جون أفريك: كيف أضعفت أزمة كورونا محمد بن سلمان؟

قالت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية إنه يتعين على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مراجعة طموحاته الفرعونية في ظل أزمة كورونا، وانهيار أسعار النفط، والاستمرار بحرب اليمن العبثية.
وذكرت الصحيفة أنه بات على السعوديين تهيئة أنفسهم للتعرف على مبدأ التقشف الذي كان غائبا عن هذه المنطقة من العالم في السابق.
فمن بين التدابير الصادمة التي اتخذتها السلطات السعودية خلال الأزمة الصحية والاقتصادية الحالية: زيادة ضريبة القيمة المضافة بمقدار ثلاثة أضعاف (من 5 بالمئة إلى 15 بالمئة)، ومنح الإذن بتخفيضات أجور العاملين بالقطاع الخاص حتى 40 بالمئة، وتعليق بعض البدلات الحكومية ووقف عدد من الاستثمارات العامة.
وحول هذه التدابير قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في 11 من مايو/ أيار الماضي إن هذه التدابير “مؤلمة” ولكنها ضرورية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي على المديين المتوسط والبعيد.
لم يكن باستطاعة ولي العهد السعودي توقع حدوث أزمة صحية عالمية قبل أربع سنوات، والتي تقوض من مساعيه وخططه المستقبلية، إلا أن بعض خيارات الرياض الحالية ليست مرتبطة بالأزمة الصحية.
ومن ضمن هذه الخيارات قرار الرياض دخول معركة مع روسيا بشأن أسعار النفط إثر مكالمة هاتفية عاصفة في أوائل مارس/ آذار الماضي مع الرئيس فلاديمير بوتين، عندما رفض الأخير تخفيض الإنتاج الروسي وأعلنت المملكة العربية السعودية زيادة في الإنتاج للحفاظ على حصتها في السوق.
وكذلك فإن العملية العسكرية في اليمن فشلت فشلاً ذريعاً، وبات على المملكة الآن التعامل مع الطموحات الانفصالية في الجنوب، بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، في نهاية أبريل/ نيسان، استقلال جنوب البلاد، إثر فشل اتفاق السلام مع الحكومة اليمنية الرسمية، المحمية من الرياض.
وعلى الصعيد الداخلي فإن الضغط المالي المتزايد على العائلات السعودية من شأنه أن يطفئ نجم الأمير الشباب محمد بن سلمان، الذي وعد بالكثير، غير أنه بات واضحا عدم قدرته على الإيفاء بما وعد به في السابق، كما يقول الباحث في معهد العلوم السياسية بباريس ستيفان لاكروا.
غير أنه وتحسبا لأي مظاهر احتجاج محتملة، حرص محمد بن سلمان على فرض دولة بوليسية واسعة النطاق في السعودية على نحو غير مسبوق، باستخدام جهاز للمراقبة الشاملة وجهاز دعاية، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي.