جامعة هارفرد باري بلوم إن “الناس لا يفهمون المنحى المتسارع، يعني ذلك أنه في حال وجود 7 آلاف إصابة اليوم في تكساس، يمكن أن يصير الرقم 14 ألفا خلال أربعة أيام. نحن متأخرون جدًا”.
دوري السلة الأمريكي للمحترفين
وقالت رابطة دوري السلة الأمريكي للمحترفين، الجمعة، إن 16 لاعبًا أصيبوا بفيروس كورونا قبل نحو شهر من استئناف موسم 2020، من أصل 302 يمثلون إجمالي اللاعبين الذين خضعوا لاختبارات الفيروس التاجي في 23 من يونيو/ حزيران الجاري، ولم تكشف الرابطة عن أسماء المصابين.
وأوضحت الرابطة في بيان: “أي لاعب تثبت إصابته سيبقى في العزل الذاتي حتى يستوفي معايير الصحة والسلامة ويمنحه طبيب الضوء الأخضر للعودة”.
وكانت الرابطة قد كشفت، الأربعاء الماضي، عن إصابة جاباري باركر وأليكس لين ثنائي سكرامنتو كينغز، ومالكولم بروغدون لاعب إنديانا بيسرز بفيروس كورونا، لكن لم يتضح على الفور متى خضعوا لاختبار الفيروس.
وقال باركر في بيان “اكتشفت إصابتي بفيروس كورونا قبل أيام عدة، وبدأت على الفور العزل الذاتي في شيكاغو حيث أنا الآن”.
وأضاف باركر “أتابع عملية التعافي وأنا بحالة جيدة. أتطلع للانضمام إلى زملائي عند استئناف الموسم في أورلاندو”.
وكتب لين في حسابه في انستغرام أنه مصاب بالفيروس، فيما أكد بروغدون الأمر في بيان أصدره بيسرز في تويتر.
ويعود الدوري، الذي توقف في 11 من مارس/آذار بعد اكتشاف إصابة رودي غوبير لاعب نادي يوتا جاز بفيروس كورونا، في ديزني وورلد بفلوريدا في 31 يوليو.
ويشارك 22 فريقًا من بين 30 ناديًا في البطولة عند استئناف المنافسات من أجل تحديد 16 فريقًا سيشاركون في الأدوار الإقصائية، التي تقام على أساس الأفضل في سبع مباريات، على أن تختتم المسابقة في موعد أقصاه 12 من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وإجمالًا، أودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة ما 494 ألفًا و276 شخصا في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، في حين تعافى 5 ملايين و303 آلاف و849 مصابًا، من إجمالي عدد المصابين في العالم، والبالغ عددهم، حتى اللحظة، 9 ملايين و823 ألفًا و292 شخصًا.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ عدد الإصابات سيتخطى عتبة 10 ملايين إصابة خلال الأسبوع المقبل.