كورونا.. تعليق تجارب لقاح أكسفورد وترمب يقرّ بالتقليّل من شأن الفيروس

تسبّب فيروس كورونا المستجد بوفاة أكثرمن 900 ألف شخص في العالم، ثلثهم في أمريكا اللاتينية، وبينما ينتظر العالم اللقاح عُلقت التجارب السريرية على أحد اللقاحات التجريبية الأكثر تقدما.
وسبب تعليق التجارب على اللقاح الذي طورته مجموعة “أسترازينيكا” وجامعة أكسفورد أن مجموعة الأدوية الأنغلو-سويدية، الشريك الصناعي لجامعة أكسفورد البريطانية المرموقة، لاحظتا آثاراً جانبية خطيرة محتملة للقاح التجريبي لدى أحد المشاركين في التجارب.
ويتمثل ذلك في ظهور مرض لا تفسير له لدى متطوع، وقالت الشركة إنه “جزء من التجارب السريرية العشوائية العالمية التي أجرتها جامعة أكسفورد للقاح ضد كورونا، أوقفنا التطعيمات طواعية للسماح بإجراء تقييم للسلامة تجريه لجنة مستقلة”.
وذكر موقع ستاتنيوز المتخصص أن التجارب توقفت بعد “الاشتباه في وجود أثر جانبي خطير لدى أحد المشاركين في المملكة المتحدة”.

وقد يؤدي تعليق التجارب إلى تأخير أحد أكثر مشاريع اللقاح تقدمًا في الغرب، إلى جانب لقاحين تجريبيين أعدتهما شركتا مودرنا وفايزر الأمريكيتان وتعملان على تسجيل عشرات الآلاف من المتطوعين.
وكانت الشركات الثلاث تأمل في الحصول على نتائج قبل نهاية المقبل أو أوائل 2021. وباعت أسترازينيكا مسبقًا مئات الملايين من الجرعات للعديد من البلدان حول العالم.
ويأتي الإعلان عن تعليق التجارب، وهو الأول بين عشرات التجارب السريرية الجارية في جميع أنحاء العالم، قبل ساعات من إعلان الاتحاد الأوربي أنه توصل إلى اتفاق مبدئي آخر للحصول على 200 مليون جرعة من لقاح طوره تحالف ألماني الأمريكي.
فقد أبرم الاتحاد الأوربي بالفعل اتفاقات لضمان الحصول على اللقاحات الممكنة من مجموعات سانوفي-غلاكسو سميث كلاين وجونسون أند جونسون، وكيولارفاك ومودرنا وأسترازينيكا.

من ناحية أخرى أقرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأنه حاول التقليل من مدى خطورة فيروس كورونا في بداية تفشيه، وذلك وفق تسجيلات صوتية لمقتطفات من مقابلة أجراها معه الصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودورد.
وقال ترمب في مقابلة مع وودورد أُجريت في 19 مارس/آذار “أردت أن أقلل على الدوام من مدى خطورته” وذلك وفق ما أوردت شبكة سي إن إن التي اطّلعت على الكتاب “غضب” المقرّر نشره في 15 سبتمبر/أيلول الحالي.
وأضاف ترمب في مقابلته المسجلة مع وودورد بخصوص الموضوع “ما زلت أرغب بالتقليل من مدى خطورته، لأني لا أريد أن أخلق حالة من الذعر”.
وتفاقم التصريحات التي نشرت قبل ثمانية أسابيع من موعد الاستحقاق الرئاسي الضغوط على ترمب في وقت تظهر الاستطلاعات أن نحو ثلثي الأمريكيين غير راضين عن طريقة إدارته لأزمة كورونا.
كما يتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بأنه يقلّل من مدى خطورة الأزمة من أجل تعزيز فرص فوزه بولاية رئاسية ثانية.
وفي تصريح للصحفيين في البيت الأبيض ندّد ترمب بالكتاب ووصفه بأنه “عملية اغتيال سياسي جديدة” وقال إنّه قلّل من مدى خطورة كوفيد-19 لتجنّب الهستيريا.
وقال “في الواقع أنا قائد فريق المشجعين في هذا البلد، أنا أحب هذا البلد ولا أريد أن يصاب الشعب بالذعر” وأضاف “لن أقود هذا البلد أو العالم إلى الهستيريا”.
ويتوقّع مراقبون أن يوفّر الكتاب حججاً جديدة سيستخدمها الديمقراطيون الذين يعتبرون أنّ ترمب أخفق في تحضير الأمريكيين لمواجهة خطورة تفشي فيروس كورونا وفي قيادتهم نحو الاستجابة المناسبة.
وفي مقابلات سابقة مع وودورد، أوضح ترمب بأنه كان مدركاً أنّ الفيروس “فتّاك” وأكثر خطورة من الإنفلونزا العادية، لكنّه كان يطمئن الأمريكيين في الأسابيع الأولى من العام 2020 بأن الفيروس ليس خطيراً وبأنه “سيزول” من تلقاء نفسه.
ويصرّ ترمب على نجاحه في إدارة مواجهة الوباء وصحة قراراته بحظر دخول المسافرين من الصين، ومن نقاط ساخنة في أوربا، ومع ذلك تظهر الاستطلاعات أن ثلثي الأمريكيين يعارضون قراراته.
وقالت المسؤولة الإعلامية في البيت الابيض كيلي ماكيناني للصحفيين إن الدافع الوحيد وراء تقليل ترمب من مدى خطورة الفيروس كان طمأنة الأمريكيين.
وأوضحت “من المهم إظهار الثقة، من المهم إظهار الهدوء”، لافتة إلى أنّ “الرئيس لم يكذب أبداً على الأمريكيين بشأن كوفيد-19”.
ومن المتوقع أن تتجاوز الحصيلة الاجمالية للوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في الولايات المتحدة حاجز الـ200 ألف.