“لا أريدك أن تموت”.. معتقل سوري يوجه رسالة إلى معذّبه (فيديو)

نشر المعتقل السابق في سجون النظام السوري “عمر الشغري” عبر قناته على يوتيوب مقطع فيديو يوجه فيه رسالة للسجان الذي قام بتعذيبه خلال فترة اعتقاله.

وذكر الشغري بأنه قضى فترة اعتقاله في عشرة سجون سورية مختلفة قتل أثنائها والده وإخوته على يد النظام السوري.

كما وجه الشغري رسالة إلى السجان الذي قام بتعذيبه قال فيها “أريدك أن تكون بصحة جيدة في فترة انتشار كورونا لأن هذا الفيروس لايعرف ضعيفًا ولا كبيرًا ولا معتقلًا ولا سجانًا، ألا يذكرك برئيسك بشار الأسد”؟

وتابع “لا أتمنى كوابيسي على أي شخص. أفضل أن أراك تشهد ضد النظام، بدلًا من معرفة أنك لا تزال تسبح في قذارته. ربما ستجعلك رسالتي تفهم أنك، لأول مرة، مساوٍ لجميع السجناء الذين قمت بتعذيبهم، وأنه الآن هو الوقت المناسب – ربما الوقت الوحيد – لتصحيح أخطائك. لتكون شخصًا آخر”.

وفي مارس/ آذار الماضي، كشف فيلم استقصائي لقناة الجزيرة بعنوان “صراع البقاء” فظاعة عالم سجون النظام السوري من خلال شهادات بعض الناجين من تجربة الاعتقال وإعادة تجسيد جزء من تلك الذاكرة.

وسلط الفيلم الضوء على الصور التي سربها الضابط المنشق عن الأجهزة الأمنية السورية والمعروف بالاسم المستعار “قيصر”، والتي وثقت درجة هزال جثث آلاف المعتقلين وعكست حجم سوء النظام الغذائي والمعاملة القاسية.

واعتبر المستشار القانوني في المركز الأوربي لحقوق الإنسان باتريك كروكر، الأوضاع داخل مراكز الاعتقال الحكومية في سوريا غير إنسانية إلى أبعد الحدود.

وأشار إلى وجود آلاف المعتقلين حاليا وعدد كبير جدا منهم يموتون أو يعانون منن التعذيب الممنهج، وأن المشافي العسكرية تحولت من علاج المرضى إلى مراكز احتجاز للجرحى المعتقلين وترتكب فيها أيضا جرائم قتل.

وأضاف أنه تم توثيق حالات اغتصاب وعنف جنسي شمل النساء والرجال دون استثناء، وأن الصور المسربة للعنصر الأمني “القيصر” المنشق عن نظام الأسد أثبتت موت الآلاف بمعتقلات سوريا.

‏‏من جهتها، أكدت الباحثة بمنظمة هيومن رايتس ووتش سارة كيالي، أن عددا كبيرا من الوفيات بالسجون السورية تعود إلى سوء التغذية والظروف الصحية المتدهورة والتعذيب الممنهج.

وأضافت أن المنظمة وثقت في تقاريرها حالات عديدة لقتل المعتقلين في سوريا، وذلك بالاعتماد على الصور المسربة من قبل الضابط المنشق أوائل عام 2014 والمعروف بكنية “قيصر”، مرجحة عدد القتلى بالمعتقلات بحوالي 10 آلاف، وهو ما يصنف -حسب تعبيرها- جرائم ضد الإنسانية.