كورونا.. أدنى حصيلة وفيات يومية بأمريكا ومنظمة الصحة تحذر من التهاون

سجّلت الولايات المتّحدة مساء الإثنين 450 وفاة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أدنى حصيلة وفيات يومية تسجّل منذ حوالى شهرين.
وأظهرت بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز، الثلاثاء 00,30 ت غ.. أنّ العدد الإجمالي للوفيات، بلغ 110.900 حالة وفاة من أصل أكثر من 1.955.000 إصابة، وبالمقابل تماثل للشفاء رسمياً 506 آلاف مصاب.
وهذه الحصيلة لا تعني بالضرورة أنّ الوباء آخذ في الانحسار لأنّ الانخفاض قد يكون ناجماً عن آلية الحصول على البيانات من السلطات الصحية المحلية والتي لا تكون في العادة مكتملة في أول يوم عمل بعد عطلة نهاية الأسبوع.
وتخطّت حصيلة الوفيات اليومية بفيروس كورونا المستجدّ في الولايات المتّحدة عتبة الـ500 شخص في نهاية مارس/ آذار وبلغت ذروتها في منتصف أبريل/ نيسان حين فاقت 3000 وفاة يومياً.
ومنذ أسبوعين تراجعت هذه الحصيلة اليومية إلى ما دون الألف وفاة، لكنّ الولايات المتّحدة ما زالت تسجّل يومياً أكثر من 20 ألف إصابة جديدة بالفيروس يومياً، وهي تجد صعوبة في خفض هذا الرقم.
والولايات المتّحدة هي وبفارق شاسع عن سائر دول العالم البلد الأكثر تضرّراً من جرّاء جائحة كوفيد-19 إن على صعيد الإصابات أو على صعيد الوفيات.
لكنّ دولاً أخرى عديدة هي أكثر تضرّراً منها من حيث معدّل الوفيات بالنسبة لعدد السكان، وفي مقدّم هذه الدول بلجيكا (83 وفاة لكل 100 ألف نسمة ) تليها المملكة المتحدة (60) ثم إسبانيا (58) وإيطاليا (56) والسويد (46).
ووفقاً لمقياس وضعه باحثون في جامعة ماساتشوستس استناداً إلى تسعة نماذج وبائية، يتوقّع أن يبلغ عدد الوفيات بكوفيد-19 في الولايات المتّحدة 127 ألف وفاة بحلول 27 يونيو/حزيران.

إصابة 60% من طاقم حاملة طائرات أمريكية
من ناحية أخرى، أظهر فحص أجرته البحرية الأمريكية لتحديد مدى انتشار فيروس كورونا على متن حاملة الطائرات تيودور روزفلت وجود أجسام مضادة للفيروس لدى نحو 60 بالمئة من البحارة.
وأوضح مسؤولان أمريكيان لرويترز، ان ذلك يشير إلى معدل انتشار أعلى كثيرا مما كان يعتقد في حاملة الطائرات الأمريكية.
وبدأت البحرية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أبريل/نيسان إجراء فحوص لرصد وجود أجسام مضادة محددة تنتج عن مهاجمة جهاز المناعة للفيروس وتظل في الجسم لفترة من الوقت.
وكانت الفحوص قد أظهرت إصابة أكثر من 1100 شخص على متن حاملة الطائرات بالفيروس حتى أبريل، أي أقل من 25 بالمئة من أفراد الطاقم.
وتوفي بحار بسبب الفيروس ونُقل عدد من زملائه إلى المستشفى، ونقلت رويترز عن المسؤولين الأمريكيين -لم تسمهما- أن نحو 400 متطوع خضعوا للفحوص المرتبطة بالأجسام المضادة.
وتحمل تيودور روزفلت التي تعد واحدة من أكبر السفن الحربية في العالم نحو 4800 شخص.
كورونا ما زال بعيدًا عن النهاية
قالت منظمة الصحة العالمية إن حالات الإصابة بفيروس كورونا سجلت أكبر إصابات يومية إلى الآن، مشيرة إلى أن الوباء يتفاقم عالميا ولم يبلغ بعد ذروته في أمريكا الوسطى بعد.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم في إفادة صحفية عبر الإنترنت “بعد مرور ما يزيد على ستة أشهر على تفشي الوباء، ليس هذا هو الوقت المناسب لأن تحد أي دولة من جهودها لمكافحة الفيروس.
وأضاف أنه جرى تسجيل أكثر من 136 ألف حالة جديدة على مستوى العالم يوم الأحد، وهو أكبر عدد للإصابات في يوم واحد إلى الآن وأن 75 بالمئة من الإصابات الجديدة جاءت من عشر دول معظمها في الأمريكتين وجنوب آسيا.
وقال كبير خبراء الطوارئ لدى المنظمة مايك رايان ردا على سؤال بخصوص الصين، إن الدراسات التي تجرى بأثر رجعي على كيفية التصدي لتفشي الوباء يمكن تأجيلها.
وأضاف “نحن بحاجة إلى التركيز الآن على ما نفعله اليوم لمنع حدوث ذروة ثانية”. وأشار إلى أن وتيرة العدوى تتصاعد في دول أمريكا الوسطى، ومن بينها غواتيمالا، وإنه “وباء معقد”.
وأضاف “أعتقد أن هذا وقت مثير للقلق الشديد”، داعيا إلى قيادة حكومية قوية ودعم دولي للمنطقة.
والبرازيل الآن واحدة من مراكز تفشي الوباء الساخنة، إذ يوجد فيها ثاني أعلى حالات إصابة مؤكدة، وتلي الولايات المتحدة مباشرة، كما أنها فاقت إيطاليا من حيث عدد الوفيات الناجمة عن المرض.
وأكد رايان على أهمية أن تدرك البرازيل أماكن تفشي الفيروس وكيفية إدارة المخاطر، وإن منظمة الصحة العالمية تتطلع إلى أن يكون التواصل أكثر “اتساقا وشفافية”.
وقالت ماريا فان كيرخوف عالمة الأوبئة بالمنظمة أثناء الإفادة الصحفية إن اتباع “منهجية شًاملة” أمر ضروري في أمريكا الجنوبية، وأوضحت “لم نقترب بعد من نهاية هذا الوباء”.

