الوفاق الليبية تتوعد بالرد على قصف “طيران أجنبي” لقاعدة عسكرية

قاعدة الوطية العسكرية غرب ليبيا
قاعدة الوطية العسكرية غرب ليبيا

توعدت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، الأحد، بالرد على ما قالت إنه قصف “طيران أجنبي” لقاعدة الوطية العسكرية التي استعادتها مؤخرا من مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

واتهمت حكومة الوفاق الوطني في طرابلس “طيرانا أجنبيا” بقصف قاعدة الوطية الجوية الواقعة على مسافة 140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس، من دون أن تقدم تفاصيل عن الطائرات التي شنت الهجوم وماهية الأهداف.

وقال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني العقيد صلاح النمروش، في بيان “قصف لقاعدة الوطية الجوية ليلة البارحة نفّذه طيران غادر أجنبي جبان داعم لمجرم الحرب في محاولة بائسة لتحقيق نصر معنوي، رداً على الانتصارات المتتالية التي حققها الابطال على الأرض”.

وأضاف “سيكون الرد الرادع في الوقت والمكان المناسب”.

وندد النمروش بـ “استمرار مجرم الحرب في عدوانه على الحكومة الشرعية وبمباركة الدول الداعمة له”، مؤكدا أن “الاستراتيجية العامة لمعركتنا هي السيطرة على كافة تراب ليبيا، وسنعمل على رفع المعاناة عن أبناء شعبنا”.

وفي وقت سابق اليوم، أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا نقلا عن مصادر أن طائرتين، إحداهما حربية والأخرى مسيّرة، استهدفتا مواقع داخل قاعدة الوطية العسكرية التابعة لحكومة الوفاق الوطني غربي البلاد.

وقال المراسل نقلا عن المصادر إن الطائرتين انطلقتا من قاعدة الجفرة جنوبي البلاد، وإن القصف أسفر عن إعطاب منظومة للدفاع الجوي لكن دون وقوع خسائر بشرية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مصادر عسكرية قولها إن ” طيرانا أجنبيا مجهولا استهدف منظومة للدفاع الجوي وتجهيزات داخل القاعدة”.

وكان مصدر عسكري تابع لمليشيات حفتر قال لوكالة رويترز إن الضربات شنتها “طائرات مجهولة”.

ومثلت استعادة حكومة الوفاق الوطني السيطرة على قاعدة الوطية في مايو/ أيار الماضي، بداية انهيار مفاجئ لهجوم قوات حفتر الذي استمر 14 شهرا على العاصمة بهدف انتزاع السيطرة عليها وبداية لتراجعه على الساحل إلى خطوط أمامية جديدة.

وكان الدعم التركي جوهريا في تصدي حكومة الوفاق الوطني لهجوم قوات حفتر بدفاعات جوية متطورة وضربات بطائرات مسيرة استهدفت خطوط إمداد حفتر وتعزيزات قواته.

وقال مصدر تركي الأسبوع الماضي إن بلاده تجري محادثات مع حكومة الوفاق الوطني لاستخدام قاعدتين في ليبيا إحداهما الوطية، وهي أهم قاعدة جوية في غرب ليبيا.

وقال بيان لوزارة الدفاع التركية إن الوزير خلوصي أكار كان في طرابلس لعقد اجتماعات مع حكومة الوفاق الوطني، يومي الجمعة والسبت، وإن أكار أقسم على فعل كل ما يلزم لمساعدتها.

وتدعم الإمارات وروسيا ومصر قوات حفتر، التي حظيت خلال تقدمها صوب طرابلس العام الماضي بمساعدة ضربات جوية مصرية وإماراتية.

وقالت الولايات المتحدة الشهر الماضي إن روسيا أرسلت 14 طائرة ميغ-29 على الأقل وطائرات حربية من طراز سوخوي-24 إلى قاعدة لقوات حفتر عبر سوريا بعد طمس العلامات الروسية المطبوعة عليها.

وأغضب التدخل التركي في ليبيا أيضا فرنسا واليونان وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان من فرض عقوبات جديدة على أنقرة.

وتحشد حكومة الوفاق الوطني وقوات حفتر قواتهما على الخطوط الأمامية الجديدة بين مدينتي مصراتة وسرت.

وتحذر مصر من أن أي محاولة مدعومة من تركيا لانتزاع السيطرة على سرت، التي سيطرت عليها قوات حفتر في يناير/ كانون الثاني، قد تؤدي إلى تدخل مباشر من جيشها.

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم الأمني والعسكري بين طرابلس وأنقرة نهاية العام الماضي، نجحت قوات حكومة الوفاق في تعزيز قدراتها العسكرية واستعادة جزء كبير من الأراضي التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر.

واستعادت حكومة الوفاق قاعدة “الوطية” الجوية الاستراتيجية القريبة من الحدود التونسية بعد محاصرتها لشهرين واستهدافها بغارات جوية كثيفة وتدمير منظومات دفاع جوي روسية داخلها.

واتهمت قوات حفتر حينها، حكومة الوفاق بتسليم القاعدة الجوية لتركيا.

واستعادت حكومة الوفاق السيطرة على كامل غرب ليبيا، واضطرت قوات المشير حفتر الى التراجع إلى سرت التي تبعد 450 كلم شرق طرابلس.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان