بعد أسبوعين من الإخفاء القسري.. وفاة معتقل مصري في مقر احتجازه (فيديو)

وثقت منصة “نحن نسجل” الحقوقية وفاة المعتقل المصري “سيد عبد المجيد بخيت” داخل مقر احتجازه بمعسكر فرق الأمن في محافظة أسيوط جنوبي البلاد.

وكان جهاز الأمن الوطني قد اعتقل بخيت (55 عاما) من محافظة القاهرة بتاريخ 28 يونيو/حزيران الماضي، ليختفي قسريا ويتعرض للتعذيب لمدة أسبوعين، قبل أن يعرض بعدها على نيابة أسيوط بتاريخ 13 يوليو/ تموز الجاري.

وقال الناشط الحقوقي هيثم غنيم، إن المعتقل الراحل كان محتجزا في مقر احتجاز غير قانوني، لأن معسكر فرق الأمن المركزي في محافظة أسيوط لم يصدر قرار بتحويله إلى سجن أو مقر احتجاز من قبل وزير الداخلية، وبالتالي لا يجوز لمصلحة السجون أن تحتجز أي شخص داخله بعد عرضه على النيابة.

وتساءل غنيم في تصريحات للجزيرة مباشر، عن سبب تجاهل النيابة للتحقيق في وقائع التعذيب التي تعرض لها المعتقل الراحل، والتي تأثر بها جسديا وأدت إلى وفاته بعد أيام قليلة من عرضه على النيابة، مشيرًا إلى أن تلك الواقعة ليست الأولى من نوعها في هذا الشأن.

وانتقد غنيم تجاهل النيابة الكامل للتحقيق في أي وقائع تعذيب تعرض لها المعتقلون، فلا تقوم باستدعاء أي ضابط بناء على شكاوى المعتقلين، ولا تحقق في وقائع الاختفاء القسري واختطاف المصريين، مثلما حدث مع الناشطة سناء سيف -شقيقة الناشط المعتقل علاء عبدالفتاح- التي اختطفت من أمام مكتب النائب العام.

وأكد غنيم أن الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن وتلفيق الاتهامات، لا تقتصر على المعارضين السياسيين بل تطال جميع المواطنين.

وكشف غنيم عن توثيق 15 حالة وفاة لمعتقلين مصريين بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، كما توفي موظف بسجن تحقيق طرة لنفس السبب، وسط إنكار من جانب وزارة الداخلية التي تزعم عدم وفاة أي سجين بسبب الفيروس.

وفيات المعتقلين

وتوفي العديد من المعتقلين في السجون المصرية منذ بداية العام الجاري بسبب الإهمال الطبي، كما وثقت منظمات حقوقية وفاة أكثر من 900 معتقل في السجون منذ الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، توفي المعتقل السياسي المصري حسن زيادة، داخل مقر احتجازه بقسم أول المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

كما توفي المعتقل “رجب النجار” في مايو/ أيار الماضي، داخل مستشفى بلبيس العام بعد ساعات من نقله إليها من مقر احتجازه المكتظ، في قسم شرطة بلبيس بعد إصابته بارتفاع شديد في درجة الحرارة، وضيق في التنفس.

وفي مارس/آذار الماضي، كشفت رسالة استغاثة مسربة من سجن العقرب، عن ظهور أعراض تشبه أعراض فيروس كورونا المستجد على بعض المعتقلين في السجن.

ويواجه الآلاف من المعتقلين السياسيين في السجون المصرية خطر الموت، على وقع تعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي المتعمد، وعدم تقديم أي رعاية صحية لهم.

وتؤكد تقارير المنظمات الحقوقية الدولية أن السجون ومقار الاحتجاز في مصر، منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، تحولت إلى ما يشبه المقابر الجماعية بالنظر إلى المعاملة غير الآدمية والتعذيب البدني والنفسي غير المسبوقين، واللذين يمارسان بحق معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي.

المصدر : الجزيرة مباشر