ليبيا: حكومة الوفاق ترد على قطع حفتر الاتصالات عن سرت.. ما القصة؟

رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح (يمين) وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا

أعلنت غرفة عمليات سرت والجفرة (تابعة لقوات حكومة الوفاق الوطني) استعدادها الكامل للتعامل مع أي تصرف من قِبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينتي سرت والجفرة.

يأتي ذلك في ظل تحركات للمرتزقة في المدينتين، وقطع قوات حفتر الاتصالات والإنترنت عن سرت، بعد يومين فقط من إعلان رئيس حكومة الوفاق (المعترف بها دوليًّا) فايز السراج ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح اتفاقهما على وقف فوري وشامل لإطلاق النار في ليبيا.

وطالبت الغرفة العسكرية الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه قوات حكومة الوفاق المرابطة في المحاور القريبة من مدينتي سرت والجفرة.

وأكد المتحدث باسم غرفة عمليات سرت والجفرة العميد الهادي دراه تواصل التحركات العسكرية داخل سرت بهبوط طائرة أنتينوف روسية في قاعدة القرضابية العسكرية في سرت، الأحد.

وأضاف دراه أن “الأوضاع في سرت مأساوية في ظل استمرار انتهاكات حقوق الإنسان، فضلًا عن القتل الممنهج الذي يمارسه المرتزقة الروس والجنجاويد لمواطنين ليبيين داخل مدينة سرت عند اقترابهم من التجمعات العسكرية الروسية”.

وتابع دراه “الاتصالات والإنترنت مقطوعتان عن مدينة سرت منذ أيام، تحسّبًا لاحتجاج أهالي المدينة على وجود المرتزقة، علاوة على أن مليشيات حفتر لا تريد أن توضح لليبيين الصورة الحقيقية لما يحدث في سرت وضواحيها”.

أكد دراه -كذلك- أن الأمر ليس قاصرًا على المرتزقة وحدهم، بل ينشط “أنصار سيف القذافي” في المدينة، وهم مجموعات صغيرة تحاول الخروج كل مرة في سرت، ومهمتها إثارة الرأي العام وتخريب أسلاك الكهرباء وقطع المياه وتدمير البنية التحتية”. 

وأشار إلى أن المليشيات المسلحة داخل سرت لم تعلن -إلى الآن- تبعيتها لسيف القذافي بشكل رسمي.

وأكد رئيس مركز إسطرلاب للدراسات عبد السلام الراجحي أن مدينتي سرت والجفرة حاليًّا تحت السيطرة العسكرية الروسية بالكامل، وتخضعان للقرار الروسي بعد تدخل موسكو لدعم حفتر عسكريًّا.

وتابع “مشروع روسيا في ليبيا هو دعم سيف القذافي ليخلف والده في الحكم، وأكدت نتائج التحقيقات مع عناصر شركة فاغنر الروسية المقبوض عليهم في طرابلس أن موسكو تدعم نجل القذافي، والتقته مرتين؛ مما يشير إلى أن حفتر هو عبارة عن جسر مؤقت لتنفيذ هذه الخطة الروسية”.

ويرى الراجحي أن سرت تخضع لتوازن قبلي يقلل فرص تحرك كبير لأنصار سيف القذافي، ناهيك عن أن القوى الكبرى من الليبيين لا تقبل عودة النظام السابق بأية طريقة كانت، بعد التضحيات الجسام منذ أحداث الثورة الليبية.

وعقب اجتماعه، أكد المجلس الرئاسي أهمية استئناف العملية السياسية على أسس واضحة لا مكان فيها لمن تلوثت أيديهم بدماء الليبيين، مشدّدًا على مدنية الدولة ورفض حكم العسكر، ومؤكدًا أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية هي الهدف للوصول إلى مرحلة سياسية دائمة مستقرة.

وأصدر رئيس حكومة الوفاق تعليماته بالوقف الفوري للأعمال القتالية على كامل الأراضي الليبية، والعمل على أن تكون مدينتا سرت والجفرة منزوعتي السلاح.

من جهته، رفض المجلس الأعلى للدولة بشدة التفاوض مع حفتر بعد يوم من إعلان رئيس حكومة ورئيس برلمان طبرق اتفاقهما على وقف فوري وشامل لإطلاق النار في ليبيا.

ويرى المحلل السياسي موسى تهيو أن وقف إطلاق النار في سرت لا يزال في حكم المجهول؛ لعدم وجود أي خارطة طريق واضحة أو ضمانات حقيقية تجبر حفتر على وقف إطلاق النار.

وأضاف أن “بعض الدول الداعمة لحفتر لا تزال متمسّكة بالخيار العسكري، رغم إظهار ترحيبها بوقف إطلاق النار في سرت والجفرة -مثل الإمارات ومصر- بسبب أنها تريد إيصال حفتر للحكم منذ سنوات”.

واعتبر تهيو أن مقدرات الشعب الليبي ومكتسباته السياسية يجب أن تبتعد عن أية مفاوضات تقسيم بين الدول الطامعة في خيرات ليبيا، التي كانت داعمةً بقوة للحرب على طرابلس ومشاركةً في إراقة دماء الليبيين.

وقال تهيو إن إعلان وقف إطلاق النار في مدينتي سرت والجفرة من دون ضمانات حقيقية بلا مقابل هو مضيعة للوقت، وتكرار لسيناريوهات سابقة عمّقت الأزمة الليبية وزادت معاناة الشعب الليبي.

اقرأ أيضًا:

ليبيا: متحدث باسم حفتر يهاجم وقف إطلاق النار ويؤكد الاستعداد للقتال (فيديو)

“الدولة الليبي”: نثمن دور تركيا وقطر في صد عدوان حفتر (فيديو)

أبرز ردود الفعل الدولية بعد إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا

المصدر: الجزيرة + الجزيرة مباشر

إعلان