بعد إعادة رفات قادة المقاومة.. الرئيس الجزائري يطالب فرنسا بالاعتذار عن ماضيها الاستعماري

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون السبت أنّه يريد “اعتذاراً” من فرنسا عن ماضيها الاستعماري في بلاده، معتبراً أنّ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قادر على مواصلة نهج التهدئة.
وقال تبّون في حوار مع قناة فرانس 24 التلفزيونية ردّاً على سؤال عن مسألة اعتذار فرنسا عن حقبة استعمارها الجزائر، إنّ باريس قدّمت “نصف اعتذار”، آملاً في أن “تُواصِل على نفس المنهج وتُقدّم كامل اعتذارها”.
وأضاف “هذا سيُتيح تهدئة المناخ و جعله أكثر صفاء من أجل علاقات اقتصاديّة، من أجل علاقات ثقافيّة، من أجل علاقات حسن جوار”، مذكّراً بالدور الذي يمكنه أن يلعبه في هذا المجال ستّة ملايين جزائري يعيشون في فرنسا.
عودة رفات الشهداء

واستقبلت الجزائر الجمعة رفات 24 من قادة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في سنواته الأولى، تمّت استعادتها من باريس، في بادرة تهدئة للعلاقات الثنائيّة المتقلّبة.
وتُعتبر هذه الخطوة مؤشّراً على تحسّن في العلاقات بين الجزائر ومستعمِرتها السابقة، وهي علاقات اتّسمت منذ استقلال البلاد في العام 1962 بالتوتّرات المتكرّرة والأزمات.
ويغذّي هذه العلاقة المتقلّبة انطباعٌ في الجزائر بأنّ فرنسا لا تقوم بما فيه الكفاية لتسوية ماضيها الاستعماري (1830-1962).
لكنّ تبّون أكّد أنّه “مع الرئيس ماكرون، نستطيع أن نذهب بعيداً في التهدئة وفي حلّ المشاكل المتعلّقة بالذاكرة”.
واعتبر أنّ ماكرون “رجل نزيه جداً ويسعى إلى تهدئة الوضع (…) والسماح لعلاقتنا بأن تعود إلى مستواها الطبيعي”، واصفاً إيّاه بأنّه رجل “صادق للغاية” و”نظيف جداً من وجهة النظر التاريخية”.
ولا تزال قضية الذاكرة في صميم العلاقات المتقلّبة بين الجزائر وفرنسا. وقد تبنّى النواب الجزائريون أخيراً قانوناً “تاريخياً” تمّ بمقتضاه اعتماد 8 أيار/مايو يوماً للذاكرة، تخليداً لذكرى مجازر 1945 التي ارتكبتها القوات الفرنسية في مدينتي سطيف وقسنطينة (شرق).
9 ملايين ضحية
كانت “الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان”، وهي منظمة غير حكومية، قالت في تقرير لها إن الجزائريين الذين قتلهم الاستعمار الفرنسي من بداية الاحتلال عام 1830 إلى 1962، يفوق 9 ملايين ضحية، واستندت الرابطة في ذلك إلى كتابات وتصريحات خبراء في التاريخ، فرنسيين وجزائريين.
وقال الباحث في التاريخ، الجزائري محمد الحسن زغيدي أن عدد الضحايا يفوق 9 ملايين.
وتمثل الإحصائية الرسمية مليونا ونصف المليون ضحية، خلاصة بحوث عن ضحايا الجزائر خلال حرب التحرير التي دامت 7 سنوات (1954 – 1962).
أما عن الفترة بين 1830 و1954 فلا يعرف عدد الجزائريين الذين فقدوا حياتهم خلالها بسبب الاستعمار، على الرغم من قيام المئات من المعارك ضد الاحتلال، خاصة في الريف و هي المعارك التي خاضها قادة بارزون، أهمهم الأمير عبد القادر الجزائري.