سباق لقاحات كورونا.. العالم يترقب روسيا وترمب يعلن عن صفقة جديدة

يتسارع السباق بين الدول الكبرى من روسيا إلى الولايات المتحدة لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد وسط مخاوف متزايدة من موجة ثانية من الوباء في العديد من الدول.
وبحسب موقع (WORLDOMETER) فقد بلغ عدد الحالات النشطة حول العالم حتى الساعة ” 9 صباحا بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء” 6,335,696.. في حين بلغ عدد الحالات الحرجة والخطيرة حتى الوقت،64,665 .. وبلغ عدد الحالات المستقرة 6,271,031.
وباغت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم بإعلانه أمس أن بلاده طورت “أول” لقاح ضد وباء كوفيد-19 وسيبدأ إنتاجه اعتبارا من سبتمبر/أيلول في حين أن التجارب عليه لم تنته بعد.
وعلقت منظمة الصحة العالمية بحذر على هذا الإعلان مذكّرة بأن “المرحلة التي تسبق الترخيص” والترخيص للقاح يخضعان لآليات “صارمة”.
وعبر بعض الخبراء عن قلقهم بشأن قرار موسكو منح الموافقة للقاح قبل استكمال التجارب النهائية.
وقال وزير الصحة الألماني ينس سبان اليوم الأربعاء إن اللقاح الروسي لم يختبر على نحو كاف مضيفا أن الهدف هو ابتكار منتج آمن وليس أن يكون بلد ما الأول في توفير لقاح للناس فحسب.
وقال سبان” من الخطير البدء في منح اللقاح للمليارات من الناس في وقت سابق لأوانه لأن هذا قد يقضي تماما على تقبل فكرة اللقاح إذا لم تمض الأمور على ما يرام،أنا متشكك جدا بشأن ما يحدث في روسيا”.

إجراء الدراسات
وأضاف الوزير الألماني، أن من المهم جدا، حتى أثناء الجائحة، إجراء الدراسات والاختبارات ذات الصلة بشكل صحيح ونشرها على الملأ للحصول على ثقة الناس في اللقاح.
وقال ردا على سؤال بشأن اللقاح الروسي الذي يحمل اسم سبوتنيك 5 “الأمر لا يتعلق بأن تكون الأول بطريقة ما، بل يتعلق بالحصول على لقاح فعال خضع للاختبار وبالتالي آمن”.
وبلغت نسبة نجاح التجارب السريرية عشرة بالمئة فحسب ويخشى بعض العلماء من أن تكون موسكو تضع المكانة القومية قبل السلامة.
وقال بوتين وغيره من المسؤولين إن اللقاح آمن تماما، وذكر مسؤولون حكوميون بأنه سيصرح بمنح اللقاح للأطقم الطبية ثم المعلمين على أساس تطوعي في نهاية هذا الشهر أو مطلع سبتمبر/ أيلول.
ومن المنتظر بدء توزيعه على نطاق جماعي في روسيا في أكتوبر/ تشرين الأول.

ترمب: صفقة ب 1.5 مليار دولار لشراء اللقاح
من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن عقد بقيمة 1,5 مليار دولار مع شركة “موديرنا” الأمريكية لقاء 100 مليون جرعة من لقاح اختباري تطوره، وهو سادس عقد من نوعه منذ مايو/ أيّار.
وقالت شركة مودرنا للتكنولوجيا الحيوية والبيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبرمت اتفاقا مع الشركة لشراء 100 مليون جرعة من لقاحها المحتمل لكوفيد-19 مقابل 1.5 مليار دولار.
كانت الولايات المتحدة أبرمت في الأسابيع الماضية صفقات للحصول على مئات الملايين من لقاحات محتملة من عدة شركات في إطار برنامج يهدف إلى إنتاج لقاح في البلاد بحلول نهاية العام.
ويصل سعر الجرعة من مودرنا إلى حوالي 30.5 دولار للشخص الواحد لنظام جرعتين.
وباستثناء صفقاتها مع أسترازينيكا، التي عرضت سعرا أقل للجرعة مقابل دفع تكاليف البحث والتطوير مقدما، فإن جميع الصفقات تسعر لقاحات كوفيد-19 بين 20 و42 دولارا لدورة علاج من جرعتين.
وقالت مودرنا هذا الشهر إن لقاحها المحتمل (إم.آر.إن.إيه-1273) من اللقاحات القليلة التي وصلت بالفعل إلى المرحلة النهائية من الاختبار والتي ستنتهي في سبتمبر/أيلول.

أكثر من 500 مليون جرعة
وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقيات مع (جونسون آند جونسون وأسترازينيكا وفايزر وبيونتك وسانوفي وجلاكسو سميثكلاين) لشراء لقاحاتها المحتملة.
وستحصل الولايات المتحدة بموجب هذه الاتفاقيات على أكثر من 500 مليون جرعة من لقاحات لكوفيد-19، على افتراض حصول الشركات المعنية على موافقة الهيئات التنظيمية.
وسبق أن منحت الحكومة الأمريكية مودرنا حوالي مليار دولار لتمويل جهودها البحثية، ليرتفع مجمل التمويل الذي حصلت عليه الشركة من الولايات المتحدة إلى نحو 2.5 مليار دولار.
وأبرمت دول أخرى، بما في ذلك اليابان وبريطانيا وكندا، صفقات مماثلة مع شركات لصناعة الأدوية.
وبعد ثمانية أشهر على ظهور الفيروس في الصين، لم يثبت أي لقاح اختباري حتى الآن فعاليته ضد الوباء خلال تجارب سريرية، غير أنه تم رغم ذلك شراء ما لا يقل عن 5,7 مليار جرعة مسبقا في العالم.
وبات التوصل إلى لقاح أمرا أساسيا أكثر من أي وقت مضى في حين تتجدد الإصابات في العديد من الدول بعدما أظهر انتشار المرض بوادر تباطؤ.
فمن مدريد إلى باريس مرورا بنيوزيلندا وبوتان وساراييفو، تتصاعد المخاوف حيال موجة ثانية محتملة من الإصابات، ما دفع العديد من العواصم على إصدار إنذار وتشديد تدابيرها الصحية.
منظمة الصحة: 100 ألف إصابة يوميا في الأمريكتين
من ناحية أخرى قالت مديرة منظمة الصحة العالمية الإقليمية للأمريكتين، إنه يجري تسجيل أكثر من 100 ألف حالة إصابة بمرض كوفيد-19 كل يوم في الأمريكتين نصفهم في الولايات المتحدة.
وأضافت أن هناك زيادة تبعث على القلق في أعداد الإصابات لدى دول تمكنت من السيطرة على تفشي الوباء لديها مثل الأرجنتين وكولومبيا.
وسجلت الولايات المتحدة نحو خمسة ملايين حالة إصابة، وسجلت البرازيل، التي تحتل المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر تضررا بالوباء في العالم، أكثر من 100 ألف حالة وفاة.
وقالت كاريسا إتيان، إن ارتباك خدمات الرعاية الصحية يهدد بحدوث زيادة في أمراض كانت تحت السيطرة مثل السل وفيروس نقص المناعة والتهاب الكبد، وإن مزيدا من الناس سيموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها وعلاجها.
وأضافت أن المنظمة لديها بيانات تشير إلى أن 30 في المئة من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة، وهو فيروس يمكن الوقاية منه وعلاجه، يتجنبون طلب الرعاية الصحية أثناء الجائحة كما أن الدول لديها إمدادات محدودة من مضادات الفيروسات الرجعية.