الأزهر يحرّم بيع المتعافي من كورونا بلازما دمه

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن بيع المتعافين من فيروس كورونا لبلازما دمهم حرام شرعا وإنه سلوك لا ينبغي أن يتعامل به مريضُ الأمس مع مريضِ اليوم.
ونشرت صفحة المركز الرسمية على فيسبوك نص الفتوى، وجاء فيها:
من شكر نعمة العافية بعد الإصابة بفيروس كورونا أن يتبرع المُتعافي ببلازما دمه لمصابٍ؛ كي يخفف ألمه، ويمسح دمعه؛ حِسبةً لله سُبحانه، وحمدًا له، وعملًا بقول سيدنا رسول الله ﷺ: “مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ”.
أمَّا أنْ يبيع المُتعافي بلازما دمهِ مُستغلًا الجائحة فلا يجوز شرعًا؛ إذ إن جسد الإنسان بما حواه من لحمٍ ودَمٍ ملك للخالق سُبحانه لا ملكًا للعبد، ولا يحق لأحد أن يبيع ما لا يملك.
وتأتي هذه الفتوى في ظل انتشار الأنباء بأن بعض المتعافين من كورونا يطلبون مبالغ مالية كبيرة في مقابل تبرعهم ببلازما دمهم للمصابين، حيث بلغت الأرقام عشرات الآلاف من الجنيهات.
وروى عميد معهد القلب السابق الدكتور جمال شعبان مأساة إنسانية تعرض لها أحد مصابي كورونا بعد اضطراره لشراء بلازما أحد المتعافين مقابل 20 ألف جنيه.
وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت نجاح تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافين من الفيروس في علاج الحالات الحرجة، وقالت إن التجربة أظهرت نتائج مبدئية مبشرة، من خلال نسبة تعافٍ جيدة للمرضى، وتقليل احتياجهم لأجهزة التنفس الاصطناعي مع زيادة نسب الشفاء وخروج المرضى من المستشفيات.
وناشدت الوزارة المواطنين المتعافين بأن يتوجهوا إلى مراكز التبرع بالدم بعد 14 يوم من تمام شفائهم كي يساعدوا المرضى الآخرين على الاستشفاء.
ووفق آخر إحصائية للوزارة، فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى، الأحد، هو 34079 حالة من ضمنهم 8961 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و1237 حالة وفاة.