باللكمة القاضية.. عنصرية بريطاني ترتد عليه داخل قطار (فيديو)

تداول نشطاء على وسائل التواصل الإجتماعي مقطعاً مصوراً لبريطاني ذو بشرة بيضاء وهو يستهزىء بثلاث شبان أصحاب بشرة سوداء داخل أحد قطارات لندن يوم الأحد الماضي.
ووجه الشاب ألفاظ بذيئة وكلمات استهزاء لطريقة حديثهم ونطقهم للألفاظ وردد قائلاً “هذه بلادي وأنتم ستعودون إلى دياركم” و “أنتم كالحيوانات” وغيرها من الكلمات.
وتفاجأ الشاب الأبيض لحظة نزول الشبان أصحاب البشرة السوداء بتوجيه أحدهم لكمة في وجهه أسقطته مغمياً عليه، وضحك الركاب بعد سقوطه وقام أحدهم بالتصفيق مردداً “أنت شخص عنصري سخيف”.
العنصرية ضد المهاجرين
كانت صحيفة “الغارديان”، قد طالبت الحكومة البريطانية في أبريل/نيسان الماضي، بإعادة النظر في موقفها ممن دأبت على تسميتهم بـ”محدودي الكفاءة” من العمال المهاجرين، وذلك لرد اعتبارهم، لا سيما بعدما أثبتوا كفاءة عالية خلال أزمة كورونا.
وقالت الصحيفة البريطانية إنه “لن يكون لمشاعر الامتنان وعبارات الشكر التي وُجهت إلى الكوادر الطبية وعاملي توصيل الطلبات معنى، ما لم تعد الحكومة النظر في موقفها من المهاجرين”.
وأضافت الصحيفة: أن الأزمة التي تعيشها بريطانيا حالياً، كشفت عن أن عبارة “محدودي الكفاءة” اعتباطية وغير عادلة، معتبرة أنه من الغبن تقيم الناس، وإعطائهم حقوقهم، من خلال ما يتلقونه مقابل أعمالهم، والظروف التي يعملون بها.
وأكدت الصحيفة، أن هذه التقييمات البريطانية حول كل هذه الأمور كانت خاطئة.
My mate sent me two videos this morning, one was four minutes of this racist guy shouting abuse all over the tube. Second was this video of him getting LAMPED. pic.twitter.com/5g8Tqme0W1
— Parker (@panoparker) August 17, 2020
وأشارت كاتبة المقال، مايا جود فيلو، إلى أنه في اليوم الذي حث فيه وزير الخارجية دومينيك راب، البريطانيين على التصفيق للعمال الذين يخاطرون بأنفسهم، من أجل أن تستمر حياة الآخرين، كررت الحكومة موقفها السابق من أن نفس أولئك الأشخاص لن يُسمح لهم بالبقاء في بريطانيا، بدءاً من يناير 2021.
ووسط غياب مريب لوزيرة الداخلية بريتي باتيل، فيما يخص قضايا الهجرة، قررت وزارتها أن هذا هو الوقت المناسب لتأكيد تصريحاتها السابقة بشأن قوانين الهجرة الجديدة، من خلال التشديد على أن “محدودي الدخل” لن يتسنى لهم استصدار تأشيرات عمل بريطانية.
ويوجد في بريطانيا ملايين العمال، هم في الأصل مهاجرون، موزعين على القطاعات المختلفة بنحو 23 % من العاملين في المستشفيات، بمن فيهم 29% أطباء، و18% تمريض، و20% من العاملين في المجال الزراعي، وأكثر من 40% من العاملين في مجال إنتاج الغذاء، و18% من العاملين في مجال السيارات.
وأعربت الكاتبة عن استغرابها من عدم الاكتراث لأهمية كل هذا الكم من البشر، قائلة: “ظل ساستنا لسنوات يلومونهم على إفساد الثقافة البريطانية، وإتخام الخدمات العامة”.
وكانت خطط الحكومة البريطانية للمهاجرين، قبل الخروج من الاتحاد الأوربي (بريكسيت)، تقتصر على تحديد الرواتب من جهة، ومنع “محدودي الكفاءة” من العمل في بريطانيا، من جهة أخرى.
أما الآن فيبدو أنها تخطط لتوسيع نظامها العنصري غير العادل، الذي كان مقتصراً على مهاجري الدول غير الأوربية، ليشمل الآن شركاءها الأوربيين أيضاً بحسب الكاتبة.