أمريكا تدعو تركيا لعدم تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد
حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، تركيا على عدم تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد، وهو احتمال يرغب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تنفيذه.
وكتب بومبيو “نحث السلطات التركية على أن تواصل الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، بوصفه تجسيداً لالتزامها باحترام التقاليد الدينية والتاريخ الغني، اللذين ساهما (في بناء) الجمهورية التركية، وأتاحا لها أن تبقى منفتحة على الجميع”.
وأضاف بومبيو “تعتبر الولايات المتحدة أي تغيير في الوضع بمثابة تهميش لإرث هذا المعلم الرائع”.
We urge the Government of Turkey to continue to maintain the Hagia Sophia as a museum, as an exemplar of its commitment to respect Turkey’s diverse faith traditions and history, and to ensure it remains accessible to all.
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) July 1, 2020
ويعتبر أردوغان أن تحويل آيا صوفيا إلى متحف كان “خطأ كبيراً جداً”، واقترح إعادة تحويل المبنى، الذي يعد اليوم أحد أكثر المعالم الأثرية التي يقبل الناس على زيارتها في تركيا.
وبنيت كاتدرائية آيا صوفيا في القرن السادس عند مدخل مضيق البوسفور في إسطنبول، وكانت محطةً لتتويج الأباطرة البيزنطيين قبل تحويلها إلى مسجد في القرن الخامس عشر بعدما فتح العثمانيون بقيادة السلطان محمد الفاتح عام 1453 المدينة التي كانت تعرف بالقسطنطينية.
ومن المقرر صدور حكم المحكمة في الثاني من يوليو/ تموز في دعوى ترفض قانونية تحويل المبنى إلى متحف في عام 1934 في السنوات الأولى لقيام الدولة العلمانية التركية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك.
وأمس الثلاثاء، قال البطريرك المسكوني بارثولوميو، وهو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم إن “تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم”. ويتخذ البطريرك بارثولوميو من إسطنبول مقرا له.
وفي مايو/آيار الماضي احتفلت تركيا بالذكرى الـ 567 لفتح القسطنطينية وذلك بقراءة القرآن الكريم من مسجد ومتحف “آيا صوفيا”.
وتُليت سورة الفتح من آيا صوفيا وسط احتفاء جماهيري واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بعد عبر الإنترنت.
وصممت آيا صوفيا بدايةً لتكون كنيسة مسيحية في القرن السادس، واعتُبرت آنذاك أعجوبة العالم الثامنة بقبتها المميزة (يبلغ قطرها 31 مترا)، إذ شبَّه البيزنطيون دخولها برحلة إلى السماء.
وظلت آيا صوفيا مركزا للمسيحية الأرثوذكسية حتى عام 1453م، وبعد 916 عامًا من الخدمة ككنيسة، تحولت إلى مسجد جامع يرمز للنصر والفتح.
وحافظ العثمانيون على فسيفساء الكنيسة المميز، مع تغطية الرسوم والأيقونات المسيحية بالجبس، لكنها ظهرت من جديد بعد ترميم الكنيسة في القرن العشرين.
ويعد قبر سليم الثاني أول قبر سلطاني في آيا صوفيا (تضم كذلك 43 قبرًا لسلاطين وزوجاتهم وأمراء)، وفي عام 1739، أضيفت مدرسة ومكتبة ومطبخ إلى المسجد، وبعد إغلاقها عامين (1847-1849)، افتُتحت آيا صوفيا بوصفها مسجدًا للمرة الأخيرة في عام 1849.
وبحلول عام 1934، تغيّر دور آيا صوفيا مرة أخرى بعد 12 عامًا من تأسيس الجمهورية التركية، إذ وقّع مصطفى كمال أتاتورك قرارًا حوّل بموجبه آيا صوفيا إلى متحف علماني.