ارتفاع وفيات كورونا في البرازيل
وسجلت وزارة الصحة في البرازيل، اليوم الثلاثاء ارتفاعا في حالات الإصابة الإجمالية بـ فيروس كورونا ليتخطى حاجز 700 ألف بعد تأكيد 15645 حالة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقالت السلطات الصحية في البرازيل إن إجمالي الوفيات بفيروس كورونا المستجد في البلاد بلغ 37134 وإن إجمالي الإصابات زاد إلى 707412 حتى يوم الإثنين.
ومع انتشار الفيروس كورونا في البرازيل، تعرض الرئيس جايير بولسونارو لانتقادات شديدة بسبب تخريب تدابير العزلة التي تفرضها الدول، وتشجيع التجمعات الجماهيرية من قبل أنصاره، وإخفاء حصيلة القتلى المتزايدة.
من جانبه حمّل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، حكّام الولايات ورؤساء البلديات فيها، مسؤولية تفشي وباء كورونا في البلاد.
وقال عبر تويتر، إنه وبحسب قرار المحكمة الفيدرالية العليا في البرازيل، فإن مسؤولية اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الوباء، تقع على عاتق حكام الولايات ورؤساء البلديات.
وتأتي البرازيل في المرتبة الأولى على مستوى أمريكا اللاتينية من حيث عدد الإصابات والوفيات، وفي المرتبة الثانية عالميا من حيث الإصابات بعد الولايات المتحدة.

إصابة أكثر من نصف سكان بلدة إيطالية
من ناحية أخرى قال مسؤولون بقطاع الصحة في إيطاليا إن مسحا شمل جزءا من سكان مدينة “برغامو” بشمال البلاد رصد أجساما مضادة لمرض كوفيد-19 لدى أكثر من نصفهم تقريبا.
وأظهر المسح أن 57 بالمئة من بين 9965 فردا خضعوا لاختبارات دم في الفترة بين 23 أبريل نيسان وحتى الثالث من يونيو/حزيران لديهم أجساما مضادة ما يشير إلى تعرضهم لفيروس كورونا.
وقال مسؤولو الصحة بالمدينة إن المسح كان واسعا بدرجة كافية ليكون مؤشرا يعتمد عليه في معرفة عدد الأشخاص الذين أصيبوا داخل برغامو التي أصبحت بؤرة انتشار الوباء في إيطاليا.
واكتُشفت أجسام مضادة لدى أكثر من 30 بالمئة فقط من 10404 أفراد بالأطقم الطبية الذين خضعوا لاختبارات رغم تعرضهم لمخاطر أكبر في الإصابة مقارنة بغيرهم.
وذكر المركز الوطني للإحصاءات في تقرير نشر في مطلع مايو/ أيار، أن عدد الوفيات في المدينة ارتفع 568 % في مارس مقارنة بمتوسطه في الفترة بين عامي 2015 و2019 ما يجعلها أشد المدن الإيطالية تضررا بالوباء من حيث عدد الوفيات.
وسجلت إيطاليا نحو 34 ألف وفاة وزهاء 235 ألف إصابة بفيروس كورونا، وسجل إقليم لومبارديا الذي يضم برغامو أكثر من 16 ألف وفاة.
