بلومبرغ: كيف حجبت تركيا أحلام ماكرون في ليبيا؟

لقاء ماكرون وحفتر في فرنسا في يوليو/ تموز 2017

قالت وكالة بلومبرغ إن تركيا حجبت أحلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ليبيا، مشيرة إلى أن اتهامات الأخير لأنقرة “ماهي إلا محاولات يائسة لصرف الانتباه عن الجرم الفرنسي”.

وأضافت في مقال للكاتب “بوبي غوش”، نشرته على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن ماكرون بتوجيهه أصابع الاتهام تجاه الغير “يتجاهل مسؤوليته في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا”.

وتابعت أن تصريحات ماكرون حول ليبيا تطورت من حد “المغالاة والنفاق” إلى شيء أقرب ما يكون إلى “الهستيريا”.

ومضت الوكالة بالقول إن ماكرون وبعد دعمه لمجرم الحرب (في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر) ضد حكومة طرابلس المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، يتهم الآن تركيا بـ “لعب لعبة خطيرة” في ليبيا.

وتابعت أن حفتر بدأ يصرح بأنه “لن يتسامح” مع التدخل التركي، وذلك بعد أن فقد أي نفوذ ربما كانت فرنسا حصلت عليه في الحرب الأهلية بليبيا.

وحسب بلومبيرغ، فإن ماكرون ربما يعاني من خلل في الذاكرة، مشيرة أن مساهمة فرنسا الأساسية في الصراع الليبي ربما تضيع في دوامة التقلبات والانعطافات الأخيرة في الحرب الأهلية الليبية والتعقيدات التي سببها ما لا يقل عن اثني عشر لاعبًا أجنبيًا.

ولفتت الوكالة إلى أن كل ما فعله ماكرون، الذي عين نفسه صانعا للسلام والذي استضاف قمة خارج باريس جمع فيها بين حفتر وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق، كان إضفاء الشرعية على القائد المتمرد الذي لم يتخل أبدا عن طموحه بالاستيلاء على طرابلس بالقوة.

وقالت إنه ومع وجود حلفاء آخرين أكثر التزاما وراءه، ولا سيما مصر والإمارات وروسيا، تمكن حفتر من معاملة رعاته الفرنسيين كما عاملوا الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة بتجاهل صارخ.

ووفق الوكالة، فإن الزعيم الوحيد الذي كان يحرك البوصلة الليبية هو الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أجبر دعمه لحكومة الوفاق بالقول والفعل على تقهقر حفتر.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (يمين) ورئيس حكومة الوطني فايز السراج (يسار)

ورأت أن التحول في الأحداث الأخيرة كشف عن أمور محرجة لماكرون ولو دريان (وزير الخارجية الفرنسي) كاكتشاف مقابر جماعية في الأراضي المحررة من المتمردين التي قالت إن ذلك يشير إلى أن بطل فرنسا (في إشارة إلى حفتر) كان يرأس فظائع وأعمال وحشية على نطاق واسع.

وختاما أشارت بلومبيرغ إلى أن اتهامات ماكرون وتبجحه الخطابي تجاه تركيا ما هي إلى محاولة يائسة لتشتيت الانتباه عن الجرم الفرنسي.

وأشارت إلى أن أوهام ماكرون في الاحتفاظ بنفوذ فرنسي في جنوب البحر المتوسط تبدو واضحة لكن تركيا حجبتها.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر + بلومبرغ

إعلان