في أوج التوتر بين فرنسا وتركيا.. أنقرة: لا حلف أطلسيا بدوننا
قال السفير التركي لدى فرنسا الأربعاء للبرلمان الفرنسي إن حلف شمال الأطلسي بلا تركيا سيعني نهايته، وذلك في أقوى تصريحات بشأن الخلاف المتصاعد بين فرنسا وتركيا العضوين في الحلف.
وحذر سفير تركيا لدى باريس إسماعيل حقي موسى أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي من أن الناتو لا مستقبل له بدون تركيا، وذلك ردا على إشارة أعضاء فيه إلى ما وصفوها بـ”الإمبريالية التركية” وتعريض الوجود التركي في الحلف “للخطر”.
وهاجم عضو مجلس الشيوخ الفرنسي جان ماري بوكيل عضو الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلا إن “إمبريالية الرئيس التركي تخلق سياسة توتر وفي غالب الأحيان استفزازا”.
وأضاف “كل ما آمل به هو ألا يعرّض ما يحدث في الوقت الحالي، وجود تركيا في الحلف الأطلسي للخطر”.
وفي أوج توتر بين فرنسا وتركيا، قال سفير أنقرة: “تصوروا الناتو بلا تركيا! لن يكون هناك ناتو بلا تركيا! لن تعرفوا كيف تتعاملوا مع طهران والعراق وسوريا وجنوب المتوسط والقوقاز وليبيا ومصر”.
وتابع السفير التركي: “تركيا ليست أي بلد في الحلف”، مشيرا إلى وزنها السكاني والعسكري. وأضاف “حرسنا الجانب الجنوبي والشرقي خلال الحرب الباردة بجهود كبيرة وفي بعض الأحيان على حساب ازدهار أمتنا وشعبنا”.
وتنتقد فرنسا بشدة التدخل التركي في ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس، التي اعتمدت على هذا الدعم لصد مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يتمركز في شرق ليبيا ويسعى للسيطرة على العاصمة الليبية.
ويلقى حفتر دعم الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا. ويرى محللون أن فرنسا أيضا تدعمه رغم نفيها.
وحمّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا الإثنين “مسؤولية تاريخية وجنائية” في الصراع الليبي كدولة “تدعي أنها عضو في الناتو”.
وردّ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم الثلاثاء بشجب منهج فرنسا “المدمر” في ليبيا واتهامها بالسعي لتعزيز وجود روسيا في هذا البلد الذي مزقته الحرب الأهلية منذ 2011.
واتهمت باريس أيضا أنقرة باستهداف إحدى فرقاطاتها خلال اعتراض سفينة يشتبه بانتهاكها حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، وهو ما نفته أنقرة. واعتبرت فرنسا ذلك دليلا جديدا على “الموت الدماغي” للناتو.